أخيراً وبعد طول انتظار تذوق الأهلي المرار من نفس الكأس الذي كان يسقيه للأندية الأخرى في لعبة الانتقالات، وبعد أن نجح المارد الأحمر في خطف أكثر من لاعب من الإسماعيلي قبل الزمالك على طريقة "عنتر ولبلب" وآخرهم عبدالله السعيد . ما حدث بالأمس القريب في صفقة محمد شعبان زيكا لاعب المقاولون العرب المنتقل إلي نادي الإسماعيلي سيسجل في التاريخ كحدثاً فريداً قد تستحضره جماهير الزمالك والإسماعيلي بين الحين والآخر للفخر والتباهي بأن مسؤلي الأهلي فشلوا في خطف اللاعب قبلهم كالعادة.
وذكرت يوروسبورت بكشف كواليس آخر 72 ساعة في الصفقة والتي شهدت العديد من الأمور المختلفة والتي غير فيها اللاعب وجهته أكثر من مرة حتى أصبحت "صفقة الأهلي المسروقة".
وكانت الصفقة كالمسرحية التي تحتوي على عدة مشاهد:
المشهد الأول:
بعد أن عقد محمد أبو السعود رئيس الإسماعيلي جلسة مع اللاعب أقنعه خلالها بالإنتقال للدراويش لمدة أربعة مواسم يحصل منها في الموسم الأول على 800 ألف جنية بزيادة 100 ألف جنية في كل موسم بعد ذلك لم يتبقى إلا الحصول على موافقة المقاولون بعد أن أرسل الإسماعيلي خطاب رسمي لضم اللاعب مقابل 800 ألف جنية ورد عليهم المهندس شريف حبيب رئيس المقاولون بالموافقة.
المشهد الثاني:
عندما بدأ الإسماعيلي في انهاء الإجراءات مع مسوؤلي المقاولون، علم نبيل أبو زيد وكيل أعمال زيكا الرسمي بالأمر وهو ما وضعه في موقف حرج خاصة أنه كان قد أوهم مسؤولي الأهلي بأن اللاعب لن يرتدي في مصر إلا الفانلة الحمراء، وعلي الفور أجرى اتصال هاتفي باللاعب وهدده بأنه إن لم يحضر إليه في الوقت الحالي فسوف يسلم العقود التي وقع عليها وترك زيكا خانة النادي فارغة، للمهندس شريف حبيب ووقتها سوف يقوم بوضع اسم المقاولون في العقود ليمدد زيكا تعاقده مع المقاولون العرب ووقتها سيطلب حبيب ملايين الجنيهات بدلاً من المليون الواحد لأن عقد زيكا مع المقاولون ينتهي بنهاية الموسم الجاري .
ذهب زيكا إلي أبوزيد وطلب من اللاعب أن يجلس حالاً مع هادي خشبة رئيس قطاع الكرة بالأهلي وإلا سوف ينفذ تهديده وبالفعل عقد اللاعب جلسة مع خشبه في أحد الأماكن بمدينة السادس من أكتوبر واتفق خلالها مع المسؤول الأهلاوي على الإنضمام للأهلي لمدة 5 سنوات مقابل 800 ألف جنية في الموسم.
المشهد الثالث:
صباح يوم المعركة الحامية على ضم اللاعب بدأ اللعب مبكراً، وكان وقتها زيكا متمسكاً بالإسماعيلي وذهب إلي مكتب محمد أبو السعود بعمارات العبور بمدينة نصر بصحبة حسين أبو السعود ابن رئيس الإسماعيلي وشادي الهادي وسيط الصفقة من الإسماعيلية ولكنه عندما اتصل به محمد رضوان الفني للمقاولون يطلب من الحضور إلي مقر النادي لتحديد مصيره سواء اللعب للأهلي أو للإسماعيلي خاصة أن الأهلي كان قد وافق على طلب المقاولون بدفع 900 ألف جنية للحصول على خدمات اللاعب.
المشهد الرابع:
عندما ذهب زيكا إلي المقاولون كان نبيل أبوزيد قد سرب أخباراً إعلامية بأن زيكا انضم للأهلي لمدة 5 سنوات ليضغط على اللاعب للموافقة على ارتداء الفانلة الحمراء، وهذا ما حدث بالفعل حيث فوجىء اللاعب بكم هائل من الاتصالات لتهنئته على الانتقال إلي الأهلي وعندما أخبرهم بأن الأمر لم يتم طالبه الجميع بالإسراع في اختيار الأهلي وهو ما تكرر مع زملائه بالفريق وكل المقربين منه في نادي المقاولون وعندما اتصل به شريف حبيب ليعرف رغبته فأجابه بأنه يريد اللعب للأهلي ووقع على ورقة يثبت فيها رغبته في ذلك، وهنأه حبيب على الانتقال إلى الأهلي وبالفعل بدأ اللاعب في الإدلاء بتصريحات بعد الإنضمام للقلعة الحمراء وخص "يوروسبورت مصرية" بحوار صوتي .
