أكد "منير فخرى عبد النور" وزير "التجارة والصناعة والاستثمار" أنه سيترأس وفد من رجال الأعمال المصريين لزيارة "بغداد" خلال الشهرين المقبلين للتعرف على الفرص المتاحة بالسوق العراقى وعقد شراكات بين الشركات المصرية ونظيرتها العراقية. جاء ذلك خلال لقائه مع "خضير الخزاعى" نائب رئيس الجمهورية العراقى والذى يزور "مصر" على رأس وفد رفيع المستوى للمشاركة فى احتفال تنصيب الرئيس "عبد الفتاح السيسى", وذلك بحضور "ضياء الدباس" سفير "العراق" ب"القاهرة". تناول اللقاء أهمية توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة خاصة فى ظل العلاقات المتميزة التى تربط كلا البلدين، وضرورة القضاء على العوائق التى تحول دون تدفق وانسياب المنتجات والسلع فيما بين البلدين. وأوضح "عبد النور" أن اللقاء استعرض أيضا احتياجات الجانب العراقى من السلع المصرية وأهمية زيادة تواجد الشركات المصرية فى السوق العراقى وكذا العمالة المصرية للمساهمة فى إعادة إعمار "العراق". وأشار إلى أن هناك اتفاق فى الرؤى بين الجانبين على ضرورة محاربة الإرهاب والقضاء عليه لتحقيق الأمن والاستقرار بين شعوب الأمة العربية بأسرها. ولفت الوزير إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين لا ترقى إلى طموحات البلدين وذلك على الرغم من أن الصادرات المصرية إلى السوق العراقى قد تضاعفت خلال عام 2013 حيث بلغت 775 مليون دولار مقابل 485 مليون دولار خلال عام 2012 فيما شهدت الواردات المصرية من العراق تراجعاً حيث بلغت 315 مليون دولار خلال عام 2013 مقابل 578 مليون دولار خلال عام 2013. ومن جانبه أكد "الخزاعى" أن مشاركة الوفد العراقى فى الاحتفال بتنصيب الرئيس المصرى الجديد هى مشاركة واجبة حيث تمثل "مصر" قلب الأمة العربية وقوتها هى قوة للعرب كلها، لافتاً إلى أن بلاده تنتظر استعادة "مصر" لمكانتها الطبيعية فى "العراق" للمساهمة فى توفير احتياجات الشعب العراقى من السلع والمنتجات وكذا الاستفادة من الخبرات المصرية الكبيرة فى إعادة الإعمار حيث نستهدف خلال المرحلة المقبلة إنشاء 2 مليون شقة سكنية و5 آلاف مدرسة بالإضافة إلى بناء مستشفيات فى مختلف أنحاء "العراق" إلى جانب إعادة تأهيل المصانع المعطلة لتشغيلها مرة أخرى. هذا وعقد "عبد النور" لقاء مع "مياوى وى" وزير "الصناعة والتكنولوجيا" الصينى ومبعوث الرئيس الصينى للمشاركة فى احتفال تنصيب الرئيس المصرى الجديد, والوفد المرافق له حيث استعرض اللقاء موقف العلاقات الاقتصادية بين الجانبين وأهمية تنميتها خلال المرحلة المقبلة لخدمة مصالح الشعبين المصرى والصينى, وقد شهد اللقاء "سونج إيقوه" سفير "الصين" ب"القاهرة". وقال الوزير أن تنمية وتطوير قطاع الصناعة يأتى على رأس أولويات الحكومة خلال المرحلة المقبلة وهو ما أكد عليه رئيس الجمهورية خلال خطابه أمس، مؤكداً أن مصر تمتلك إمكانات وقدرات هائلة فى قطاع الصناعة تتمثل فى بنية أساسية قوية وعمالة مدربة وشبكة اتفاقيات تجارية مع مختلف الدول والتكتلات اقتصادية الكبرى وهو الأمر الذى يضع مصر كأحد أهم المقاصد الاستثمارية فى المنطقة العربية والإفريقية. ولفت "عبد النور" إلى حرص الحكومة المصرية على الاستفادة