«السما بتنور كل شوية ليه؟».. عمرو أديب يطالب الجهات المعنية ببيان رسمي    وزير التموين: احتياطي السلع الأساسية يتجاوز 6 أشهر ويتضاعف في بعض الأصناف    وزير الطيران: مصر نجحت في إدارة أزمة إغلاق المجالات الجوية المجاورة    القاهرة الإخبارية: رصد طائرات مسيرات إيرانية متجهة إلى إسرائيل    الأهلي يخوض مرانًا خفيفًا داخل فندق الإقامة في ميامي استعدادًا لمباراة الافتتاح بالمونديال    وزير الشباب ومحافظ الإسكندرية يسلمان جوائز بطولة مصر المغلقة للجولف بنادي سبورتنج    أدفع أولا..غضب بين أولياء الأمور لفرض تعليم الجيزة رسوما على نتيجة الشهادة الإعدادية    عمرو دياب يدعم ابنته جنا في أحدث أعمالها الغنائية (صور)    هل تتأثر مصر لو حدث انفجار نووي في إيران؟.. هيئة الرقابة النووية تجيب (فيديو)    4 أبراج «يتسمون بالحكمة»: منضبطون يتحلون بالنضج وطريقة تفكيرهم «مش عادية»    وزير الصحة: "حياة كريمة" أعظم مشروع فى تاريخ مصر ويمس جميع المواطنين    رومانو يكشف النادي الذي يرغب جيوكيريس للانتقال له    النيابة الإدارية تؤكد استمرار جهودها لمكافحة ختان الإناث ومحاسبة مرتكبيه    منتخب كرة اليد الشاطئية يحرز برونزية الجولة العالمية بالفوز على تونس    "الأوقاف": بدء إجراءات التعاقد مع مستوفي شروط مسابقتي 2023 للأئمة وللعمال    "التعليم" تكشف تفاصيل الاستعدادات ل امتحانات الثانوية العامة غدًا    فات الميعاد الحلقة الحلقة 2.. أسماء أبو اليزيد تخبر زوجها بأنها حامل    نارين بيوتي تخطف الأنظار رفقة زوجها في حفل زفاف شقيقتها    أدعية مستجابة في شهر ذي الحجة    رئيس بعثة الحج السياحي المصرية: موسم الحج هذا العام من أنجح المواسم على الإطلاق    الهلال الأحمر المصرى: تنظيم حملات توعوية لحث المواطنين على التبرع بالدم    خبير: إسرائيل تحاول استفزاز حزب الله لجره لساحة الحرب    رئيس مجلس الشيوخ: الشباب المصري العمود الفقري للدولة الحديثة ووعيهم السلاح الأقوى لمواجهة التحديات    على البحر.. ميرنا نور الدين تخطف الأنظار بأحدث إطلالاتها    روبرت باتيلو: إسرائيل تستخدم الاتفاقات التجارية لحشد الدعم الدولى    قائد بوتافوجو: مستعدون لمواجهة أتليتكو مدريد وسان جيرمان.. ونسعى لتحقيق اللقب    محافظ المنيا يُسلم 328 عقد تقنين لأراضي أملاك الدولة    نور الشربيني من الإسكندرية تؤازر الأهلي في كأس العالم للأندية    مصدر ليلا كورة: الزمالك يرحب بعودة طارق حامد.. واللاعب ينتظر عرضًا رسميًا    شركات السياحة: بدء تفعيل منظومة المدفوعات الرقمية فى موسم العمرة الجديد يوليو المقبل    "الإصلاح المؤسسي وتحسين كفاءة الخدمات الحكومية".. جلسة تثقيفية بجامعة أسيوط    تعليمات لرؤساء لجان امتحانات الثانوية العامة بالفيوم    شركة سكاى أبو ظبي تسدد 10 ملايين دولار دفعة مقدمة لتطوير 430 فدانا فى الساحل الشمالي    ديمبيلي يكشف عن الهدف الأهم فى مسيرته    رئيس الوزراء يتفقد مركز تنمية الأسرة والطفل بزاوية صقر    امتحانات الثانوية العامة.. الصحة تعتمد خطة تأمين أكثر من 800 ألف طالب    كأس العالم للأندية.. باريس الباحث عن موسم استثنائي يتحدى طموحات أتلتيكو    الأكاديمية العسكرية تحتفل بتخرج الدورة التدريبية الرابعة لأعضاء هيئة الرقابة الإدارية    محافظ كفر الشيخ يُدشن حملة «من بدري أمان» للكشف المبكر عن الأورام    لطلاب الثانوية العامة.. نصائح لتعزيز القدرة على المذاكرة دون إرهاق    خبير اقتصادي: الدولة المصرية تتعامل بمرونة واستباقية مع أي تطورات جيوسياسية    وزير الخارجية البريطاني يعرب عن قلقه إزاء التصعيد الإسرائيلي الإيراني وندعو إلى التهدئة    السجن المؤبد ل5 متهمين بقضية داعش سوهاج وإدراجهم بقوائم الإرهاب    تخفيف عقوبة السجن المشدد ل متهم بالشروع في القتل ب المنيا    أهم أخبار الكويت اليوم السبت 14 يونيو 2025    غدا.. بدء التقديم "لمسابقة الأزهر للسنة النبوية"    غدا .. انطلاق فعاليات مؤتمر التمويل التنموي لتمكين القطاع الخاص    خاص.. شرط أساسي لقبول طلاب الثانوية بتنسيق البرامج الخاصة ب"عين شمس"    مصرع شاب سقط من الطابق الرابع بكرداسة    طلب إحاطة يحذر من غش مواد البناء: تهديد لحياة المواطنين والمنشآت    إيران تؤكد وقوع أضرار في موقع فوردو النووي    مراسلة «القاهرة الإخبارية»: مستشفيات تل أبيب استقبلت عشرات المصابين    مدبولي: الحكومة تبذل قصارى جهدها لتحقيق نقلة نوعية في حياة المواطنين    23 صورة ترصد مشاهد الدمار في إسرائيل    الصحة: قافلة متخصصة في جراحات الجهاز الهضمي للأطفال ب«طنطا العام» بمشاركة الخبير العالمي الدكتور كريم أبوالمجد    حجاج مصر يودّعون النبي بقلوب عامرة بالدعاء.. سلامات على الحبيب ودموع أمام الروضة.. نهاية رحلة روحانية في المدينة المنورة يوثقوها بالصور.. سيلفي القبة الخضراء وساحات الحرم وحمام الحمى    «الإفتاء» توضح كيفية الطهارة عند وقوع نجاسة ولم يُعرَف موضعها؟    ما حكم أداء النافلة بين الصلاتين عند جمع التقديم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل نفسى لخطاب مبارك

لعلك لاحظت نبرة الرثاء للذات التى شاعت فى خطاب الرئيس مبارك، الذى بدا فى لحظات وكأنه يخاطب نفسه!. تركيزه على ما أنجزه طيلة ستين عاما. تأكيده على مقام الأب فى مواجهة أبناء عاقين، ترحمه على شهداء ماتوا ضحية سياساته، تجاهله صرخات الملايين التى تهدر تطالب برحيله.
هذا الانفصام العجيب بين الخطاب والواقع المزعج حوله. أحاول فى هذا المقال أن أقدم مفاتيح تتيح فهما أفضل للنفس البشرية حينما تواجه ما تكره، حتى لو كانت فى مقام رئيس الجمهورية. كيف تفضل الوهم المريح على الصدق المزعج!.
.............
كقاعدة يشفق الإنسان غالبا أن يحمل عبء الحقيقة، ويفضل الديكتاتور، الذى ألف سجود الناس له، أن يحيا فى عالم من الزيف الملون، معتقدا أنه الأرقى والأفضل والأجمل. ويمقت بشدة من يفضح له نفسه على حقيقتها دون مساحيق تجميل.
كقاعدة لا يخدع الإنسان مثل نفسه، بوعى منه أو دون وعى، وهذا ما يسمى فى علم النفس بمصطلح «الأساليب النفسية الدفاعية». يسلكها الإنسان فى المحن الكبرى دون وعى محاولا أن يتجنب ألم الحقيقة. يحفظ لنا التاريخ أن القدماء كانوا يعيشون فى وهم جميل يتعلق بمركز الأرض فى الكون، حين توصل جاليلو إلى صناعة تلسكوب قادر على إثبات الحقيقة، فإن المعاصرين له رفضوا بشدة أن يلقوا على هذا التلسكوب المزعج مجرد نظرة!. فضلوا الوهم المريح على الحقيقة المؤلمة. هكذا فعل الرئيس مبارك. انكفأ فى متاهات الذات رافضا أن يلقى نظرة على عالم الحقيقة. مارس حالة «الرفض»، لأن اللاوعى الخاص به يرفض حقيقة أن الناس يطالبون برحيله، لذلك يحاول تفادى الألم بإيجاد مبرر لما يفعله، بالحديث عن مصلحة مصر، والفوضى المتوقعة عند رحيله. ظنى أنه لا يكذب واعيا متعمدا، بل هو خداع الذات حتى لا يحمل عصاه ويرحل.
.............
وأحيانا يكون رد فعل الإنسان على واقع مؤلم هو «إنكار حدوثه». كالنعامة تدفن رأسها فى الرمال هربا من الخطر. إنه يرفض أن يصدق أن شعبه يتمنى رحيله، لأنه لو صدق ذلك لما تمكن من مواجهة الحياة، لذلك حديثه عن أن معظم الشعب يعرف من هو حسنى مبارك، والستين عاما التى قدم فيها كل شىء لشعبه!.
وهناك «الإغلاق»، حينما يتجنب الإنسان مواجهة الحقيقة، فتأتى ردود أفعاله متأخرة بخطوة، وهذا هو الحال مع تصرفات مبارك. وأحيانا يحدث نوع من «الإسقاط» وإلصاق عيوبه بالآخرين، فها هو ذا أكثر من نفذ مصالح القوى الأجنبية يتهم الآخرين بالمؤامرة الأجنبية!.
...........
والخلاصة أن الإنسان - حتى لو كان رئيس الجمهورية - يبحث دائما عن غطاء أخلاقى، ولذلك فإن تصرفاته أعقد بكثير مما تبدو على السطح. معظمها يتمركز حول «حيل نفسية دفاعية» فى محاولة غير واعية منه كى يهرب من الألم، ويجعل الحياة أكثر احتمالا.
المصرى اليوم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.