تأتي الذكرى السادسة عشر لوفاة إمام الدعاة "محمد متولي الشعرواي" والجميع يعلم سيرة الرجل، ولكن هناك لحظات فارقة ساهمت في ظهور اسم "الشعرواي" جليًا، وبقاءه حتى الآن كشيخ هو الأقرب لروح عصره، ليظهر خطاب قديم له وكأنه كتب خصيصًا من أجل اليوم. في الجامعة، وعندما كان "الشعرواي" طالبًا بقسم اللغة العربية بجامعة الأزهر ورئيسًا لاتحاد الطلاب، كان الطالب الثائر يلقي الخطب التحميسية في الطلاب ضد الإنجليز؛ ليتعرض للاعتقال أكثر من مرة. أثناء وجود "الشيخ" بالجزائر حدثت نكسة يونيو 1967، ليفاجئ "الشعرواي" الجميع بسجوده شكراً بينما يبرر ذلك "في حرف التاء" في برنامج من الألف إلى الياء بقوله "بأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم" كان "الشعرواي" محبًا لكتابة الشعر وتذوقه، ليقيم واصدقائه المسابقات في كتابة الأبيات المستوحاه من آيات القرآن الكريم، لتنشر تلك الأبيات على كتب فيما بعد على نفقة أصدقاء الشيخ، حيث يقول "الشعراوي" في أحد قصائده عن معنى الرزق: تحرى إلى الرزق أسبابه فإنك تجهل عنوانه ورزقك يعرف عنوانك لعل من أهم ما أرسى لفكرة ثورية "الإمام" هو موقفه بعد حادثة كوبري عباس التي راح ضحيتها عدد من الطلاب، وبرغم أن الحكومة رفضت قيام حفل تأبين للشهداء، إلا أن "حمدي المرغاوي" عضو لجنة الوفد ادعى أن جدته قد ماتت، ليحضر الجميع العزاء، ويتبين في النهاية أنه حفل تأبين الطلاب. علمت الحكومة ذلك، فشددت على الحاضرين بعد أن وضعت أمام موقف محرج، لتقلص مدة كل كلمة ستلقى بالمؤتمر ألا تتجاوز الخمس دقائق، فيصعد "الشعرواي" على المنصة ويقول: شباب مات لتحيا أمته وقبر لتنشر رايته وقدم روحه للحتف والمكان قربانا لحريته ونهر الاستقلال للشعرواي كتب في مختلف المجالات، ليؤلف حوالي سبعين كتابًا كتب فيهم عن الجنة والنار والحساب والشيطان والله والتوبة والبعث والجهاد والخير والشر والإنسان والقضاء والقدر والصلاة والانبياء و يوم القيامة، ولكن لعل أهم ما كتبه الشعرواي كان تفسيره للقرآن. المحطة الأهم في حياة الشيخ الجليل ارتبطت بالتلفاز حيث يظهر في برنامج "حديث الشعرواي" الذي كان يعرض في كل جمعة بادئًا بحمد الله وشكره، ليفسر القرآن الكريم، ويبدأ حلقته الأولى من فاتحة الكتاب، ولكن توافيه المنية حتى تفسيره لسورة "الممتحنة" بالرغم من ذلك هو قد فسر الجزء الثلاثين من القرآن في تسجيل صوتي. تولى "متولي الشعرواي" رئاسة وزارة الأوقاف في فترة حكم "السادات"، ولكنه استقال بعد وقت قصير استقال، والسبب لأنها أبعدته عن العمل الديني، ذلك الذي ارتبط به الشيخ ولم يرد أن يحيد عنه إلى سواه. في مسيرة "الشعرواي" الدعوية، ترك عدة محاضرات في قصص الأنبياء، وهي مسجلة حتى الآن، كذلك سجل عدة أدعية، يتضرع فيها إلى الله، فهو المجيب السميع، لتنشر بعضها في الفضائيات، وتذاع في رمضان. لعل أكثر المواقف شهرة والتي تداولها النشطاء بعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير هو موقف الشيخ في نهاية حياته عندما التقي بالرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك" عندما توجه إليه بالحديث ليقول له: إني يا سيادة الرئيس أقف على عتبة دنياي لأستقبل أجل الله، فلن أختم حياتي بنفاق، ولن أبرز عنتريتي باجتراء، ولكني أقول كلمة موجزة للأمة كلها، حكومة وحزباً، معارضة ورجالاً وشعباً – آسف أن يكون سلبياً – أريد منهم أن يعلموا أن الملك بيد الله، يؤتيه من يشاء، فلا تآمر لأخذه، ولا كيد للوصول إليه"