اكد الناقد الرياضى اسامة خليل ان تراجع مجلس ادارة الاهلى عن الطعن على بند ال8 سنوات فيلم عربى قديم لا ينطلى على اى شخص . وقال خليل فى مقالة بالتحرير "تحدثت أمس عن أن العقل والمنطق لا يقبل فكرة الرفع المفاجئ لإدارة الأهلى يدها عن الاستمرار فى الكفاح ضد تطبيق بند السنوات الثمانى، وأن الأفلام العربية القديمة هى وحدها التى تأتى بالنهايات الساذجة والحلول غير المنطقية أو العقلية لمشكلات تظل مستعصية عن الحل طوال الفيلم، إلا أن هذا الفرض والرفض من جانبى يبقى مرتبطا بالتحليل والتفسير والقراءة المنطقية وينفى عن إدارة الأهلى حسن النية ونبل المقصد والرجوع إلى الحق والشجاعة فى التراجع عن خطوة خاطئة اتخذتها.
إلا أن الأمر لا يقف عند التحليل والتفسير، فهذا الكلام، رغم وجاهته النظرية والفلسفية، ليس حجة قاطعة على سوء نية إدارة الأهلى وخروجها من الحكم بعد احتكار دام ما يقرب من ٢٥ عاما، كان الكابتن حسن حمدى ضلعا أساسيا فيها حتى ورثها من بعد العظيم الراحل صالح سليم، فالواقع يقول إن البيان الذى أصدرته إدارة النادى الأهلى بعدم استمرارها فى معركة البقاء وإعطاء الحرية للشعب الأهلاوى لاختيار قياداته الجديدة تزامن مع أمرين غاية فى الأهمية والخطورة سيحولان دفة الكرة فى الأهلى ومصر.
الأمر الأول: اقتراب إدارة الأهلى من حسم المناقصة التى جرت بين الشركات المالية لتحويل نشاط الكرة بالنادى إلى شركة مساهمة، والأقرب لها شركة يرتبط مديرها بعلاقة صداقة قوية مع مسؤول كبير بالأهلى، وهى الشركة التى عرضت إعداد دراسة إنشاء الشركة الجديدة دون مقابل لتتفوق على شركات أخرى أكثر منها خبرة، على أن تحصل على مقابل أكبر عند إعلان الشركة وانطلاقها على أرض الواقع وسيطرتها على الجهاز الإدارى.
وبغض النظر عن تفاصيل المناقصة أو الشركة المطلوب أن يرسو العرض عليها حتى يظل المسؤول الكبير مسيطرا بعد رحيله عن إدارة النادى فإن الغرض من إنشاء الشركة فى هذا التوقيت غامض ومبهم، وكل المبررات المسوقة من جانب الأهلى غير مقنعة، أولها أن دورى المحترفين لا يشترط على الأندية إنشاء شركات مساهمة ولا يجبرها بأى شكل على إنشاء شركات خاصة لإدارتها، وأكبر ناديين فى العالم وهما برشلونة وريال مدريد ليسا شركتين مساهمتين، وإدارتا الناديين هما اللتان تديران الكرة مثل الحال فى النادى الأهلى الآن، وثانيها أن النادى الأهلى نجح خلال العقود الثلاثة الأخيرة فى تحقيق الاستقلال الفنى والإدارى لنشاط كرة القدم من خلال لجنة الكرة وإدارة تسويق مستقلة وحقق نجاحا جيدا تحسده عليه باقى الأندية، كما نجح فى تحقيق أرباح كان يمكن أن تتضاعف لولا بعض المجاملات والمحسوبية وبذخ الإنفاق، وإنشاء شركة سواء مساهمة أو للإدارة من شأنه أن يقلل الأرباح التى يحققها النادى سواء بإعطائها للمساهمين الجدد أو بدفع نسبة منها للشركة التى ستدير. والسؤال الذى لا أتمنى أن يجيبنى عليه الكابتن حسن حمدى هو: لماذا تريد أن يدفع الأهلى الآن وقبل شهور من رحيلك عشرات الملايين لشركة فى وقت تقوم فيه إدارة النادى من خلال كوادرها الفنية والإدارية بنفس المهمة بملاليم؟! وإذا كان هذا النظام هو الأنسب من وجهة نظرك، فلماذا لم تقدم عليه إلا فى هذه الفترة الحرجة؟
الأمر الثانى الذى ينقل الشك إلى يقين ويؤكد أن تلك المجموعة لم تلقِ بفوطة السنوات الثمانى من أجل عيون ثورة الشعب ومطلبه بعدم احتكار أى شخص أو مجموعة للسلطة، هو التحرك الذى يقوده الكابتن حسن حمدى بنفسه ويجرى خلفه ممدوح عباس، رئيس نادى الزمالك، لإنشاء رابطة أندية مستقلة لدورى المحترفين وإلغاء إشراف اتحاد الكرة نهائيا على الدورى الممتاز، والمشكلة هنا ليست فى إنشاء رابطة تدير المسابقة أو تشارك فى إدارتها مع اتحاد الكرة، بل الأزمة الدائرة الآن هى تحقيق استقلال كامل للرابطة عن اتحاد الكرة، وهو أمر يرفضه الفيفا ويتعارض مع قوانين البلاد، بينما يريده حسن حمدى ويقاتل مع مستشاريه القانونيين للبحث عن هيكل قانونى، فطرح فكرة شهرها فى وزارة الشؤون الاجتماعية فوجدها تتعارض مع قانون الهيئات الرياضية، فسعى لإنشاء شركة للرابطة فاصطدم مع الفيفا الذى يتعامل مع اتحادات وليس شركات، وكما أعلم فإن مجموعة العمل على هذا الملف تواصل الليل بالنهار للبحث عن مخرج سعيا لتطبيق النظام من الموسم القادم.
والسؤال: لماذا تفعل إدارة الأهلى كل هذا الآن؟
الإجابة وهى ليست نهائية حتى يرأس الخطيب شركة الأهلى ويرأس حمدى رابطة المحترفين ونشرب احنا ال٨ سنوات وسلملى على الثورة والتغيير