· إذا كلفت بالكشف علي مبارك فسأقول ما أراه · البعض أراد إلصاق التهم بالسباعي فروج لانتشار الفساد بدأ متواضعاً منذ الساعات الأولي لتوليه منصبه كرئيس مصلحة الطب الشرعي وخلال تلقيه التهاني من أطباء المصلحة وموظفيها واعرابهم له عن أملهم في أن يتحقق العدل في عهده كان يرد «بيكم»، ولكن لأن المصلحة أصبحت سمعتها في الأرض بحسب تعبيره فقد أعطي تعليمات لأطباء المصلحة بأن «يهدوا شوية» وكشف في اتصال تليفوني تلقاه من أحد المهنئين له أن هذه هي تعليمات وزير العدل.. كان من بين المهنئين الطبيب فريد حشيش الذي كشف مؤخراً عن تجاوزات لرئيس المصلحة الاسبق د. السباعي أحمد السباعي وقال له إحسان كميل جورجي رئيس المصلحة الجديد: «هدي شوية من ناحية الإعلام لغاية ما أقابلك يوم الاثنين، انت عملت اللي انت عاوزه» ورد حشيش: «المهم أنك رجعت لمكانك».. وفي أول قراراته التي اتخذها جورجي قراراً شفهياً بألا يتم توقيع تقارير الأطباء بحرفي «أ.د» علي أن يتم توقيعها بحرف «ط» فقط والتي تعني طبيب وليس أستاذ دكتور وقال «أ.د» أوقعتنا في مشاكل كتير وكان رد الموظفين: «ده لازم» أو «اتعودنا علي كده، شوف حضرتك الصيغة اللي تعجبك واحنا ننفذها».. حول ماضي المصلحة وحاضرها ومستقبلها وما أثير مؤخراً ما بين الطبيب فريد حشيش ورئيس المصلحة السابق في وسائل الإعلام وموقف الرئيس الجديد للمصلحة من ذلك كان لنا هذا الحوار مع د. احسان كميل جورجي كبير الأطباء الشرعيين. بداية هل صحيح أن حضرتك ورثت تركة من الفساد أو التجاوزات داخل المؤسسة..؟ - لا.. «بص» لا فيه فساد ولا فيه تجاوزات ولا فيه حاجة، هو فيه مشاكل نتجت من عدم وجود تدريب فني مستمر، ودي هنتلافاها ونشوف لها حلول.. ماشيين فيها يعني، لكنه مش فساد لأن كلمة فساد دي بتزعل الناس عندي. علي أي أساس سيتم اختيار أعضاء هذه اللجنة؟ - الحاصلين علي دكتوراة من العاملين في المصلحة. خلال الاسبوعين الماضيين وما دار فيما بين المحقق فريد حشيش ورئيس المصلحة السابق، ماذا كان موقفك مما يجري؟ - الموضوع أساساً كان خلافات شخصية، قد تكون هناك أخطاء اجرائية، لكن غير متعلقة بالعمل الفني. أود توضيحا لهذه النقطة؟ - مثلاً، قصة مجهول قدمت لحد مش مسئوليته بعد أن قلنا أنها مش تبعه، ده خطأ اجرائي لكن مش خطأ فني، لما يكون طبيب أخطأ وهو بيعمل مسودة بتاعة قضية وبعد كده اكتشف رئيسه وهو بيراجع له شغله أن فيه خطأ وتم تصويب الخطأ وصدر التقرير «مية المية» للنيابة المختصة ويصور الأمر علي أنه دم للشهداء ضاع.. لأ.. آه فيه خطأ اجرائي حصل لكن مش خطأ فني، لأنه لم تستلم النيابة تقريرا خطأ. الأمر كذلك يتعلق بجانب إنساني فيما يخص دماء الشهداء وشعور ذويهم، فلا يمكنهم التفريق ما بين الاجرائي والفني في تسلمه جثة ليست تخصه. - هو يعلم، وهو استلمها وهي مش بتاعته، يعني مضحكناش عليه. تقصد أنه تسلمها وليس متأكداً من أنها تخصه. فهناك فرق بين أن يتسلمها وهو يعلم أنها لا تخصه وبين أنه ليس متأكداً من أنها تخصه؟ - هو يعلم أنها مش بتاعة أخوه، وقلنا له خذها علي أساس أنك مرتبط بظروف جنازة وادفنها، وسنعيد التحليل تاني، إذا كانت بتاعة أخوك، ادي معاك الجثة، إذا كانت مش بتاعة أخوك تبقي عارف أن احنا هنطلبها منك تاني، بس. تقييم حضرتك لموقف فريد حشيش، هل لديك ملاحظات عليه، بصرف النظر عن كونه نزاعاً شخصياً، أو غير شخصي؟ - لا، هو طبعاً أنا لدي تحفظ علي أنه ماينفعش أن موظف يدلي بأقوال فنية، هو ليس خبيرا أو فنيا علشان يدلي بأقوال فنية، هو ده التحفظ الوحيد، لكن هو إذا شاف حاجة كان له ملاحظة عليها أو ملاحظات فيه سكة يجب أن يسلكها، مش كل واحد يلقي غلطة يروح طالع علي الصحافة والإعلام. لكنه قال إن لديه مستندات؟ - أنا لا أشكك في اللي معاه، لكن طريقة العرض، لما تكون قضية ما خلال خط سيرها حدث خطأ ما وتم تداركه ولم تصل للنيابة أي حاجة غلط، والأمر تم تداركه كأن لم يكن فلم يحدث خطأ، احنا داخلياً نعتبر هذا خطأ وخطأ كبير، مبنسكتش عليه، لكن داخلنا، أما أن نطلع للناس ونقول فيه فساد وبتاع، لأ. هل خطأ مثل ذلك تم اتخاذ اجراءات فيه؟ - آه طبعاً، مفيش حاجة بتدارة، النهارده احنا بنحلل الحاجة اللي بتحصل وندور ازاي نتلافي حدوثها وتكرارها. الاجراء الذي اتخذ في واقعة كهذه، كان إيه؟ - نظام العمل عندنا أن أنا كدكتور صغير بأخد القضية باشتغلها، بعدما أخلصها أعرضها علي الزميل الكبير يراجع لي الشغل، إذا اكتشف أن فيه خطأ، نقعد مع بعض نصحح هذه الأخطاء بحيث أن يطلع التقرير في النهاية إلي النيابة سليم، وارد أن يحدث من أي طبيب خطأ نتيجة قلة خبرة أو ضغط في الشغل. النهاردة أنا عندي نقطة مهمة جداً، أنا عندي الطبيب الشرعي بيشتغل ضعف المعدلات العالمية في عدد القضايا. تقصد نتيجة للأحداث الأخيرة أم بصفة عامة؟ - علشان الأحداث وعلشان فيه زملاء حالياً في أجازات بيذكروا لكي يحصلوا علي ماجستير ودكتوراة وكلام زي كده. ما هو تقييمك لفترة إدارة كبير الأطباء السابق للمصلحة؟ - احنا كلنا بنشتغل وكلنا بنحط أولويات.. أي منصب قيادي يبقي جاي بفكر استراتيجي، الفكر ده هل يناسب المرحلة اللي هو فيها ولا لأ؟ بتغيير المراحل تتغير الاستراتيجيات، فالدكتور السباعي كان له فكر استراتيجي معين، أنا لي فكر آخر، وزميلي له فكر ثالث، وأي زميل في هذا المنصب سيؤدي عمله بحسب ما يمليه عليه فكره، لكن قصة أنه فساد ومستشري هي قصة مروجوها حبوا يلصقوها بالدكتور السباعي. فيما يتعلق بالدكتور السباعي كان هناك التقريران الخاصان بخالد سعيد أحدهما تبع الآخر وما أثير حولهما وثبت أنها لم تكن تقارير بالتوصيف الحقيقي للحالة، فما هو تعليق حضرتك؟ - هذه قضية معروضة علي المحاكمة مانقدرش نتكلم فيها. ماذا كان رأي حضرتك وقتها عند صياغة هذه التقارير؟ - ماشفتهاش. إذا كان رفض حضرتك الحديث عنها لأنها قضية منظورة في المحاكم، فهل المصلحة بصدد اعادة صياغة لهذين التقريرين؟ - ده حق لا نملكه. أقصد من باب تقديم المعونة لجهات التحقيق أو للمحكمة؟ - إذا طلب منا.. أنا زي قطر ماشي علي القضبان، إذا طلب مني أوصدر قرار أنا بنفذ علطول، إذا لم يطلب فأنا لا يحق لي الكلام. قلت ان المصلحة أصبحت سمعتها في الأرض، فعلي أي أساس بنيت وجهة نظرك؟ - اللي أنا شايفه وعايشه، أنا مش غريب يعني، الحملة اللي اتعملت في القنوات الفضائية أثرت سلباً علي نفسية الناس عندي، لأنهم عمموا ولم يخصصوا. التقارير الخاصة بالحالة الصحيحة للرئيس مبارك، كيف كانت تتم صياغتها في الفترة الماضية؟ - هو اللي حصل أنه طلع قرار من معالي السيد المستشار النائب العام بتكليف كبير الأطباء الشرعيين بالانتقال للكشف علي الرئيس السابق حسني مبارك، وله أن يستعين بمن يراه. هل كان يقوم بنفسه بتوقيع الكشف علي الرئيس السابق؟ - علي حد علمي هو انتقل إلي شرم الشيخ، لكن بعد كده ترك الكشف لاستشاري أمراض القلب اللي كان في المستشفي. هل كان ذلك لا يستدعي حضوره بنفسه؟ - بص، هو فيه سكتين، علشان كل هذه الأمور اجرائية، أنا وحضرتك طلعنا كتبنا ورقة جينا رحنا مضيين عليها، يبقي أنا وأنت مسئولين مسئولية تضامنية فيما ورد بهذه الورقة بالكامل، لكن افرض أنا طلعت مع استشاري قلب وأنا معنديش فكره عن القلب، اخلي استشاري القلب يكتب رأيه في ورقة مستقلة ويمضي عليها. ما هو مدي تعاون المصلحة في الفترة القادمة مع النيابة خلال التحقيقات مع د. السباعي؟ - أنا ما أعرفش ايه اللي بيحصل، لكن كل ما استند له هو تصريح معالي المستشار الجليل وزير العدل اللي قال فيه إن التحقيقات تمت بالفعل مع المستشار السباعي وأنه لم تتم مناقشة أي أمور فنية، وتم التحقيق في الوزارة من قبل لجنة شكلها وزير العدل واستند التحقيق إلي أن فيه أخطاء اجرائية وأن في نهاية التحقيق طلب د. السباعي من اللجنة الموافقة علي اعفائه من منصبه واستجاب معالي وزير العدل للطلب