البيت مكان للمعيشة وليس مخزن أثاث ولا معرض للقطع الفنية.. وإلا سينقلب إلى مصدر للطاقة السلبية كل سيدة ترغب في أن يكون منزلها دائما جميلا ومختلفا لكن في بعض الأحيان يكون الأمر مكلفا، خبيرة الديكور سالي البرديسي سلطت الضوء في حوارها مع "التحرير" على طرق بسيطة يمكن بها تجديد منزلك باستمرار لتجنب الشعور بالملل. سالي قالت في بداية حديثها إن الألوان الجريئة وغير الجريئة موجودة كل وقت، لكن يقبل الناس المحبين للموضة والتجديد والتفرد على الألوان الجريئة أكثر، أما الأشخاص التقليديين يميلون إلى الألوان المألوفة وغير الجريئة. مشيرة إلى أنه بعض الناس ليس لديهم الخبرة في اختيار الألوان المناسبة، وفي النهاية يختار الناس الأساس والديكورات وفقا لأذوقاهم وما يناسبهم بغض النظر عن الموضة. وأوضحت أن الألوان الهادئة والباستيل تعطي انطباع بالهدوء والبرودة والطفولة وإحساس بالاتساع وتلاشي الحواجز. أما الألوان الساطعة الجريئة مثل الفوشيا والأزرق والأخضر والأصفر بدرجاتها تعطي انطباعا بالجرأة والحيوية والطاقة ولكن استخدامها يجب إن يأتي في إطار محدود بحيث يكون ذو تأثير إيجابي. أما الألوان الأحمر والبرتقالي والذهبي والأسود والبني والألوان الفسفورية فهي ألوان مؤثرة جدا وخصوصا في الأثاث والديكور داخل المنزل. فمثلا الأحمر والبرتقالي يساعدان على ارتفاع ضغط الدم وبالتالي يعطي حيوية ولكن في نفس الوقت يعطي انطباع بالإجهاد والعصبية لذا يجب استخامهم في نطاق محدود وغير مبالغ فيه. والأسود والبني ألوان في الغالب غامقة وذكورية وتعطي انطباع بالقوة والغموض والإكثار منها في البيت يقلل من روح الدفئ والروح الحميمية. فيما يضفي اللون الذهبي في النطاق المسموح جوا من الكلاسيكية والوقار والفخامة والتوهج وزيادة الاستخدام كما نرى في معظم البيوت يعطي انطباع بالرخص وعدم ارتفاع قيمته. وبصفة عامة نستخدم الألوان لقيمتها وليس بالكمية. ولفتت سالي: "أفضل شخصيا استخدام الألوان والنقشات المتميزة المستوحاة من ثقافات مختلفة تتسم بالانفراد والتميز وأحاول تجنب كل ما هو تقليدي و ممل. لدي خط إنتاج خاص بي وهو عبارة عن إعادة دهان وتغيير أقمشة الأثاث القديم والمستعمل بألوان وأفكار جديدة بحيث يكون هناك مزج بين القديم والأفكار الجديدة. وبتكون النتيجة قطع فيها حنين للماضي بأسلوب غريب وعصري". وأوضحت خبيرة الأثاث ل"التحرير": "بعض العملاء يطلبون تصميمات لوحدات خاصة تناسب شخصياتهم. والبعض منهم يحب أن يبتعدون عن كل ما هو معروف ومألوف ويصممون ويقبلون على تصميمات من الألف للياء في أماكن كاملة مثل الروف والحديقة والبالكون وغرفة المعيشة من خلالنا ولكن بأفكار صممت خصيصا لهم". وأضافت أن أكتر الوحدات المطلوبة من تصميماتها هي وحدات الأدراج بجميع الأشكال والمقاسات لكونها عملية وتتميز بألوان وتصميمات غنية وأيضا الكنب والطبالي ذات الطابع الشرقي والألوان المبهجة الصالحة للأماكن الساحلية أو التيراس أو كورنر في البيت. هناك أكثر من ستايل وذوق في السوق، ولاحظت أن الناس مقيدين فقط بالكلاسيك والمودرن.. فمثلا هناك المعاصر والريفي والباروك والمنيمل والوبهو.. إلخ. وهناك أكتر من طراز مثل المغربي والهندي والسيناوي والأمريكي والبوب آرت والفينتدج والريترو، فأصبح الكلاسيك تقليدي وممل بسبب وجوده بكثرة بنفس الألوان والتصميمات والروح، ولكي يصبح مختلفا وجميلا فيجب البحث كثيرا وإضافة بعض التعديلات والأفكار، بحسب سالي. وتنصح سالي بإنه يجب إضافة شخصيتنا وأسلوب حياتنا على المنزل من خلال التركيز على احتياجاتنا