شاء قدري ألا أملك في هذه الدنيا إلا منزلا قديما مبنيا بالحجر والطين ومسقوفا بالبوص والجريد، وطول عمري أجير طرف أصحاب المزارع، فلما شعر ابني الأكبر «عطية جمعة» 22 سنة بتدهور معيشتنا وهب نفسه من أجلنا، فسافر إلي القاهرة للعمل في أعمال البناء ويعود آخر الشهر بما لذا وطاب مما حرمنا منه وتشاء إرادة الله أن يسقط من الطابق الثالث فيصاب بكسور في ظهره وينقل إلي مستشفي الحسين الجامعي. دخل 2010/8/12 وخرج 2010/8/23 حيث تم تثبيت الكسور بشرائح ومسامير وخرج مصابا بشلل نصفي وعدم قدرة علي التحكم في البول والبراز بعدها وقعت ضحية نصب مستشفي خاص بالمنيل لذرع النخاشع لمدة ستة أشهر كل شهر بخمسة آلاف جنيه وللأسف بدون فائدة!! بعت البيت ما عدا غرفة واحدة تأوينا وعدت إلي قريتي وفوضت أمري لله، أرسلت لوزير الصحة الذي تكرم بالرد علي مديرية صحة الفيوم التي أرسلت في طلب ابني بموجب رسالة رقم 820 بتاريخ 2011/6/20 وقام رئيس قسم العظام بمستشفي الفيوم العام بالكشف وقال لي: ياعم الحاج خد ابنك وروح ما فيش له علاج هنا!! ومنذ سنة قدمت له بمديرية التضامن الاجتماعي بالفيوم لصرف معاش أو إعانة العجز الطبي ولم يرد الملف حتي اليوم!! ابني يرقد منذ عام علي بطانية قديمة وينام علي الأرض الرطبة ويستعمل بمبارز ومراهم لعلاج قروح الفراش بخمسين جنيها يوميا! ومن كثرة القروح أوشكت عظامه أن تتآكل لأني لا أملك قسما بالله ثمن الخبز الحاف وعلي وشك دخول السجن لاني استدنت ووقعت علي ايصالات أمانة ولم أسددها، وأكد لي أكثر من طبيب عظام أن علاج ابني في مستشفي القوت المسلحة أو بألمانيا. أناشد سيادة المشير ووزير الصحة التكرم بعلاج ابني علي نفقة الدولة لأنه يموت أمامي يوميا ويتألم بشدة وأنا عاجز عن عمل أي شئ!! هذا صوت الفلاح الفقير بعد الثورة وعصور الفساد.