أقامت المنظمة الصهيوينية الأمريكية الدنيا ولم تقعدها بسبب صفقة سلاح مقترحة لنحو 125 دبابة M1A1 أبرامز أمريكية ومعدات أمريكية أخري بقيمة مليار و329 مليون دولار. قالت المنظمة الصهيونية الأمريكية في تفسيرها لسبب الاعتراض علي تلك الصفقة أن مصر اليوم تمر بتطورات سلبية تجعلها بشكل متزايد ومتسارع عدوة لأمريكا، وليست حليفة لها. تجدر الإشارة إلي أن تلك هي مبيعات السلاح الأولي لمصر منذ الإطاحة بمبارك ونظامه، والصفقة التي تتطلب موافقة الكونجرس الأمريكي عليها ستزيد من عدد دبابات أبرامز التي يمتلكها الجيش المصري من 1000 إلي 1130 دبابة. صحيفة جيروزاليم بوست رأت أن مصر اليوم تقع تحت سيطرة قوة معادية للسامية والولاياتالمتحدة وإسرائيل، خاصة الإخوان المسلمين التي تري فيها القوة السياسية المعارضة الوحيدة التي تبدو منظمة للغاية، ويري تقرير الصحيفة أن القوي السياسية العلمانية في مصر أخذت تظهر عداء هائلاً لكل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل. الصفقة الجديدة تنص علي حصول مصر علي 125 دبابة سيتم تصنيع أجزاء منها في مصر علاوة علي نظم تسليح M256 واسلحة آلية متطورة وقطع غيار ومعدات دعم وصيانة وقيمة تدريبات للأفراد وعناصر أخري للتدريب والشئون الإدارية، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن بيع الدبابات يعد في صالح السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال تحسين الأمن في دولة صديقة كانت ولا تزال قوة هامة للاستقرار السياسية والتقدم الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط. ويكشف التقرير أن إسرائيل حشدت الكونجرس في الماضي ضد صفقات سلاح معينة لمصر. ففي الأعوام القليلة الماضية، اشترت مصر من الولاياتالمتحدة 24 طائرة F16 مقاتلة وصواريخ هل فاير وهيلوكبتر شينوك للنقل وهيلوكبتر أباتشي هجومية. رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلاين قال: "مبيعات السلاح الأخيرة التي تم الإعلان عنها تبدو غير مسئولة، فبينما يحتفظ الجيش بسلطة كبيرة في مصر اليوم في الوقت الراهن، فإنه من الواضح أيضاً وبشكل متزايد أنه يتقاسم تلك السلطة مع الإخوان المسلمين." ويضيف: "حتي الآن، حصلت مصر علي أفضل الأسلحة الأمريكية علي افتراض أن تلك الأسلحة لن يتم استخدامها ضد إسرائيل، ولكن اليوم، نري أن مصر تتجه إلي وضع أكثر عدائية، حيث نري تزايد حجم القوي السياسية المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل واليهود. وفي تلك الحالات، لا ينبغي أن تكون هناك أي مبيعات سلاح مستقبلية لمصر. ولهذا فإن التصريح بصفقة سلاح كبيرة لمصر بعد وقت قصير من نصيحة الرئيس أوباما باستبدال نظام مبارك وقبل أن يكون هناك أي يقين بشأن استمرار مصر في لعب دور حليف الولاياتالمتحدة الملتزم بالسلام في أدني حدوده، يكشف عن حماقة كبري." ويقول: "حتي ولو استمر نظام مبارك في حكم مصر، والذي حافظ علي الأقل علي عناصر من معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية وتعاون مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الجماعات الإرهابية الإسلامية، كان من غير الحكمة تقديم أسلحة جديدة دون الحصول علي تعهدات من القاهرة بشأن معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية والحصول علي دعم في مجالات أخري، ولكن يبدو غير ذي معني أن تقدم الولاياتالمتحدة للقاهرة أفضل الأسلحة