الجيش الإسرائيلي: مقتل إسرائيلي وإصابة 5 جنود بإطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان    بسبب الدولار.. شعبة الأدوية: نطالب بزيادة أسعار 1500 صنف 50%    شوبير ام الشناوي.. تعرف على حارس مرمى الاهلي في مباراة الترجي التونسي    الأرصاد تحذر من موجة حارة تبدأ من اليوم حتى الاثنين المقبل    مرصد الأزهر يستقبل وزير الشؤون السياسية لجمهورية سيراليون للتعرف على جهود مكافحة التطرف    هدوء حذر.. سعر الذهب والسبائك اليوم الأربعاء بالصاغة وعيار 21 الآن يسجل هذا الرقم    سلمان رشدي: محاكمة ترامب في قضية منح أموال لشراء صمت ممثلة أفلام إباحية قد تفضي لسجنه    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    تقسيم الأضحية حسب الشرع.. وسنن الذبح    بوتين: العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة    "بنكنوت" مجلة اقتصادية في مشروع تخرج طلاب كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي (صور)    جناح طائرة ترامب يصطدم بطائرة خاصة في مطار بفلوريدا    اليوم، التشغيل التجريبي ل 5 محطات المترو الجديدة بالركاب (فيديو وصور)    الإعلان عن أول سيارة كهربائية MG في مصر خلال ساعات    امرأة ترفع دعوى قضائية ضد شركة أسترازينيكا: اللقاح جعلها مشلولة    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15 مايو في محافظات مصر    عرض فيلم Le Deuxième Acte بافتتاح مهرجان كان السينمائي    3 قرارات عاجلة من النيابة بشأن واقعة "فتاة التجمع"    بسبب الخلاف على إصلاح دراجة نارية .. خباز ينهي حياة عامل دليفري في الشرقية    اجتياح رفح.. الرصاصة الأخيرة التي لا تزال في "جيب" نتنياهو    «تنمية وتأهيل دور المرأة في تنمية المجتمع».. ندوة لحزب مستقبل وطن بقنا    أمير عيد يكشف موعد ألبومه المُقبل: «مش حاطط خطة» (فيديو)    أحمد حاتم بعد انفصاله عن زوجته: كنت ظالم ونسخة مش حلوة مني (فيديو)    سمسم شهاب يترك وصيته ل شقيقه في حال وفاته    "دوري مصري ومنافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    وليد الحديدي: تصريحات حسام حسن الأخيرة غير موفقة    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    المالية تزف بشرى سارة للعاملين بالدولة بشأن مرتبات شهر يونيو    عاجل - مبTHANAWYAاشر.. جدول الثانوية العامة 2024 جميع الشعب "أدبي - علمي"    الهاني سليمان: تصريحات حسام حسن تم تحريفها.. والتوأم لا يعرف المجاملات    شوبير: الزمالك أعلى فنيا من نهضة بركان وهو الأقرب لحصد الكونفدرالية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 15-5: نجاحات لهؤلاء الأبراج.. وتحذير لهذا البرج    كاف يهدد الأهلي والزمالك بغرامة نصف مليون دولار قبل نهائي أفريقيا | عاجل    بوتين: لدى روسيا والصين مواقف متطابقة تجاه القضايا الرئيسية    نشرة أخبار التوك شو| تصريحات هامة لوزير النقل.. وترقب لتحريك أسعار الدواء    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعلنا ممن تفاءل بخيرك فأكرمته ولجأ إليك فأعطيته    مصطفى الفقي: معادلة الحرب الإسرائيلية على غزة تغيرت لهذا السبب    وزير الرياضة: نمتلك 5 آلاف مركز شباب و1200ناد في مصر    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    أثناء عمله.. مصرع عامل صعقًا بالكهرباء في سوهاج    بدأت باتهام بالتأخُر وانتهت بنفي من الطرف الآخر.. قصة أزمة شيرين عبدالوهاب وشركة إنتاج    وزير الشئون الثقافية التونسي يتابع الاستعدادات الخاصة بالدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي    مواعيد الخطوط الثلاثة لمترو الأنفاق قبل ساعات من بدء التشغيل التجريبي للمحطات الجديدة    تحرير 31 محضرًا تموينيًا خلال حملة مكبرة بشمال سيناء    تراجع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 15 مايو 2024    اليوم.. التضامن تبدأ صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو    إبراهيم عيسى: من يقارنون "طوفان الأقصى" بنصر حرب أكتوبر "مخابيل"    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 15 مايو 2024    أسهل طريقة لعمل وصفة اللحمة الباردة مع الصوص البني    بعيدًا عن البرد والإنفلونزا.. سبب العطس وسيلان الأنف    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    تعليق يوسف الحسيني على إسقاط طفل فلسطيني لطائرة مسيرة بحجر    نقيب الأطباء: مشروع قانون المنشآت الصحية بشأن عقود الالتزام تحتاج مزيدا من الضمانات    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    هل سيتم تحريك سعر الدواء؟.. الشعبة توضح    وزارة الهجرة تشارك احتفال كاتدرائية العذراء سيدة فاتيما بمناسبة الذكرى 70 لتكريسها    جامعة الزقازيق تتقدم 46 مركزا بالتصنيف العالمي CWUR لعام 2024    «أفريقية النواب» تستقبل وفد دولة سيراليون في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سخرية من اختفاء رئيس الوزراء عن مسرح الأحداث.. وتساؤل عن الكوكب الذي هبط منه البرادعي


مصر الحزينة
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس عن المظاهرات التي قامت بها مجموعات من الشباب القبطي في أكثر من مكان
واشتباكهم مع قوات الأمن واستمرار التحقيقات التي تشارك فيها كل أجهزة الأمن ومناقشات عاصفة في مجلس الشورى بين رئيس حزب التجمع اليساري المعارض الدكتور رفعت السعيد وبين الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية، والقانونية بسبب اتهام رفعت الحكومة بالتراخي في الانتهاء من مشروعات قوانين يطالب بها الأقباط مثل قانون بناء دور العبادة، وتأكيدات شهاب وجود تآمر خارجي، ورئاسة الدكتور أحمد نظيف اجتماعا لمناقشة مشروع قانون الوظيفة الجديدة ووفيات جديدة بإنفلونزا الطيور، وحوالى تسعمائة إصابة جديدة بانفلونزا الخنازير، وزيادة بنسبة خمسة عشر في المائة في أسعار الزيوت والمسلى، وتخصيص رجل الأعمال نجيب ساويرس مليون جنيه لمن يدلي بمعلومات تقود للتعرف على الجناة في العملية الإرهابية.
