انطلقت، منذ أيام، حملة «طرق الأبواب» لجمع توقيعات المواطنين على بيان «معا سنغير»، والذى يتضمن قائمة بالمطالب السبعة للجمعية الوطنية للتغيير. ويعد هذا تطورا مهما وواعدا فى أساليب ووسائل العمل العام والمشاركة السياسية وذلك لعدة أسباب، أهمها: 1 - أنها مبادرة شبابية خالصة. فشباب «الجمعية الوطنية للتغيير» هم الذين فكروا فيها، وخططوا لها، ويقومون الآن بتنفيذها ومتابعة سير العمل فيها. ويقصد بشباب «الجمعية الوطنية للتغيير» كل شاب متحمس لفكرة التغيير وراغب فى الدعوة لها والترويج لمطالب الجمعية السبعة، سواء كان منخرطا فى أحزاب وحركات سياسية قائمة أو غير منخرط، أى سواء كان منظماً أو غير منظم وتواكبت مشاركته فى العمل السياسى والعام مع نشأة الجمعية دون أن تكون له تجربة أو خبرات سابقة. وتلك فرصة كبرى بالنسبة لشباب من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية كى يتفاعلوا معا وينخرطوا فى عمل مشترك واضح المعالم ومحدد الأهداف. 2 - أنها تجربة تعكس أسلوباً أو نمطاً جديداً فى العمل السياسى لم تعرفه مصر من قبل. فحين يتوجه شباب لطرق أبواب المواطنين بأنفسهم ويتوجهوا إليهم فى بيوتهم وفى أماكن عملهم، فى المزارع والمصانع ومواقع الإنتاج والخدمات وفى المدارس والجامعات وفى الشوارع والحارات، فمن الطبيعى أن تتاح فرصة لا تعوض، وغير مسبوقة للتفاعل السياسى والثقافى فى الاتجاهين. فهى، من ناحية، تتيح للشباب فرصة للتعرف على النبض الحقيقى للناس، وبالتالى التعلم منهم، وهى، من ناحية أخرى، تتيح لشباب فرصة للمساهمة فى توعية شرائح عديدة من الجمهور غير الواعى سياسيا، وإقناعه بأهمية التغيير بل وبحتميته كوسيلة وحيدة لحل مشكلاته المتفاقمة وفتح أبواب الأمل أمامه فى مستقبل أفضل. 3 - أنها تعكس قدرا من الشجاعة والنضج فى نفس الوقت. شجاعة: لأن شباب مصر يدرك أنه فى دولة بوليسية تمارس القمع، وبالتالى قد يتعرض للمساءلة والتخويف والترهيب، مثلما حدث من قبل فى مناسبات عديدة مماثلة. ونضج: لأنه مقتنع فى الوقت نفسه بأنه يقوم بعمل شرعى وقانونى تماما، وبالتالى فالعيب ليس فى سلوكه هو وإنما فى سلوك أجهزة القمع الرسمية، ويدرك أنه لا تغيير بلا تضحيات يبدو مستعدا لدفع أثمانها عن طيب خاطر. لذا فهى تجربة تستحق المتابعة وأتوقع لها ليس فقط أن تنجح وإنما أن تؤدى إلى نتائج أوسع بكثير من النتائج المستهدفة، ألا وهى جمع مليون توقيع خلال الشهور الثلاثة المقبلة، إذا ما أحسن الشباب استثمار الفرصة التاريخية المتاحة أمامه، واستطاع أن يرص صفوفه ويتخلص من أمراض النخبة التقليدية، وينظم نفسه ميدانيا وفق ما تقتضيه الحاجة والمصلحة دونما انتظار لتعليمات تأتيه من المركز. فالجمعية الوطنية ليست حزبا أو حركة سياسية جديدة تضاف إلى ما سبقها، وإنما هى تجمع حول فكرة ملهمة تستهدف إخراج شعب مصر من حالة اليأس والقنوط التى يعيشها فى المرحلة الراهنة وتحتاج إلى تضافر جهود كل المخلصين. لذا بوسع مئات الشباب الذين بادروا بإطلاق حملة «طرق الأبواب» أن يتحولوا بسرعة إلى آلاف مؤلفة، بل وإلى ملايين تغطى كل المدن والقرى فى جمهورية مصر العربية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. تحية إلى كل شاب أسهم أو سيساهم فى حملة «طرق الأبواب».