وأسلوب حياتنا وعدم الانسياق وراء الآخرين أو الأجيال السابقة والأصدقاء لأن ما نلاحظه الآن "تشابه البيوت بشكل كبير جدا ولا يوجد اختلاف يذكر". لافتة: "ما يجب أن نركز فيه هو فرش المنزل بصورة عصرية مبهجة وفي الوقت ذاته مريحة عملية". المساحة تؤثر نوعا ما في اختيار الديكورات والأثاث، وتوضح سالي: "بمعنى أن لو المنزل صغير فيجب اختيار الألوان الفاتحة مع استعمال إضاءة طبيعية أكتر". "البيت هو مكان خاص للمعيشة وليس مخزن أثاث ولا معرض للقطع الفنية، وإلا سينقلب إلى مصدر للطاقة السلبية يتسم بعدم الراحة، حتى وإن كانت كل قطعة مميزة بمفردها. نحن نهتم بأبهار الزوار بكثرة المقتنيات وارتفاع أسعارها على حساب راحتنا الشخصية وحريتنا والاستمتاع بالمنزل مع صعوبة التنظيف والحركة"، وفقا لخبيرة الديكور. واختتمت خبيرة الديكور سالي البرديسي حوارها مع التحرير ب"أي بيت ممكن يكون جميل بالذوق اللي فيه والبساطة، وهذا يظهر جدا في جمال البيوت التركية المتواضعة والواسعة بسبب عدم وجود أثاث كثير. في السابق وتحديدا فترة الخمسينيات والستينيات كل البيوت المصرية كانت أنيقة وجميلة حيث كانت تتسم بالديكور والأثاث البسيط مع دقة التفاصيل وعدم التكلف. وأيضا البيوت البسيطة والقديمة في مصر مثل الريف والنوبة والصعيد فهى تتسم بتناسق الألوان الجميلة والأثاث البسيط مع وجود الطابع المصري مع أخذ في الاعتبار التأقلم مع البيئة والجو". نصائح: 1- عدم شراء قطع الأثاث الكبيرة والأطقم مثل التماثيل والتحف والكوشن (الوسادات الصغيرة) الكثيرة وأطباق الفضة والصيني ليتاح لنا الفرصة في المستقبل لتغير أماكن الأثاث للتأقلم مع احتياجاتنا حيث تزيد أدواتنا يوميا وأماكن التخزين بتقل، فيتحول البيت إلى شكل غير منظم وعشوائي ومكدس دون داع. 2- البعد عن الستائر والسجاجيد والمفارش المتكلفة وذات الأحجام الكبيرة لأنها تعطي انطباعا وشعورا بارتفاع الحرارة وضيق المساحة وعدم سهولة تدوير الهواء النقي. 3- لكي نتأكد من وجود طاقة إيجابية في البيت يجب مراعاة أهم عنصرين للطاقة وهما الهواء والضوء الطبيعي الشبابيك الصغيرة البالكونات المغلقة وعدم وجود نوافذ في الحمام والمطبخ لا يسمح للضوء والهواء بدخول المنزل ويزداد الأمر سوءا إذا وضعت الستائر السميكة. فضلا عن إدخال عناصر من الطبيعة مثل الطيور والحيوانات والنباتات لإضافة الطاقة الايجابية بالمنزل 4- المبالغة في استخدام الاكسسوارت والديكورات يقلل من قيمة المكان وينحدر بالذوق وينقلب ضده. 5- يجب الاهتمام بغرف المعيشة والنوم والمطبخ أكتر من الصالون وخلافه. فمن الأخطاء الشائعة والمعروفة توسيع الصالة على حساب غرف النوم والمعيشة واستغلال الغرف المغلقة لحجرة السفرة التي لا تستخدم إلا مرات قليلة من السنة. 6- الحرص على استخدام الخامات الطبيعة من أقطان وأخشاب ورخام ودهانات صديقة للبيئة لأن الخامات الصناعية مثل البوليستر والدهانات والسيراميك والبلاستيكات مضرة جدا. 7- الاهتمام بوجود الصور العائلية ورسومات الأطفال والأعمال اليدوية لإضافة اللمسة الدافئة إلى البيت وهذا أيضا يضفي جو خاص ومميز ويجعل المكان مختلف ومترابط وله طابع خاص ومنفرد عن البيوت الأخرى. 8- الألوان لها تأثير كبير على أي مكان ولكل لون الطابع الخاص به وبالذات في الديكور. الديكور مثل الأزياء في تجدد مستمر وله فروع وأفكار كثيرة ولكن الفرق الوحيد أن الملابس يمكن تغييرها كل ساعة أما الديكور والأثاث يتغير ببطأ وبعد سنوات. ومن هنا يجب التأني والتثقيف في فن الديكور وملاحظة الصواب والخطأ من تجارب الأخرين.