في ظل الأزمة التي يعاني منها السوق المحلي خلال الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث، بدأت كثير من الشركات مساعي جادة لتنشيط سوق السيارات وبدت تلك الجهود مثمرة إلي حد بعيد، بينما واصلت شركات أخري نهجها الغريب الذي اعتقدنا أنه يستغير مع تغير الظروف في مصر. ففي الأسابيع الماضية، نشرت الصحف خبراً دعائياً لشركة القاهرة للتنمية وصناعة السيارات وجيه أباظه وهي وكيل بيجو في مصر مفاده أن الشركة حصلت في احتفال اقيم بمدينة فالينسيا بأسبانيا علي جائزة من شركة بيجو الفرنسية تخصص سنوياً لأفضل أداء لوكيل بيجو علي مستوي العالم. وواقع الأمر أن الخبر يبدو عجيباً بعض الشئ كما أننا لا نجد تفسيراً له سوي أنه جائزة ترضية للشركة تماماً كجائزة الكوكب الذهبي التي كانت تمنح للشركات في سبعينيات القرن الماضي والتي امتلأت الصحف والمجلات بإعلاناتها كإنجاز غير مسبوق رغم أنها لم تكن في واقع الأمر سوي خدعة دعائية كبري. ربما الغريب هو أن الوكيل في مصر صدق أن تلك الجائزة التي كما ذكرنا تبدو للترضية والتشجيع علي بذل الجهد جائزة فعلية علي إنجازاته وهي إنجازات لا نواها سوي علي صفحات الجرائد ووعود بتحسين مستوي الأداء لم تر النور، بل وعود بتقديم موديلات ذات شعبية في مصر مثل موديل 504 العتيق تبين أنها مجرد محاولات لتسليط الأضواء علي شركة تراجع أداؤها كثيراً عما كانت عليه قبل سنوات. لم يتخذ وكيل بيجو من تلك الجائزة لتقديم شئ ملموس لعملائه مكتفياً بجائزة الترضية بل اعتقد أن حصوله عليها دليل علي أدائه القوي الذي لا يدعمه أي دليل ونتحدي أن يعلن الوكيل عن أرقام مبيعاته خلال العام الماضي وهو العام الذي حصل علي الجائزة عليه لنقارنه بأداء بيجو في دول أخري يتم قيها بيع سيارات الصانع الفرنسي. الأكثر غرابةً في الأمر هو ما تناقله الخبر عن حصول قطاع خدمات ما بعد البيع لدي الوكيل علي جائزة تحدي بيجو لخدمات ما بعد البيع علي مستوي المنطقة خلال عام 2010 ولم يحدد الخبر أي منطقة يقصدها. وبشكل عام لا نشكك في كفاءة كوادر بيجو من مهندسين وفنيين وما لديها من تجهيزات، ولكننا وبكل ثقة نشكك في مستوي خدمات ما بعد البيع لدي الشركة، والمستهلك بطبيعة الأمر لا يعنيه حصول قطاع خدمات ما بعد البيع علي جائزة من عدمه، بل يعنيه في المقام الأول مستوي تلك الخدمات من صيانة وإصلاح وتوفير لقطع الغيار باسعار مناسبة وتحمل الشركة لمسئولياتها التعاقدية أمام العميل بتغيير المكونات المعيبة بأخري سليمة. بل لنقول أن وكيل بيجو الذي حصل علي تلك الخدمة لم يفكر ولو لمرة واحدة في أن يطبق سياسة الإستدعاء لإصلاح عيوب الصناعة علي نفقة الشركة وبالتالي فأمر حصول قطاع خدمات ما بعد البيع عل جائزة مرجعه هو مهارة الكوادر الفنية وليس سياسة خدمات ما بعد البيع لدي الوكيل. وبالطبع انتهزت الشركة الفرصة لتوهم العملاء أنها ستقدم تخفيض كبير علي بعض موديلاتها الراكدة. وإن بحثنا في هذا الأمر لوجدنا أن أسعار سيارات بيجو بعد الخصم زادت عن أسعارها من قبل والأمر كله لتصريف المخزون الراكد لديها بعد أن زادت الثورة وتداعياتها من تعقيد موقف الشركة في السوق المحلي. كلمة أخيرة نقولها وهي أن المستهلك المصري لا ناقة له ولا جمل بما تحصل الشركة عليه من جوائز مشكوك فيها ولا بمهرجانات أسعار وهمية، بل ما يعنيه في المقام الأول هو تقديم سيارة جيدة بسعر مناسب وخدمات جيدة لمرحلة ما بعد البيع، وهي أمور يتعين علي وكيل بيجو أن يهتم بها كثيراً إن أراد أن يعيد للشركة بريقها السابق، أما خدعة الجوائز والعروض الوهمية فباتت قديمة لا يكترث بها أحد.