· المجلس العسكري يعمل حساباً للإخوان ويتناسي باقي التيارات تصوير- يحيي عثمان استطاع برؤيته في عالم الإخراج أن يتوقع ما حدث في 25 يناير وما تبعه أيضا من خلال أفلامه السينمائية المتعددة التي رصدت الحال المصري وبشرت بثورة الشعب علي نظام مبارك.. هاجم مؤتمر الحوار الوطني ووصفه بالغباء السياسي لأنه يفتقد أجندة واضحة المعالم إنه المخرج خالد يوسف الذي التقته «صوت الأمة» وأجرت معه الحوار التالي: بداية.. أقحم العديد من المخرجين مشاهد الثورة داخل أعمالهم الدرامية والسينمائية.. ألا تري أن هذا يعد متاجرة بأحلام شعب قام بثورة من أجل غد أفضل؟! - منقدرش نقول إن المسألة متاجرة فالذي يدخل مشاهد هذه الثورة في أعماله قد يكون لديه احساس قوي بهذه الثورة أو ربما يري أن هذا يعد مواكبة للأحداث وفي «ناس بتحاول» تستفيد وتستثمر هذه الثورة وهذا مرفوض في الأعمال الدرامية لأن الدراما ليست بتحقيق صحفي فالثورة تحتاج إلي وقت حتي تتناولها الدراما وعندما أردت أن أناقش غزو الكويت قررت عمل العاصفة بعدها ب10 سنوات وليس بعدها بشهرين أو ثلاثة أشهر حتي يتسني لي طرح رؤية مناسبة للموضوع. في رأيك.. لماذا فشل مؤتمر الحوار الوطني؟ - بالتأكيد أن لكل فشل أسبابه وأول هذه الأسباب يرجع لعدم وجود أجندة محددة لهذا الحوار.. فبعد أي ثورة في العالم يدخل الشعب في مرحلة سيولة ولإعادة الشعب وخروجه من مرحلة السيولة إلي التماسك لابد لكي يحدث ذلك من وجود حوار مجتمعي لرسم ملامح هذا المستقبل بكامل جوانبه من سياسة واقتصاد وشكل عام للمجتمع، أما ما حدث في الحوار الوطني فلم يكن إلا غباء سياسياً من القائمين علي تنظيمه ولعل البداية تجلت في اختيار بعض الشخصيات التي كانت مرتبطة بالنظام البائد ووضعهم علي مائدة واحدة مع شباب ثائر لا مصلحة له إلا هذا الوطن فكيف لنا أن نضع هؤلاء الشباب مع من قام بافساد الحياة السياسية بمصر وليس معني هذا أنني مع الاقصاء ولكن كان يجب أن يتم هذا الحوار مع أصحاب المصلحة الحقيقية أما رموز هذا الحوار فكانت مصلحتهم مع النظام السابق لهذا أري أنه كان من عدم اللياقة حوار هؤلاء مع الشباب الثائر. حتي الآن لايزال الإخوان المسلمين هم القوي الوحيدة السياسية التي تعارض فكرة عمل دستور جديد قبل الانتخابات ومع هذا نجد إصرار المجلس العسكري علي إجراء انتخابات برلمانية دون دستور حقيقي يخضع لإرادة الشعب.. ألا تري أن هذا يعد تواطؤا بين المجلس والإخوان؟! - أنا متأكد أنه لا يوجد تواطؤ أو صفقات أو أن المجلس الأعلي قياداته إخوانية.. ولكن حقيقة الأمر أن المجلس الأعلي يعمل حساباً للتيارات القوية في الشارع ومفيش حد يقدر ينكر قوة الإخوان المسلمين في الشارع والمجلس الأعلي يحاول جاهدا أن يهدئ الشارع من خلال ترضية الإخوان المسلمين لكنه تناسي تماما أن الثورة كانت من التيارات الأخري سواء كانت الأحزاب أو الحركات السياسية المناهظة للنظام البائد إذ المسألة هي إقصاء للتيارات الأخري وهذا خطأ فادح. ماذا لو أصر المجلس العسكري علي إجراء الانتخابات البرلمانية في شهر سبتمبر المقبل؟ - إجراء انتخابات برلمانية في الوقت الحالي سيؤدي إلي الفوضي وحتي نتأمل المسألة بصورة موضوعية أكثر نحن لدينا فتنة طائفية واحتقان طائفي موجود وهذا حقيقي ولا يجب أن نتغافله إلي جانب انفلات أمني وضياع هيبة الدولة في ظل هذا الانفلات.. إذ أي شيء أو شائعة أو خلاف سينشأ بين مسلم ومسيحي في هذه الانتخابات سيحول الدولة إلي ساحات من الحرب الأهلية، والحل الوحيد هو عمل دستور جديد ثم إعادة هيبة الدولة ثم رئيس يليها انتخابات برلمانية هذه هي مصلحة الوطن الحقيقية وليست مصلحة الدولة أن نعمل لمصلحة تيار إسلامي بعينه. خرجت علينا قوانين فض المظاهرات ثم الأحزاب ثم مباشرة الحقوق السياسية.. أين دور التيارات السياسية من تلك القوانين؟! - للأسف جميع هذه القوانين لا يوجد بها أي دور لأي تيار سياسي في الشارع المصري والأكثر من ذلك أن هذه القوانين بداية من لجنة الدستور وصولا لمباشرة الحقوق كانت تتبع لجاناً سرية وأنا مش عارف لماذا السرية؟،