وإلى تقرير اليوم وسيتم تخصيصه بالكامل لردود الأفعال على العملية الإرهابية التي أصابت مصر كلها لدرجة أن زميلنا وصديقنا الفنان الكبير حلمي التوني رسم في 'الأهرام' مصر هي أمس وخالتي وقد تم صلبها.
ما دخل الأقباط بالارهاب؟
ونبدأ بما يوجع قلوبنا ويكسر روحنا الوطنية وهل هناك أكثر من الفتنة الطائفية، كسرا للروح ووجعا في القلب، خاصة وقد اقتحمها الإرهاب ليزيدها اشتعالا، وكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان والشيخوخة الإشارة إلى حديث نشرته 'الوفد' يوم السبت مع الكاردينال الكاثوليكي، انطونيوس نجيب أجرته معه زميلتنا مريم توفيق.
ومن بين واحد وعشرين سؤالا في الحديث كان السؤال الثامن عشر، هو:
- تهديدات القاعدة باستهداف أقباط مصر بعد حادث تفجير كنيسة سيدة النجاة بالعراق، ما رأيك، وهل تؤخذ على محمل الجد؟
فقال: - كنا في روما بمجمع أساقفة الشرق الأوسط، وحدثت التفجيرات والحقيقة كانت هناك لقاءات وأحاديث صحافية أجنبية، وطرحت نفس السؤال، وكان ردي المباشر أن هذه التصريحات معناها أن القاعدة لم تجد أية أسباب لهذه المذبحة الدموية اللا إنسانية فعلقتها على شماعة شيء بعيد تماما عما تفعله، بالإضافة إلى انه مبني على معطيات كاذبة، ونحن بدورنا نثمن لوزارة الداخلية ومشيخة الأزهر الشريف ما قاموا به وقدموه من تصريحات تشجب ذلك، بشدة'.
القس الدكتور إكرام لمعي: التفجير بداية طوفان
ولكن حدث ما هددت به القاعدة وتمت عملية هزت وجدان المصريين جميعا، وقال عنها يوم الاثنين في جريدة 'روزاليوسف' القس الدكتور إكرام لمعي، أستاذ مقارنة الأديان، وهو انجيلي: 'إن حادث كنيسة الإسكندرية يمكن أن يكون بداية طوفان من العمليات الإرهابية التي تحطم بلادنا اقتصادياً وتوقف السياحة والاستثمارات وتحطمه سياسياً بتحويل مصر إلى دولة هشة أو رخوة أو تحطمه اجتماعيا بتجريف البلاد من شبابها العامل والذي يبحث عن مستقبل أفضل، سواء كان مسيحيا أو مسلما ويمكن أن تكون أيضا - هذه العملية الإرهابية - نهاية للإرهاب والتهديد به إلى الأبد.
إذا تكاتف السياسيون بإرادة سياسية واضحة والإعلاميون والمثقفون والمعلمون ورجال الأمن ورجل الشارع العادي في وعي كامل بحاضر ومستقبل بلدهم ليعيدوا إلى وجه مصر ابتسامته الدائمة، وإلى شفتي كل زائر لها وهو يواجه أول كلمات في مطار القاهرة عند بوابة الدخول 'ادخلوها بسلام آمنين'.
أين رئيس الوزراء مما يجري؟
طبعا، ادخلوها بسلام آمنين، ما دام رئيس الوزراء مطمئنا لدرجة انه اكتفى بأن يصدر المتحدث الرسمي باسم المجلس بيانات ولم يظهر هو في الصورة مثلما ظهر غيره من المسؤولين، وهو ما استفز زميلنا في 'الأهرام' ومدير تحرير جريدة 'روز' محمد حمدي فقال ساخرا منه: 'رئيس الوزراء لم يظهر بشحمه ولحمه، ولم يتصل حتى بأي برنامج على التليفزيونات المختلفة ليقول للناس إن رئيس مجلس الوزراء موجود معهم في هذه الجريمة الإرهابية التي ضربت مصر كلها، وهو ما يدعونا للتساؤل أين كان رئيس الوزراء في ليلة رأس السنة الحزينة؟
هل كان نظيف يحتفل بالسنة الجديدة ولم يشأ أن يترك الاحتفال حتى في مثل هذه الظروف؟ هل كان رئيس الوزراء في إجازة خاصة أن الحكومة إجازة السبت أيضا وبالتالي فضل قضاء إجازته وعدم قطعها مهما كانت خطورة وأهمية الحدث؟'.
