عندما شاهدت إحدى حلقات برنامج "مصر النهاردة"، ولاحظت إصرار المذيعة على أهمية إغلاق الفيس بوك أو على الأقل حجب بعض الصفحات والجروبات عليه.. تأكدت أن هناك أمراً قريباً سيحدث للفيس بوك فى مصر، وهذا الشعور جاء بسبب ما حدث سابقاً لجريدة الدستور وبرنامج القاهرة اليوم، ووضع شروط قوية على برامج التوك شو التى تبث مباشرة وإغلاق العديد من القنوات. فالجميع الآن وأنا منهم فى ترقب لما سيحدث للفيس بوك، ليس دفاعاً عن الموقع، ولكن دفاعاً عن الذين لا يجدون مكاناً لقول ما بداخلهم أو التعبير عن أرائهم... الغريب أن ذلك ذكرنى بمن تقوم بتربية عدد من الكتاكيت، والتى تقوم بإطلاقهم وقتاً خارج العشة التى يعيشون فيها حتى يأكلوا ويتحركوا شوية.. فتعيش الكتاكيت وقتاً سعيدا فى حرية كبيرة وتظن وتعتقد فى داخلها أنها لن تدخل مرة أخرى للعشة الضيقة الكئيبة، وستظل طوال حياتها خارج العشة، وستتمتع بالحرية والصوصوة والحركة الدائمة، وإذ فجأةً تأتى صاحبة العشة وتنادى بأعلى صوتها.. بيتك بيتك.. يعنى خلاص انتهت الحرية خارج العشة، وعلى جميع الكتاكيت الالتزام بالأوامر والعودة مرة أخرى للعشة الكئيبة المظلمة الساكنة التى لا يوجد بها حياة ولا أى شىء سوى الأسوار والظلام والسكون التام والكتاكيت النيام. وقد يظن أحد الكتاكيت أن الأمر غير جاد فيهرب هنا وهناك خوفاً من الدخول للعشة، ولكن أيدى هذه السيدة طويلة وحركتها سريعة، فتمسك بهذا الكتكوت بقوة وتعنفه على ما فعل وتُدخله للعشة مرة أخرى، وتضع عليه علامة حتى تميزه وتبدأ به فى المرة القادمة، وساعتها ينظر الكتكوت بعين مكسورة للسيدة، متمنياً أن لا تكون هناك سيدة ولا عشة.