المشهد الخامس:
في الليل استشعر زيكا الحرج مع محمد أبو السعود الذي كان وقتها مسافراً خارج مصر وأجرى اتصال هاتفي بشادي الهادي الذي طلب منه أن ينتظره وسوف يذهب إليه ليتحدث معه، وهو ما تم بالفعل حيث ذهب حسين أبو السعود إلي منزل اللاعب بدار السلام واصطحبه إلي مزرعتهم بطريق مصر إسماعيلية للمبيت هناك، ووقتها كتب محمد أبو السعود عبر حسابه الشخصي على "الفيس بوك" ما يفيد بأن انتقال زيكا للأهلي خدعة وأن اللاعب محترم ومازال ملتزم بكلمته وهو ما جعل اللاعب يتمسك أكثر بالإسماعيلي واتفق الجميع على الذهاب إلي مقر نادي المقاولون صباح اليوم التالي لإنهاء الأمر والمغالاة في الصفقة والمزايدة على عرض الأهلي مهما كلفهم الأمر على أن يغلق زيكا هاتفه حتى لا يصل إليه مسؤولي الأهلي، وبالفعل وقع على عقود الإنضمام للإسماعيلي في حضور أحمد سلمان إداري الدراويش وحصل زيكا على 100 ألف جنية كمقدم تعاقد حتى يغلق الباب أكثر على الأهلي.
المشهد السادس:
صباح اليوم الموعود ذهب زيكا بصحبة مسؤولي الدراويش إلي مقر المقاولون وعقدوا جلسة مع المهندس يسري الباجوري المدير التنفيذي للنادي بصحبة بعض أعضاء مجلس الإدارة نظراً لانشغال المهندس شريف حبيب الذي أغلق هاتفه وفشل مسؤولي الأهلي في الوصول إلي رئيس المقاولون واللاعب نفسه ، ورفع الإسماعيلي عرضه إلي مليون جنيه ووقع زيكا على ورقة تفيد برغبته في الانتقال إلي الإسماعيلي.
المشهد السابع:
وصل نبيل أبوزيد وكيل اللاعب والذي يرغب في نقل زيكا إلي الأهلي بعد أن قام بفك وديعة من جيبه الخاص بمبلغ 300 ألف جنية لدفعها مقدم تعاقد باسم الأهلي على أن يحصل علي شيك من الأهلي بنفس المبلغ بعد ذلك، ولكن اللاعب أكد له رغبته في الانتقال إلي الإسماعيلي، وهنا طلب منه أبوزيد أن يتحدث إلي هادي خشبة هاتفياً وبالفعل وافق اللاعب على الأمر وقال له بالنص "ياكابتن هادي انتوا نادي محترم وأي لاعب يتمني يلعب عندكم بس أنا اخترت الإسماعيلي" وهنا لم يحرك هادي ساكناً بعد الإحراج الشديد الذي تعرض له من اللاعب لينسحب أبوزيد من الصفقة .
المشهد الثامن والأخير:
وصل محمد أبو السعود إلي مقر النادي ومعه أيضاً شريف حبيب وتواجد والد زيكا وكان وقتها الإسماعيلي قد استخرج شيك قيمته 400 ألف جنيك كقسط أول من الصفقة ولكن حبيب اشترط الحصول علي 500 ألف جنيه فقام زيكا بدفع ال100 ألف جنيه التي حصل عليها كمقدم تعاقد من الإسماعيلي ليكمل المبلغ المطلوب على أن يحصل عليه مرة أخري بعد ذلك، وتسلم الإسماعيلي الاستغناء الخاص بزيكا بعد أن تم توقيع العقد الثلاثي لتنتهي الصفقة بنجاح.
ملحوظات عن الصفقة:
1- زيكا لاعب زملكاوي لدرجة أنه يكاد يكره الأهلي.
2- لعب الإسماعيلي بنفس الطريقة التي كان يلعب بها الأهلي معتمداً علي رغبة اللاعب في المقام الأول، واخفائه بعيداً عن الجميع كما فعلها الأهلي من قبل في صفقة عبدالله السعيد.
3- الأهلي لم يعد له أنياب في التعاقد كما في الماضي القريب عندما كان عدلي القيعي يتولي مهمة مدير التعاقدات بالنادي بل أثبت مجدي طلبة أن منصب مدير التعاقدات كبير عليه حيث تسبب في ضياع أكثر من صفقة للأهلي.
4- أصبح هادي خشبة رئيس لجنة الكرة في موقف لا يحسد بعد ضياع ضفقة زيكا.