كانت رحلة سريعة وخاطفة ضمت العديد من الإعلاميين علي طائرة حديثة لشركة النيل للطيران وهي من الشركات الواعدة فضلت أن تعمل علي أرض «المحروسة» بفضل نباهة من صمموا بأن مصر هي بلد الخير والأمان وترحب باستثمارات العرب الجادين.. لذلك طرأت الفكرة في عقل مستثمر سعودي يعشق «مصر» ضخ باالمليارات من خلال مشروعات سياحية وتنموية وأعني به الدكتور «ناصر الطيار» والذي يترأس أيضا مجلس إدارة شركة النيل للطيران.. الرجل فضل أن تكون أغلب قيادات أعماله الاستثمارية من المصريين والسعوديين وأذكر منهم «فهد الباز» نائب رئيس مجموعة شركات «الطيار» ويسري عبدالوهاب الرئيس التنفيذي لشركة النيل والسيدة منال سعد مسعد المدير الاقليمي لمجموعة الطيار وأحمد فهمي مدير محطة «النيل» بمنطقة القصيم. مجموعة جادة استطاعت تشغيل خط «النيل» للطيران منذ بدايات شهر أبريل الجاري وفي رحلات منتظمة ما بين القاهرةالقصيم وينبع والإسكندرية وأيضا «جدة».. كانت الرحلات لاتزيد علي أربع اسبوعيا ولكن من أول مايو الحالي ستكون الرحلات يومية من الاسكندرية إلي تلك المناطق السعودية وهذا إن دل علي شئ فإنه يدل علي تفهم قيادات الطيران المدني المصري للدور الكبير الذي تلعبه تلك الرحلات من تأصيل وترسيخ العلاقات المصرية السعودية التي حاول البعض اطلاق الغبار عليها فتلاشت سحب الضباب لأن هناك عقول ذوي الألباب عموما كانت الرحلة إلي «القصيم» علي أجنحة شركة «النيل» منطقة صحراوية جميلة تدب فيها الحياة وما أجملها حيث كانت منطقة العشق الخالد لقصة الحب والغرام الشهيرة بين عنتر بن شداد ومحبوبته وابنة عمه «عبلة» التي خلدتها السينما المصرية في الفيلم السينمائي الشهير عنتر وعبلة. وقام بدور «عنتر» الراحل فريد شوقي وعبلة الممثلة «كوكا» زوجة المخرج السينمائي الراحل نيازي مصطفي الذي أخرج هذا الفيلم «ما علينا» الرحلة من القاهرة إلي مطار «القصيم» استغرقت ساعتين وكأنهما «دقيقتين» لكرم الضيافة والترحيب بالوفد الإعلامي المصري.. هبطت الطائرة بسلام وبعد إجراءات الخروج توجهنا إلي أحد الفنادق.. بعدها ذهبنا لنشاهد مزارع الخيل خصوصا أنه مشهور عن منطقة القصيم انها تنتج أجود الانواع من «التمور» السعودية ذات الشهرة العالمية ومن محاسن الاقدار علمنا أن أكبر مزارع النخيل يشرف عليها أستاذ زراعة مصري ومن أبناء محافظة كفر الشيخ ويتولي رعاية أكثر من 250 ألف نخلة وقد تصل الي نصف مليون نخلة! ثم كانت هناك الزيارة بمحافظة «المذنب» التي تضم القري والأماكن التراثية.. قوبلنا بالترحاب وتجولنا في البلدة القديمة في شرق محافظة «المذنب».. موقع أثري جميل وهادئ وأهل بادية من الطيبين ومن مختلف الأعمار.. جلسنا داخل مجلس ضيافة البلدة.. قدموا لنا القهوة وثمرات البلح والتمر الطازج.. دارت المناقشات عن التراث السعودي ومظاهره ومباهجه وتكلمنا عن العادات والتقاليد الموروثة التي يحرص علي استمرارها الشيوخ والشباب علي حد سواء.. في جلستنا لاحظت بأن زوار البلدة القديمة يحرصون علي الجلوس داخل مجلس الضيافة.. مجلس لاتقدم فيه المشروبات مقابل دفع الريالات وحتي لو تناولت أطباق «التمر».. كل ذلك بدون مقابل.. شاهدنا اطلالات الزمن القديم حتي أنه يقام في نهاية كل شهر هجري «مزاد» تراثي لبيع وشراء الأشياء القديمة. طبعا يوجد سوق شهير لبيع «التمور» والمنتجات الصحراوية حتي لو كانت منتجات أشجار «الزيتون» وهذه المنطقة يوجد بها منتزه «المانعيه» داخل مكان يسمي «صعافيق» ويحتوي علي كثبان رملية وباشكال غير متوازية وهي منطقة تحولت إلي ملتقي داخل وخارج منطقة القصيم.. الأماكن السياحية الصحراوية لا حصر لا وكنت لا أتوقع زيارة أماكن جمالها.