'الجمهورية': اسرائيل لم تكن بعيدة عن حوادثنا
طبعا، لأن الاستمتاع بالإجازات، يجدد النشاط بالإضافة إلى أن هناك من يقومون بالواجب، مثل زميلنا محمد علي إبراهيم رئيس تحرير 'الجمهورية' وعضو مجلس الشورى المعين وقوله يوم الاثنين: 'لم تكن إسرائيل بعيدة عن حوادث الإرهاب التي وقعت ضد السياح في مصر، إننا لا نلقي المسؤولية بعيدا عنا، ولا نتخلص من حمل ثقيل ولا نحن من متبعي نظرية المؤامرة، ولكننا نقول لهم إن مصر لن تسمح لأحد أن يتحول هذا البلد الى عراق أو لبنان أو سودان أو غيره.
لا يستطيع أي منصف أن يترك عدة أمور دون أن يربط بينها، فأول رد فعل عنيف على الحادث البشع كان من د. البرادعي جاء الساعة 11.15 صباح السبت على موقعه الخاص بشبكة تويتر بعده ب5 دقائق هدد المتحدث الرسمي باسم تحالف المصريين الأمريكيين صبري الباجا باللجوء إلى الرئيس أوباما إذا رفض الحزب الوطني الديمقراطي لقاء الرئيس حسني مبارك.
بعدها صدر بيان من إسرائيل عبر الإذاعة يؤكد أن حياة المسيحيين في مصر في خطر، ثم صدر عن الرئيس الأمريكي بيان بشأن الحادث الإرهابي، وهي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة ان يصدر بيان تفصيلي من الرئيس بشأن هجوم ضد الأقباط، وهي المرة الأولى التي يشير فيها أوباما إلى أن حكومته تجمع معلومات عن الحادث الآن، وأن البيان حاول بطريقة غير مباشرة أن ينفي تورط أي يد أجنبية مما يوحي بتبرئة مسبقة للقاعدة، في نفس الوقت اتهم الفاتيكان الحكومة المصرية بعدم قدرتها على حماية الأقباط وذلك بعد أن انتهى أول مؤتمر يعقده عن مسيحيي المشرق وهو ما يشير إلى أن 'الكاثوليك' بدأوا يهتمون 'بالأرثوذكس' سياسيا وليس مذهبيا لأن الخلاف بين الكنيستين معروف، ولكن الله لن يمكنهم منها وسيظل هذا البلد آمنا محافظا على أمنه وأمانه بمسلميه ومسيحييه ولن تحلق طيور الظلام في سماء يحرسها نسر مصر القوي الرئيس حسني مبارك القادر على قطع رأس الأفعى مرة أخرى كما قطعها قبل ذلك مرات ومرات'.
'المساء' تهاجم تسييس البرادعي للأزمة
طبعاً، طبعاً، فهكذا رئيسنا على الدوام، أما البرادعي فقد تولى أمره زميله ورئيس تحرير 'المساء' التي تصدر عن نفس الدار خالد إمام، فقال له بلغة دبلوماسية أجنبية: 'مستر برادعي الذي لم يحترم مشاعر المصريين والصدمة التي يعيشونها وحاول تسييس 'النكبة' بتوجيه اللوم للنظام وانتقاده والترويج لنفسه سياسياً عبر موقع 'تويتر' كما اعتاد، يا مستر برادعي، قل لمن اعطوك الأوامر أن تقول ما قلت، إن المصريين يعيشون حالة خاصة مع ذكرى أبنائهم من الضحايا والمصابين وما كان ينبغي أبداً أن يشغلهم شيء عن هذا وعن متابعة عمليات البحث لكشف المجرمين، يا مستر برادعي، كان أولى بك أن تقول كلمة خير تدعم وقوف الشعب بجناحيه صفاً واحداً ضد خطر الإرهاب والتطرف مهما كنت مختلفاً مع النظام مثلما فعلت أحزاب المعارضة وأيضا القوى السياسية المختلفة والتي يتعدى خلافها مع النظام حد الكراهية، أي نوع من المخلوقات أنت؟ وفي أي عصر تعيش؟ ومن أي كوكب أتيت إلينا أو بمعنى أصح ألقيت علينا؟ من كل قلبي أقول لك: 'سامحك الله'.