من الخبرة الصينية المتميزة فى مجال إدارة المناطق الصناعية والطاقة الجديدة والمتجددة خاصة الطاقة الشمسية سواء لانتاج الألواح أو الخلايا الشمسية باستخدام الرمال المصرية التى تعد من أجود أنواع الرمال المستخدمة عالمياً فى هذا الغرض، مؤكداً فى هذا الصدد أن "وزارة الكهرباء" تعكف حاليا على إعداد تصور شامل بأسعار شراء الكهرباء من المنتجين من القطاع الخاص بحيث تكون أسعارا اقتصادية وجاذبة للمستثمرين فى هذا المجال. أأشار إلى أن المباحثات تناولت أهمية معالجة الخلل فى الميزان التجارى بين البلدين حيث بلغ حجم التبادل التجارى 7 مليار و 362 مليون دولار خلال الفترة من (يناير – سبتمبر 2013) منها حوالى 6 مليار دولار لصالح الجانب الصينى وهو ما يتطلب مزيد من التنسيق والتعاون بين الجانبين لتسهيل نفاذ المنتجات المصرية إلى السوق الصينى، لافتاً إلى إمكانية إقامة استثمارات صينية جديدة ب"مصر" يخصص جزء من انتاجها للتصدير ل"الصين" وهو الأمر الذى سيسهم فى زيادة الصادرات المصرية للسوق الصينى من ناحية ومن ناحية أخرى يوفر فرص عمل جديدة أمام العمالة المصرية. وأوضح أن الحكومة تسعى لجذب المزيد من الشركات الصينية للاستثمار فى السوق المصرى والاستقادة من حزم الحوافز والمزايا التى يتمتع بها الاقتصاد المصرى وكذا سلسلة التشريعات التى تم إصدارها مؤخراً لتيسير وتسهيل إقامة المشروعات الاستثمارية والحفاظ على حقوق المستثمرين, فضلاً عن استكمال ترفيق عدد كبير من المناطق الصناعية ،مشيراً إلى أنه تم مؤخرا افتتاح أحدث مصنع لانتاج ال"فايبر جلاس" باستثمارات صينية بلغت 230 مليون دولار كأكبر مشروعات انتاج ال"فايبر جلاس" فى العالم بحسب الوزير. ولفت "عبد النور" كذلك إلى انه سيترأس وفد من رجال الأعمال المصريين لزيارة "الصين" لعرض فرص الاستثمار المتاحة فى "مصر" على المستثمرين الصينين وعقد شراكات بين رجال القطاع الخاص فى البلدين. من جانبه أكد "مياو وى" أن مشاركة بلاده فى الاحتفال بتنصيب الرئيس المصرى الجديد تعكس أهمية "مصر" كأحد أهم شركاء الصين فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، مشيراً إلى أن إستعادة "مصر" لاستقرارها يمثل نقطة انطلاق حقيقة لتشجيع الشركات الصينية للاستثمار فى "مصر" وإقامة مشروعات تنموية توفر الآلاف من فرص العمل الجديدة. وأشار إلى تطلع "الصين" للانفتاح على "مصر" من خلال مبادرة الحزام الاقتصادى وطريق الحرير البحرى التى طرحها الرئيس الصينى مؤخراً والتى ستساعد الدول النامية ومن بينها "مصر" على تحقيق نمو سريع فى مجالات التعاون الاقتصادى والثقافى والحضارى وبما يخدم مصالح الشعبين المصرى والصينى. ولفت وزير الصناعة الصينى أن هناك فرصاً كبيرة لجذب الشركات الصينية الكبرى للاستثمار فى "مصر" خاصة فى ظل حالة الاستقرار التى تشهدها "مصر" حالياً وكذا هناك فرص كبيرة لتوسع شركات قائمة بالفعل داخل السوق المصرى خاصة فى مجال السيارات, كما أشار إلى أن معدلات السياحة الصينية بدأت فى الصعود بعد أن شهدت تراجعاً خلال ال3 سنوات الماضية بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية حيث بلغ عدد السياح الصينين ل"مصر" حوالى 100 ألف سائح سنوياً.