لايمكن أن يكون الصوت «العالي والردح الحياني للبعض ممن حصلوا علي الرخص السياحية والذين تمادوا وطالبوا بتغيير القوانين واللوائح المنظمة لعمل ونشاطات الشركات السياحية أن يفرضوا الوصاية علي الهيبة السياحية وكأنهم هم القانونيون أو المشرعون ودون اعتبار أو اكتراث لما يجب أن يكون عليه الوضع السياحي المحترم الجالب للملايين من السائحين الاجانب لازدهار الحصيلة المالية للخزينة المصرية. وعليه لا داعي لمظاهرات الاحتجاج والملاغية.. لأن الحقل السياحي ليس في حاجة إلي الانتهازيين والمخادعين والمضللين. والسياحة ليست هي الحج والعمرة فقط بل هي تتنوع وتتعدد.. والحقل السياحي ليس في حاجة إلي «المعلمين» لأن وزارة السياحة ليست «وكالة البلح» أو شادر كشادر «سوق السمك» وربما يتصور البعض أنها كسوق الغلال أو شونة موجودة في منطقة أثر النبي! والسياحة لم نسمع في يوم من الأيام وعندما كانت الوزارة في السابق «مصلحة» ومنذ أكثر من 40 عاما أن تجمع وتظاهر أصحاب الشركات ووقتها كانوا قلة فلم يهتفوا أو غضبوا أو تطاولوا أو أساءوا ولكن كانوا يتعاملون بالنباهة والشياكة والأمانة والاستقامة وبدون غضب! وهنا العتاب والملامة لكل صاحب حانة أو دكانة يقال إنها شركة سياحية!! ونعلم أن هناك من استطاع الحصول علي تراخيص لشركات سياحية رغم أنه لايعرف نطق «حرف» من حروف أية لغة أجنبية!! ولم يسبق له السفر حتي لواحة «باريس» المصرية ولا حتي باريس الفرنسية ولو لمجرد الزيارة أو الفسحة!! والشئ الغريب أن هناك من تصور أيضا أن «السياحة» كالسيدة التي تجيد تقشير البصل أو تتفنن في طهي «حلة» من البامية أو الملوخية وبعد أن تتذوق طعامها تقول لك بالهنا والشفا!! وعليه فالحقل السياحي ليس في حاجة إلي ألاعيب البهلوانات أو استعراض القوة بالعضلات أو التهديد بتوجيه الركلات وربما يفكر البعض في الرقص والزفة بطرقعة الصاجات تماما كما كانت ترقص من زمان زوبة الكلوباتية أو بمبة كشر! وعليه من منا يقبل الاهانة داخل حقل السياحة المصرية؟ ومن يرفض سياحة جذب الملايين من السائحين وباخلاص وبعيدا عن هتافات أو مظاهرات كل خناس أو محتاس!! ومن يستميت في تشجيع السياحة الطاردة ودون أن يسعي لتوافد الملايين الوافدة! مصر الآن تريد عمل المخلصين والجادين والمحترمين لأن هناك «قانون» حدد الشروط ولوائح تفسيرية ومبسطة ولايمكن أن تتغير بفعل ممارسات الهمبكة!! وللعاقلين أقول أليست هناك قواعد خاصة بممارسة نشاط الحج والعمرة تتعلق بفترات زمنية محددة خاصة بترخيص أي شركة سياحية ومحددة بخمس من السنوات ولابد لأي شركة أن تحقق دخلا كبيرا من الدولارات لاثبات الجدية والفاعلية ولأن الحقل السياحي ليس في حاجة إلي السماسرة والدلالين والوسطاء الذين يجيدون اللعب بالبيضة والحجر!! وعليه فابتزاز المطالب مرفوض وبدعوي أننا الآن في حالة «الثورة».. والثورة لاترضي بالابتزاز ولاتقبل بالهزار والتقليل من شأن أي قانون حاسم وبتار لصالح السياحة المصرية.. والقانون لايمكن أن يتحول في لحظة غضب إلي «كانون» لحرق الفضائل التشريعية أو القانونية أو اللائحية.. «وعيب» أن يحاول البعض التطاول علي منير فخري عبدالنور وزير السياحة الذي يرفض أن يتعامل مع أي أحد «بالأباحة»! و«منير عبدالنور» حفيد بطل من ابطال ثورة 1919 التي قادها سعد باشا زغلول. ولايصح أن يتطاول عليه أي فرفور أو «بهلول» لأنه من أولاد الأصول.. وعلي دخلاء المهنة أن يبتعدوا ويتواروا.. والسياحة هي وجه حضاري لمصر وليست كممارسة العمل علي «حصيرة» ساعة العصاري أو دفع الدخلاء ليهينوا أعمال وممارسات الفضلاء والنبهاء.. السياحة لاتقبل من يشعل داخل كيانها النار لأننا نريد سياحة الرونق والإزدهار!!