'المصري اليوم': التفجير عرى الحزب الوطني
وهل هذا سؤال؟ الإجابة عنه عند أساتذة الفلك وعلوم الفضاء، بالإضافة إلى أنها عند آخرين لا علاقة لها بالبرادعي ومن أي الكواكب هبط علينا، وإنما هي عقاب من الله للنظام والحزب الحاكم، وآية من آياته، وهو ما قالت به 'المصري اليوم': 'خطط الحزب الوطني ولجنة سياساته، أحبكوا التخطيط بشكل لا يجعل للمياه فراراً من أي ثقب أو جانب، تسيدوا الحياة والعباد في مصر، ظنوا أنه لا غالب فوقهم وأن الأمر قد بات لهم، ولم لا؟! وقد حسمت النتائج في الانتخابات لصالحهم، وعبرت - كما قال قادتهم - عن إرادة الناخب وصوته! واستكانت المعارضة المولودة في أحضانهم ولم يعد لها صوت، اللهم إلا برلمانا موازيا هنا، وحكومة ظل هناك ولم يكتف الحزب بإعلان نتائج فوزه ولا الاستبشار بها، بل دفع بأقطابه المخضرمة للعب أدوار المعارضة تحت قبة البرلمان تدليلا على الشرعية والشفافية، وأكمل الحزب مسيرته وعقد مؤتمره السنوي، مواصلا النقاش وجلسات الاستماع لأعضائه لمعرفة الحقائق والإجابة عن التساؤلات وكأننا نحيا قمة الديمقراطية، خططوا ومكروا كإخوة يوسف حين رموه في غياهب الجب ليتخلصوا من حب أبيهم له.
ونسوا إرادة الله ومكره الذي تحدث عنه الصديق وأعلن خوفه منه، تخيلوا يا سادة رجلاً كأبي بكر الصديق أحد المبشرين العشرة بالجنة يخشى مكر الله والحزب الوطني صاحب الإنجازات التعبيرية يبدو أنه لا يخشى مكر الله، ليستمر في لعبه مع الناس يضحك عليهم وعلى نفسه ليستيقظ ونستيقظ معه على مكر الله الذي ابتلانا بمصيبة أوجعت القلوب وأدمتها، وأبكت العيون وأضاعت بهجتها بقدوم عام جديد، كان المصريون يتوقون لمجيئه ليخلصهم من عام سبق أن أحنى ظهورهم، وليته ما جاء! ولكن عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، فالحادث على قدر ألمه وفزعنا منه ومن تبعاته نسف حالة الاستقرار التي سيطرت على الحزب الوطني وأشعرته بهزال أمنه الموهوم، وأوضح للقائمين عليه حجمهم لدى المواطن المصري بغض النظر عن عقيدته، وكيف أن المواطن يحملهم ما أصاب أبناءه في كنيسة القديسين بالإسكندرية! عرفنا كيف قابل الناس السادة الوزراء ممن راحوا يقدمون واجب العزاء في شهداء الوطن في الكنيسة، وكيف رفض المواطنون تقبل العزاء منهم، أفهموهم أن وجودهم غير مرغوب فيه.
وكفانا وكفاهم استخفافا بالعقول، يا سادة لا تحسبوا أنكم حسبتم حساب كل صغيرة وكبيرة فللخالق حسابات أخرى تأتي على أهون سبب، ولكم في التاريخ عبرة، فلا يأخذكم بحساباتكم التيه والفخر، لتصحوا على حساب الخالق بيد المخلوق'.
استخدام الدين في لعبة السياسة
وفي نفس العدد كان زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل منشغلا بحسابات وتفكير آخر، هو: 'أما مكونات القنبلة فلم تكن مسامير ولا بارودا، بل كانت تعليماً منحطاً، وثقافة مشوشة، وتديناً منقوصاً، ووطنية مهزومة، وسلطة مختلة الأولويات ونفوساً ضائعة مكبوتة الشهوة مقموعة الأحلام منعدمة الخيال، لم يرتكب الجريمة شاب وحيد أو ثلاثة أو أربعة بل ارتكبها تشكيل عصابي يتزعمه ساسة انشغلوا بمصالحهم الضيقة وكراسيهم ومستقبل أبنائهم، ولذلك سمحوا باستخدام الدين في لعبة السياسة، وتركوا الكنيسة تتحول إلى دولة للمسيحيين، وسمحوا للمتطرفين المسلمين بأن يعيثوا في مصر جهلا وتطرفا، قتلوا السياسة خوفا على كراسيهم فهرب الناس إلى الدين، احتكروا مباهج الدنيا فلاذ الناس بأحلام الخلاص في الآخرة، كرهوا الناس في الوطن فبدأوا يهتفون باسم الصليب تارة وباسم القرآن تارة أخرى.
الأخطر من المجزرة هو ما تلاها. أعتقد أن المتآمرين ربما اندهشوا مما حدث، لأن ما حلموا به جاء أسرع مما توقعوه، لعلهم قبل حدوث المجزرة تحسبوا أنها ربما أدت إلى عكس هدفها فيبادر المسلمون والمسيحيون فور وقوع المجزرة ليتحدوا صفا واحدا وينقذوا بلادهم من الضياع لكنهم ربما لم يتوقعوا أننا لم نعد شركاء في الوطن بقدر ما بتنا شركاء في التخلف، لعلهم اندهشوا وهم يرون كيف جري المسيحيون الغاضبون إلى المسجد المجاور لينفسوا برعونة عن غضبهم وإحباطهم لعلهم لم يصدقوا كيف تحول الأمر بسرعة مذهلة إلى معركة بين المسيحيين وقوات الأمن المرتبكة والمسلمين الذين جروا بالشوم لكي يحموا المسجد، كل هذا قبل أن تجف الدماء التي سالت على الأسفلت.
