اجتمعت مجموعة "منظمة التعاون الإسلامي" في "الأممالمتحدة" في نيويورك في 24 يونيو الجارى على مستوى السفراء للنظر في جملة أمور، منها الوضع الخطير في دولة "فلسطين" المحتلة، بما فيها "القدسالشرقية". وفى البيان الصادر عن الاجتماع أعربت المنظمة عن دعمها الكامل وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في سعيه لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والسيادة والاستقلال في دولته على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها "القدسالشرقية"، ولإيجاد حل عادل لمحنة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الأممالمتحدة 1994. وأكدت المنظمة إدانتها الشديدة لاستمرار "إسرائيل"، السلطة القائمة بالاحتلال، في انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وحقوق الإنسان في دولة "فلسطين" المحتلة، بما فيها "القدسالشرقية". وتدين المجموعة بشكل خاص الاعتداء الواسع النطاق الذي شنته سلطة الاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني في أعقاب الحادث الذي وقع يوم الجمعة 13 يونيو الجارى, وفقد على إثره ثلاثة مستوطنين إسرائيليين بينما كانوا يستوقفون السيارات لنقلهم مجانا من مستوطنة "كفر عتصيون" غير القانونية، التي تقع بين "القدس" و"الخليل". وتدين مجموعة "منظمة التعاون الإسلامي" حملة القمع الوحشي والعنيف التي شنتها السلطة القائمة بالاحتلال، والتي تضمنت تدابير العقاب الجماعي والاستخدام المفرط للقوة ضد السكان المدنيين الفلسطينيين, كما تدين المنظمة مقتل خمسة مدنيين فلسطينيين على الأقل، بينهم صبي يبلغ من العمر 14 عاماً، وإصابة العديد من المدنيين الآخرين في الضفة الغربيةالمحتلة إصابات خطيرة, وتدين أيضاً تدابير العقاب الجماعي، من قبيل احتجاز أكثر من 450 فلسطيني، من بينهم أعضاء منتخبون في "المجلس التشريعي الفلسطيني" والفلسطينيين كان قد أُفرج عنهم سابقاً بموجب اتفاق لتبادل الأسرى عام 2011، فضلا عن الحظر الذي تفرضه "إسرائيل" على سفر 800.000 فلسطيني يقيمون في "الخليل"، أكبر محافظة فلسطينية. وتدين مجموعة "منظمة التعاون الإسلامي" كذلك تصاعد العدوان العسكري ضد "قطاع غزة" حيث نفذت السلطة القائمة بالاحتلال عدة غارات جوية، مما أدى إلى وفاة فلسطينييْن على الأقل، منهم صبي يبلغ من العمر 7 سنوات، وإصابة كثيرين آخرين. وتعرب المنظمة عن بالغ القلق من كون الحملة العسكرية في "غزة"، علاوة على أنها تتسبب في حالات وفيات وإصابات بين السكان الفلسطينيين، هي أيضا مصدر خوف وضيق كبيرين بالنسبة للسكان الذين لا يزالون يعانون أوضاعا معيشية مزرية من جراء الحصار اللاإنساني وغير القانوني الذي تفرضه "إسرائيل". وتدعو مجموعة "منظمة التعاون الإسلامي" السلطة القائمة بالاحتلال إلى الوقف الفوري لجميع أعمالها العدوانية وأعمال العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني, وتجدد دعوتها ل"إسرائيل"، السلطة القائمة بالاحتلال، إلى احترام التزاماتها بموجب "اتفاقية جنيف الرابعة"، ولا سيما ما يتعلق منها بمسؤولية السلطة القائمة بالاحتلال عن حماية الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال. وفي ظل انعدام هذه الحماية، تطالب المنظمة المجتمع الدولي باتخاذ التدابير الملائمة لضمان حماية السكان المدنيين الفلسطينيين, وتدعو, على وجه الخصوص، "مجلس الأمن" إلى تحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واتخاذ جميع التدابير اللازمة لوضع حد للهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وضمان امتثال "إسرائيل" إذا تمادت في تحديها للقانون الدولي. كما تعرب مجموعة "منظمة التعاون الإسلامي" عن تضامنها ودعمها للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال, وفي هذا الصدد، تلاحظ مجموعة منظمة التعاون الإسلامي أن اليوم يصادف مرور اثنين وستين يوماً على دخول مئات من السجناء الفلسطينيين في إضراب عن الطعام احتجاجا على احتجازهم من قبل السلطة القائمة بالاحتلال، بموجب الاعتقال الإداري، حيث يتم احتجازهم دون تهمة ودون اتباع الإجراءات القانونية المرعية للقانون أو إخضاعهم لمحاكمة عادلة, كما تعرب عن بالغ قلقها من جراء نقل أكثر من 60 من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين إلى المستشفى ومن وجود كثير منهم في حالة حرجة, وتدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى إجبار سلطة الاحتلال على الامتثال لجميع التزاماتها القانونية فيما يتعلق بمعاملتها لجميع السجناء والمعتقلين الفلسطينيين الذين تحتجزهم، بما في ذلك الأطفال, وتدعو المنظمة مجددا إلى إطلاق سراحهم فوراً مع جميع الفلسطينيين الآخر الذين يجري سجنهم واحتجازهم بشكل تعسفي ودون وجه حق. وتستنكر مجموعة "منظمة التعاون الإسلامي" استمرار الاستفزازات والانتهاكات الاسرائيلية في "القدسالشرقية" المحتلة، وخاصة في الحرم الشريف الذي يضم "المسجد الأقصى" المبارك, مشيرة: لوحظ في الفترة الأخيرة أن المتطرفين الإسرائيليين، ومن ضمنهم مسؤولون حكوميون، قد صعدوا من تحريضهم بشأن الحرم الشريف وانتهكوا مراراً حرمته، بما في ذلك عمليات الاقتحام العنيفة والمتكررة للمجمع من قبل قوات الاحتلال، الشيء الذي يزيد التوترات ويثير المشاعر الدينية. وتعتبر المنظمة أن هذه الأعمال العدوانية وأعمال التحريض تشكل استفزازاً مباشراً للمسلمين في جميع أنحاء العالم وانتهاكاً صارخاً لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة وللمواثيق الدولية، بما في ذلك "اتفاقية جنيف الرابعة"، وإهانةً لدعوات المجتمع الدولي المتكررة إلى وقف السياسات الإسرائيلية غير القانونية في دولة "فلسطين" المحتلة، بما فيها "القدسالشرقية".