الأمريكية عندما يكون لدينا كافة المؤشرات علي أن حليفنا الفاتر في السابق في طريقه لأن يصبح عدواً نشطاً." لم يكن غريباً أن يبدأ بعض أعضاء الكونجرس في معارضة تلك الصفقة ومنهم العضو الجمهوري ألين ويست عضو لجنة الكونجرس لخدمات الدفاع الذي قال إنه سيظل يعارض أي مبيعات سلاح لمصر طالما بقيت جماعة الإخوان المسلمين نشطة في العملية السياسية بمصر، وأرسل وست نسخاً من خطابه لرئيس اللجنة ورئيس الكونجرس وعدد من قياداته، وأضاف وست أن مبيعات الدبابات إلي مصر تهدد بشكل خطير أمن إسرائيل وكتب وست في خطابه "علينا أن نلتزم الحذر فيما يتعلق بمبيعات السلاح ودعم الحكومة المصرية حتي يتم تشكيل حكومة خالية من العناصر المتشددة للإخوان المسلمين والتي يمكنها الحفاظ علي سلام نشط مع إسرائيل." وفقاً لما كتبته خدمة أبحاث الكونجرس، فإن التعاون في مجال إنتاج الدبابة M1A1 أبرامز بين مصر والولايات المتحدة والذي بدأ في عام 1988 يعد "حجر الزاوية لبرنامج المساعدات الأمريكي لمصر." ووفقاً للتقرير فإن مصر تخطط لامتلاك 1200 دبابة من هذا النوع، وبعض مكونات تلك الدبابات يتم تصنيعها في مصر بينما يتم تصنيع الأجزاء الباقية في الولاياتالمتحدة وشحنها بعد ذلك للتجميع النهائي في مصر. وتقول مذكرة وكالة التعاون الأمني والدفاعي الأمريكية أن "المبيعات المقترحة لتلك المعدات لن تغير ميزان القوي الأساسي في المنطقة." وقانوناً، يتعين علي الحكومة الأمريكية إخطار الكونجرس بأي مبيعات سلاح لدولة أجنبية تفوق قيمة معينة. ووفقاً للدولة ومبيعات السلاح، وللكونجرس حق الاعتراض علي تلك المبيعات خلال فترة تتراوح بين 15-30 يوما من خلال قرار بعدم الموافقة، ويعني ذلك أن صفقة الدبابات الأخيرة تم تمريرها رغم الاعتراضات الصهيونية لأن المهلة الممنوحة للكونجرس لوقف الصفقة انتهت منذ أيام قليلة. يدفعنا ذلك إلي التساؤل حول مستقبل صفقات السلاح لمصر. فأنطوني كورديسمان المتخصص في الشئون الإستراتيجية للشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يري أن "اي من تلك العقود (عقود السلاح) لا يعد ملزما إن كانت الدولة المتلقية لتلك الأسلحة دولة معادية وقد رأينا ذلك مع إيران وفي حالات أخري في الماضي، أما أيريك أديلمان الخبير في مركز تقييمات الإستراتيجية والميزانية الأمريكي فيتوقع أن يستمر الحال كما هو عليه خلال الفترة القادمة. وقال أديلمان وكيل وزارة الدفاع السابق للسياسات أن المحادثات الأخيرة بين وزير الدفاع الأمريكي والأدميرال مايكل مولين مع قادة الجيش المصري ربما كانت لطمأنتهم في هذا الخصوص. قبل تنحي مبارك، قال أحد مساعدي الكونجرس أنه لو هددت الحكومة المصرية المصالح الأمريكية سيكون لدي الأخيرة خيارات متعددة، منها علي سبيل المثال وقف تدفق قطع الغيار العسكرية الأمر الذي يقلل من كفاءة تلك المعدات بشكل تدريجي، وأضاف: "أنت لا تبيع لهم الطائرات فقط، بل تبيع لهم أيضا المكونات والتدريب والتجديدات الدورية، ولهذا فإن الحكومة الأمريكية تميل إلي القول: لو صارت الحكومة عدائية تجاهنا، سيتم قطع الإمدادات سريعاً." ويضيف أن مصر ساعدت أمريكا في كل شئ من تقاسم المعلومات الاستخبارية إلي المناورات التدريبية المعروفة باسم "النجم الساطع" والتي مكنت الولاياتالمتحدة من التجهيز لحرب صحراوية قبل حرب الخليج الأولي إضافة إلي أفضلية المرور في قناة السويس. ويضيف أن المصريين في العادة