ما أسهل أن نكذب على أنفسنا ما أسهل أن ندعي أن كل شيء على ما يرام، ما أسهل أن نستسلم لراحة البلاغة الرسمية وخدر الشعارات الشعبية ما أسهل أن ينشكح المسؤولون لأن كل واحد منهم طلع في نشرة الأخبار وشرب عيارين استنكار وعاد إلى قصره المنيف مستريحاً، لكن ما أصعب أن نتحمل مرارة تنظيف الجراح الملوثة المتعفنة ما أصعب أن نواجه أنفسنا بالحقيقة المرة أننا لم نعد كما كنا، وأن التطرف نخر في البنية التحتية للمجتمع المصري، وأن مواجهته أصبحت مسألة حياة أو موت'.
'الوفد' تحمّل الحكومة مسؤولية ما حدث
وللأسف الشديد، فما ذكره بلال صحيح، لم تعد مصر كما كانت، ولم يعد شعبها ومجتمعها كما كان ولربك الأمر من قبل ومن بعد، ولا ذنب لنا في ذلك، وإنما الذنب كله هو ما قاله عنه في نفس اليوم زميلنا في 'الوفد' محمد عبدالفتاح: 'أن هذا العمل الإجرامي تتحمل الحكومة مسؤوليته كاملة لأسباب عديدة:
أولاً: لأنها تركت بعض المتطرفين فكرياً في التشابك والتلاسن إعلامياً، كما تركت بعض المثقفين المسلمين والمسيحيين يتناحرون ويتشابكون في وسائل الإعلام ويتبادلون الاتهامات، وكان على الدولة ألا تسمح بهذه المهاترات التي تزرع الاحتقان بين المواطنين كما أنها تشجع بعض المرضى فكرياً ونفسيا على التفكير في أعمال انتقامية.
ثانيا: بطء الحكومة في محاكمة بعض المتهمين في عمليات طائفية، وفشلها في التوصل إلى جناة، ساعد كل هذا على شعور بعض الأقباط بأن الحكومة تقف في صف من يكيدون لهم، وشجع أيضا المتطرفين من المسلمين على إيذاء أبناء وطنهم.
ثالثا: أن الحكومة لم تخطط لحماية دور العبادة المسيحية بعد التهديدات التي صدرت من تنظيم القاعدة في العراق.
- ان العمل الإرهابي الآثم الذي وقع في الإسكندرية كشف ضعف الحكومة وتراخيها، كما أعادنا مرة أخرى إلى الخطب والتصريحات الإنشائية للعديد من المسؤولين في وسائل الإعلام وتكرارهم للخطابات الإنشائية الخاصة بالوحدة الوطنية والنسيج الواحد'.
لماذا فشلت جهود تأسيس العيش المشترك؟
طبعا، المسألة أصبحت في حاجة إلى بحث وإجابات عن أسئلة، قال عنها زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي في 'الشروق' يوم الاثنين أيضا: 'السؤال الذي يستحق أن نفكر فيه جيدا هو: لماذا فشلت جهود تأسيس العيش المشترك؟ إذا استبعدنا العامل الخارجي أياً كان دوره، فعندي عدة ردود على السؤال، أحدها أننا لم ننجح في التوصل إلى تشخيص صحيح للمشكلة، واختزلناها في بضع طلبات تتعلق ببناء الكنائس وشغل الوظائف وحصص التمثيل في المجالس المنتخبة والمناصب العليا، كأن المرارات سوف تختفي والنفوس سوف تصفو إذا تمت الاستجابة لتلك الطلبات، هناك إجابة أخرى تقول إن سقف الطلبات يرتفع حينا بعد حين، وإن مطلب المساواة في الحقوق والواجبات لم يعد كافيا ولا مطلب التعايش بات مثيرا للحماس، وإنما استشعر أحد الطرفين أنه في مركز قوة يشجعه على أن يطلب من الطرف الآخر أن يتنازل عن بعض تكاليفه وتعاليمه، شجعته على ذلك حالة الضعف والوهن التي أصابت الدولة'.
ثمة إجابة ثالثة تقول إن جسور الحوار الحقيقي لم تعد قائمة، وإن المؤسسات التي يمكن أن تنهض بهذه المهمة جرى تغييبها أو اختطافها، فصغر شأنها واختزلت في أشخاص آثروا استخدام الضغوط وممارسة لي الأذرع بديلا عن الحوار.
في إجابة ثالثة تقول إن جسور الحوار الحقيقي لم تعد قائمة وإن المؤسسات التي يمكن أن تنهض بهذه المهمة جرى تغييبها أو اختطافها فصغر شأنها واختزلت في أشخاص آثروا استخدام الضغوط وممارسة لي الأذرع بديلا عن الحوار.
في إجابة رابعة ان هزال مظلة الدولة وهشاشتها دفعا البعض الى الاحتماء بمظلة الطائفة وتعاملت المظلة الأخيرة مع الأولى باعتبارها ندا يقارعها وليس جزءا من مكونات الدولة.
