هذا يوم العار للنظام المصرى الذى سخر فيه النظام كل ما يسيطر عليه من أدوات قوة الدولة ليغتصب إرادة الشعب المصرى بالتزوير الفاجر الذى مارسته أجهزة الدوله والحزب الوطنى . لقد بلغ التزوير درجة لم تشهدها أسوأ الانتخابات المزورة فى مصر طوال تاريخها ... وبرع خبراء التزوير الحكومى فى وضع خطط دقيقة للتزوير بدأت مع أول خطوات التحرك لتنظيم الانتخابات . وقد رصدت منظمات المجتمع المدنى عمليات التزوير الممنهجة والتى بلغت حد إهدار أحكام القضاء ورفض تنفيذ الاحكام النهائية لصالح مرشحين مستبعدين . وكانت عملية الحصار الاعلامى الرهيب الذى فرضته اللجنة العليا للانتخابات بمنع التصوير ومنع الدخول لمقار لجان التصويت، كان هذا الحصار الاعلامى الرهيب اعترافا ضمنيا بأن النظام ينوى ممارسة التزوير الفاجر ويريد أن يتم هذا التزوير فى الظلام و دون أن يسمح للإعلام برصد تزوير يعلم أنه سيكون الأكثر بشاعة . لقد كانت الجمعية الوطنية للتغيير تدرك منذ البداية أن المقدمات كلها كانت تؤكد أن النظام سيمارس أبشع آلوان التزوير ولهذا دعت الأحزاب والقوى السياسيه لمقاطعة مهزلة التزوير لتفقد تمثيلية الانتخابات الشرعية الزائفة التى تمنحها لها الأحزاب والقوى السياسيه بمشاركتها فى هذه المهزله ... ولم تكن الجمعية الوطنية للتغيير تعتبر مقاطعة مهزلة التزوير هدفاً فى حد ذاته ، بل كنا نراها وسيله لنزع غطاء الشرعية المزيف عن مهزلة التزوير. ما يعنينا اليوم أن مشاركة الأحزاب والقوى السياسية قد ساهمت فى تقديم الأدلة المادية القاطعة التى تثبت عمليات التزوير الفاجرة وهو ما يحقق هدف الجمعية الوطنية للتغيير الذى أرادت تحقيقه بالمقاطعة ... فادلة التزوير الموثقة التى تملكها جمعيات حقوق الانسان والتى بثتها الكثير من اجهزة الاعلام والفضائيات االعربيه والعالمية أثبتت ما أكدته الجمعية الوطنية للتغيير من أن مجلس الشعب القادم مجلس لا يتمتع بأدنى درجات الشرعية، وأن نظام الحكم اغتصب إرادة الشعب ليصنع مجلساً يستخدمه لتحقيق مخططات التوريث والتمديد المقبلة. وفى هذه الظروف العصيبة التى يمر بها الوطن تدعو الجمعية الوطنية جميع الأحزاب والقوى السياسية لوقفة حازمة لاجهاض نتائج هذا التزوير .
اولاً : ندعو الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى خاصة المنظمات التى شاركت فى متابعة عمليات التزوير، لاجتماع يتم فيه اتخاذ الخطوات المناسبة على جميع الجبهات الشرعية المتاحة داخلياً وعالمياً، لاثبات عدم شرعية المجلس القادم وبطلان كل ما يصدر عنه من قرارات كما ندعو لعقد مؤتمر صحفى عالمى يتم فيه تقديم المستندات التى تثبت عمليات التزوير . ثانياً : تدعو الجمعيه المواطنين الشرفاء ممن شاهدوا وقائع تزوير أو تمكنوا من تصوير هذه الوقائع أن يتقدموا بشهاداتهم إلى جمعيات حقوق الأنسان التى شاركت فى متابعة ورصد عمليات التزوير حتى يمكن أن تضم هذه الشهادات والمستندات الموثقة إلى "ملف التزوير " الذى نأمل أن تمنحه مساهمات المواطنين مزيداً من القوة . ثالثاً : تدعو الجمعية جميع المواطنين الشرفاء للمسارعة بالتوقيع على بيان التغيير الذى توافقت عليه كل القوى الوطنية والحزبية المنضوية تحت لواء الجمعية ... وليكن هدفنا مواجهة اغتصاب النظام لإرادة الجماهير بالتزوير، بإرادة جماهيريه ترفض هذا الاغتصاب، وتؤكد إصرارها على استعادة حقوقها المغتصبة بالتغيير السلمى ... ولنجعل هدفنا الآن بعد أن اقتربنا من مليون توقيع، المزيد من التوقيعات تعبيراً عن صحوة شعبية وإرادة جماهيرية تتحرك بثبات واصرار للتغيير الذى يفتح الابواب لديمقراطيه حقيقيه تمنع أى سلطة من اغتصاب حق الشعب وتزييف إرادته . يا جماهير الشعب المصرى العظيم ... لنحول يوم "مأتم الحرية" الذى أقامه النظام فى يوم العار، لنحول هذا اليوم إلى بداية انطلاقه جماهيرية تفتح لمصر أبواب الأمل فى المستقبل .