الإجابة الخامسة تقول إن مناخ التعصب والحساسية أصاب الجميع فظهرت أعراضه على الرأس والجسم عند طرف في حين ظل الرأس محتفظاً بتوازنه عند الطرف الآخر، وظهرت أعراض التعصب على الجسم لدى ذلك الطرف الآخر، وأحدث ذلك خللا في قنوات الاتصال أصبح خارجا عن السيطرة.
الإجابة السادسة تقول إن جوهر المفاصلة الحقيقية ليس بين المسلمين والأقباط ولكنه بين السلطة والمجتمع وإن الطرفين الأخيرين إذا تصالحا فإن ذلك يمهد الطريق للمصالحة المنشودة بين المسلمين والأقباط. هل لك رأي آخر'.
الكنيسة احترقت ومولد ابو حصيرة مر بسلام
وتستمر رحلة البحث عن الاسباب في 'المصري اليوم' في نفس اليوم - الاثنين - حيث نجد زميلنا خفيف الظل جلال عامر يقول وهو في حالة بين البكاء والسخرية: 'مع الأسف أصبحنا في كل عام نهنىء الجيران والمعارف والأصدقاء من الأخوة المسيحيين 'بنجاتهم' من عيد الميلاد فقد اصبح عندنا 'نوة' عيد الميلاد و'هجة' عيد الميلاد، قف في خندق الوحدة الوطنية ضد الإرهاب ثم تعال نبحث الاسباب، وأعرف شخصا لا داعي لذكر اسمه أعداؤه اثنان: المواطن المصري والحديد التركي.
والموجة بتجري ورا الموجة عايزة تطولها، وفي شهر واحد سمعنا عن 'مصنع' الإسكندرية ثم 'مدرسة' الإسكندرية ثم 'كنيسة' الإسكندرية، منها الذي انهار والذي ضاع والذي احترق لكن الحمد لله السيد المحافظ بخير وإذا كانت الكنيسة قد احترقت فإن مولد أبو حصيرة المجاور لها قد مر بسلام، إذ يبدو أن اليهود هم شعب الله المختار من الأمن أيضا، ومن معالم الإسكندرية المتحف اليوناني والأحياء المائية وحدائق الشلالات ومصانع عز، فالرجل يكتسب شرعيته من دائرته في المنوفية وسلطته من حزبه في القاهرة وثروته من مصنعه في الإسكندرية وهنا مربط الفرس، فهو يعمل على إسقاط وإسكات أي صوت معارض في المدينة، وبعد نواب مثل 'محمود القاضي' و'عادل عيد' و'أبو العز الحريري' أصبحنا نسمع عن زعبلة ومنص وحلبسة' فتصاعد الإرهاب في المدينة مع صعود 'أحمد عز' 'راجع التواريخ' لذلك فإن أي تغيير أمني لا يكفي بل المطلوب هو تغيير سياسي وفكري ومحافظ للكورنيش وآخر للأحياء الشعبية وأن يرفع 'أحمد عز' يده عن المدينة بدلا من رفع سعر الحديد ورحم الله الشهداء الأطهار الأبرار الذين كانت آخر لحظاتهم في الدنيا في 'القديسين' وأولى لحظاتهم في الآخرة مع 'القديسين'، أمين تنظيم الإرهاب ينفذ بقنابله، وبين سيدي بشر وسيدي عز احتار السكندريون'.
وطن يبحث أمنه عن أمن الكراسي
أما زميلنا علاء الغطريفي، فكان رأيه في نفس العدد هو: 'قضيتنا أنا وأنت وغيرنا تكمن في وطن يبحث أمنه عن أمن الكراسي قبل أمن المواطن، فالولاء والأداء للكرسي وليس للمجتمع والأخير يأتي ثانيا، وتذكر معي مشهد وصول مسؤول كبير إلى محافظة أو مؤتمر أو حدث أيا كان نوعه، والاستنفار الأمني الذي يصاحبه والإجراءات شديدة التعقيد التي تطال حتى هاتفك المحمول، تصل بك الى يقين بأن الأمن لأشخاص وليس لشعب الأمن السياسي قبل العام وكأننا في زمن 'البوليس السياسي' الذي عاد ولكن بشكل أسوأ، الاحتقان يبدأ من الأمن، والأمن يحتاج إلى أمن والشعب يبحث عن الأمن ولك أن تسأل أي موطن مسيحياً كان أو مسلما: هل تتمتع بمواطنتك؟ فالإجابة بالقطع ستكون لا للأغلبية المواطن المصري لا يشعر بمواطنته، فالجميع - إلا من اقترب ومسح الجوخ وانتمى إلى الحزب الذي دخل البرلمان وحده - لا يتمتعون بأبسط حقوق المواطنة لا فارق بين مسلم ومسيحي، نحن مواطنون نبحث عن العدل ولا نجده، ونرغب في الشفافية ولا نراها، ونكره الفساد ولكن غرقنا في بحاره، الكل سواء، لا تقل مسلماً أو مسيحيا بل قل مصريا مهضوم الحق يمشي عبدا بعد أن ولت عنه شيم الأحرار'.
مصر ليست بحاجة لنصائح بابا الفاتيكان واوباما
ونترك 'المصري' إلى 'الأحرار' في نفس اليوم أيضا، لنجد رئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عصام كامل غاضبا أشد الغضب من أوباما وبابا الفاتيكان، فقال عنهما:
'مصر التي انتفضت أول أمس في شوارع شبرا بين شيخ وقس وراهب وشاب وعجوز وفتاة وربة منزل انتفضت في مواجهة أوباما المستيقظ من ركام المؤامرات للرد بدلا منا، مصر التي جاءت من فجر السنين لتعلن أول امس انها ليست في حاجة الى بابا الفاتيكان وأن نسيجها أعمق وأقوى من كل كلمات الوهن والضعف والخيبة.
مصر يا قداسة بابا الفاتيكان هي التي خلقت التوحيد قبل الأنبياء، وهي التي أضاءت فجر البشرية عندما كانت أوروبا تعيث فسادا، وهي التي احتضنت 'المسيح' والعائلة المقدسة وتباركت بجلالهم وباركتهم واحتوتهم وقالت للعالم كله إنها وعاء الأمان ونسيج الحماية عندما طاردوها لوأد الحق والنور.
أما ما قاله الرئيس الأمريكي أوباما وإعلانه وقوفه بجوار مصر والرد عنها، فإنه كلام حانات رخيصة، مصر التي خرجت في شبرا هي مصر التي خرجت في الإسكندرية ومصر التي هبت واقفة بين أياد متشابكة لم تعرف يوما التطرف ولا الخوف ولا الجبن.
مصر لا يختفي رئيسها في كهوف بوش، ولا يهرب رجالها في مخابىء الجبن، ومصر التي تعيش فينا لا تعرف التردد وتعرف متى تعلن الجهاد حتى لو كان ضد أمريكا نفسها.
مصر يا سيادة الرئيس أكبر من أمريكا التي تحكمها، مصر هي حاضرة الكون وحضارة العالم، مصر هي التي زرعت عندما كان الجميع رعاة، مصر كانت دولة قبل أن تظهر أمريكا الى الوجود بآلاف السنين'.
'روز اليوسف' تحذر وتذكر بابا الفاتيكان
كما عبر زميلنا محمد عبدالنور رئيس تحرير مجلة 'صباح الخير' يوم الثلاثاء عن غيظه من بابا الفاتيكان بتذكيره وتحذيره قائلا في جريدة روز: 'مصر البلد الأمين هي التي هرب إلى أرضها السيد المسيح والعذراء مريم من البطش والخوف والمؤامرات، وهي مصر التي احتضن شعبها المسيحية والمسيحيين الى ان اصبحت وأصبحوا جزءا أصيلا من نسيج الواقع المصري في الوقت الذي كان فيه المسيحيون في العالم وخاصة في روما يتعرضون للاضطهاد والتعذيب والحرق بالنار ويتحولون الى طعام بشري للأسود.
وأما خطيئة بابا الفاتيكان عندما يتبنى الخطاب التحريضي داعياً قادة العالم لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط فهل يدعو مثلا لحملات صليبية كتلك التي ضاعت في مزبلة التاريخ؟
وهل يخفى على البابا بنديكت ان السبب الأكبر في الإرهاب تكوينا ونشأة وموجات واستهدافا هو سياسات وحروب بدأت وجاءت الى المنطقة من دول هؤلاء القادة الذين يستفزهم قداسته لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط، انتبه إليها الرجل؟'.
'المساء':البابا يكيل بأكثر من مكيال
ولكن المشكلة سوف تبدأ إذا لم يقبل البابا أن ينتبه، المهم في هذا أن عبد النور بدأ يترك الإخوان المسلمين في حالهم، ولا يواصل توجيه الاتهامات إليهم بأنهم وراء العملية الإرهابية، يتحفز لبابا روما، الذي أغضب كذلك رئيس تحرير 'المساء' زميلنا خالد إمام فقال عنه امس ايضا وهو ينظر إلى صورته شزرا: 'إدانة البابا هنا واجبة، إذا انه وصف نفسه بعدم العدالة والكيل بأكثر من مكيال رغم انه رجل دين والمفترض فيه أن يكون عادلا، بابا الفاتيكان يتعامل بنظرة غير متساوية للمسلمين والأقباط فهو لم يحرك ساكنا أمام الجرائم التي ارتكبت في كل أنحاء العالم ضد المسلمين من قتل واغتصاب وتعذيب واضطهاد وازدراء، لقد سكت دهرا وعندما تكلم نطق كفرا'.
معركة محمد سليم العوا والأنبا بيشوي
وسنظل قليلا في 'المساء'، لأن رئيس تحريرها السابق زميلنا وصديقنا محمد فودة، شن هجوما ضد زميلنا عبدالله كمال رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف' وعضو مجلس الشورى المعين، دون أن يذكر اسمه بسبب مطالبته من عدة أيام بمحاكمة صديقنا والمفكر والفقيه القانوني الدكتور محمد سليم العوا، وكذلك الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، بقوله: 'الجريمة مدبرة من الخارج كما اتفقنا ويجب أن يكون تركيزنا على كيفية مواجهتها والحذر من تكرارها وملاحقة مرتكبيها، لأنها جاءت من تهديدات خارجية صريحة، ولم تحدث نتيجة لفتنة طائفية من الداخل، أو بسبب الخلافات على بعض مطالبات الأخوة المسيحيين التي هي محل مناقشة وبحث.
بل ان البعض نادى بضرورة محاكمة الدكتور محمد سليم العوا والأنبا بيشوي اللذين تبادلا الجدال في وقت سابق وتنابزا حول بعض الأمور والتصرفات من الجانبين، ما أريد أن أركز عليه هنا هو ان هذه الجريمة البشعة التي استهدفت كنيسة القديسين لم تقع بسبب قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، ولا بسبب الخلاف حول شروط بناء الكنائس ولا بسبب التنابز بين العوا وبيشوي وإنما بسبب أحقاد وتآمرات خارجية استهدفت مصر لإيقاعها في دوامة فتنة طائفية حادة تفت من عضدها وتضعف شوكتها'.
'الأهرام': الصهيونية وراء ما حدث
طبعا، طبعا وهذا ما أيده الأنبا موسى أسقف الشباب في الكنيسة الأرثوذكسية الذي اتهم امس ايضا في مقال له ب'الأهرام' الصهيونية بأنها وراء ما حدث كما دعا الشباب القبطي الى عدم التظاهر واستخدام العنف في الألفاظ أو في مواجهة الشرطة، قال: 'أود أن أنبه شبابنا المصري كله، وبخاصة الشباب المسيحي، أن الإرهاب عمل محدود، يطال كنيسة أو مجموعة معينة في مكان ما، وينتقل بعدها إلى أماكن أخرى محددة، أما الفتنة فهي نار آكلة، إذا سرت في جسد الوطن، أكلت الجميع، لهذا أهيب بشبابنا الطيب، ألا تأخذه الانفعالات، ولا أحاسيس الغضب، ولا أن يلجأ إلى العنف اللفظي أو البدني أو المادي بل أن يضبط انفعالاته بحسب نصوص الكتاب المقدس:
أعرف أن غالبية شبابنا المصري على وعي بضرورة وأد اي محاولة للفتنة الطائفية، ولذلك فهو لا يشارك في أي أعمال احتجاج غير سلمية، ولكن القلة القليلة التي تنجرف وراء هذا الاتجاه الخاطىء، تحتاج ان تعي ما تفعل، فالفتنة حين تطل برأسها، ستسعى كالنار في الهشيم، لا قدر الله.
وإن كان البعض يرفض دائما' نظرية المؤامرة 'إلا أن هناك مؤامرة حقيقية، معروفة ومدروسة، تحاول بها الصهيونية تفتيت الدول المجاورة، وذلك بأن تستغل مناخات الاحتقان أو الاختلاف بين أبناء البلد الواحد، لتعمق من الشروخ وتصل إلى الفرقة لتتسيد هي في المنطقة، حين يكون الكل مشغولا بجراحه وآلامه، انظر إلى لبنان، وفلسطين، والعراق، واليمن كمجرد أمثلة، لهذا أرجو من شبابنا المصري كله، والمسيحي بالذات، أن يعي هذه المخططات، ويعبر بالحب إلى كافة أخوته في الوطن، مسلمين ومسيحيين، ليفوت الفرصة على الهدف الحقيقي من الضربات الإرهابية.
وليحفظ الرب مصرنا العزيزة من كل ما يراد بها، ويحفظنا جميعا في يده الأمينة، فهو الذي بارك مصر منذ العهد القديم: 'مبارك شعبي مصر'.
البابا شنودة يحاول تهدئة الاقباط
طبعا، طبعا، فهكذا يكون الكلام وإلا فلا، كما تدخل البابا شنودة بدوره لتهدئة ثورة وغضب الشباب القبطي، بأن قال في حديث للتليفزيون أجراه معه زميلنا وصديقنا ورئيس قطاع الأخبار عبداللطيف المناوي: 'ان بعض الهتافات تجاوزت كل أدب وكل وقيم بأمور لا نرضاها وبعضهم حاول استخدام العنف بينما العنف ليس من أسلوبنا إطلاقا'.
ان عناصر اندست وتكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون عن قيمنا ونحن لا نوافق على التجاوزات التي وقعت. الإنسان في ثورته تقوده الاعصاب لا العقل والأعصاب تمنع العقل من التطرف وتبقى المسيطرة على الموقف ومن السهل ان تخطىء الأعصاب اذا غاب العقل، فربما يخسر الإنسان القضية التي يغضب من أجلها بأسلوبه الغاضب في التعبير، كلنا نغضب في مواجهة ما يحدث من شرور لكننا نحسب حسابا لما نفعله وردود الفعل عليه، وهكذا تتدخل الحكمة، انه لا يقصد بكلامه كبت المشاعر لكنه يدعو إلى ضبط المشاعر حتى لا نقع في الخطأ 'شعورنا بأن الله يتدخل في كل مشكلة حتى وإن كان بها الشر فهو قادر على تحويل الشر إلى خير يجعلنا نشعر بالفرح بوجود الله الى جانبنا'.
ان الكثير من المسلمين انضموا إلى إخوانهم المسيحيين في تعبير واحد، فالكارثة جمعت بيننا وجعلت هناك شعورا كما يقول المثل المصري 'اللي يتغدى بأخوك يتعشى بيك'.
فهناك عدو مشترك يريد أن يزلزل سلام هذا البلد ونحن لا نقبل زلزلة هذا السلام إطلاقا'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.