· التقارير تشير إلي أن عدد الراغبين في امتلاك سيارات مهجنة قد تضاعف خلال السنوات الأخيرة · من الملامح الشيقة هذا العام تقديم بورش لنسخة مقلدة للونر - بورش التي صممها فيردناند بورش عام 1900 ليس سراً أن صناعة السيارات تضررت كثيراً خلال الأزمة المالية العالمية الأخيرة، وكان لتلك الأزمة ضحايا ولكن لحسن الحظ كان عدد هؤلاء قليلاً. ومع التعافي الذي بدا الاقتصاد العالمي يشهده خلال الفترة الأخيرة، عادت أرقام المبيعات إلي معدلات أقرب إلي فترة ما قبل الأزمة، وانعكس ذلك بكل تأكيد علي معرض جنيف للسيارات الذي بدا مختلفاً إلي حد بعيد في دورته الحادية والثمانين لأسباب عدة منها تغير ملكية كثير من الشركات. فللمرة الأولي نجد سيارات مجموعة كرايسلر في نفس منطقة عرض سيارات فيات، بينما انتقلت سيارات بورش لتعرض في منطقة قريبة من سيارات باقي شركات مجموعة فولكس فاجن. وفي نفس الوقت اكتظ المعرض بعشرات السيارات والنماذج التصورية الجديدة الأمر الذي يعكس انفتاح شهية الشركات العالمية لتحقيق المزيد من الربح وتعويض الخسائر التي تكبدتها علي مدار العامين الماضيين. لأن التقارير تشير إلي أن عدد الراغبين في امتلاك سيارات مهجنة قد تضاعف خلال السنوات الأخيرة، ظهرت الكثير من السيارات التي تنتمي لتلك الفئة، كما ظهرت الكثير من السيارات الجديدة والنماذج التصورية الكهربية التي عرضتها شركات عديدة منها تويوتا وهوندا و سوبارو وحتي رولز رويس وبورش. وربما في السيارات الفارهة يبدو الأمر صعباً بعض الشئ، فأهم العقبات التي تعترض إنتاج مثل هذا النوع من السيارات هو الكم المحدود الذي تبيعه تلك الشركات الأمر الذي يرفع من تكلفة التصنيع. من الملامح الشيقة في دورة هذا العام تقديم بورش لنسخة مقلدة من سيارة لونر - بورش وهي السيارة التي صممها فيردناند بورش في عام 1900 وتعد أول سيارة مهجنة في العالم. وكانت تلك السيارة مجهزة بمحرك يدار بالبنزين لتوفير الطاقة الكهربية لموتورين مثبتين علي العجلات الأمامية. لعدة أسباب، كان صانعو السيارات البريطانيون في قلب الحدث بمعرض جنيف. ففي هذا العام، احتفلت جاجوار بمرور 50 عام علي إطلاق موديل E تايب وهو أشهر سيارات الشركة علي الإطلاق، بل أن تلك السيارة تأتي علي قمة السيارات الكلاسيكية في العالم. ولهذا قامت الشركة بعرض نفس السيارة التي تم عرضها للمرة الأولي في عام 1961. عرضت الشركة خامس نسخة أنتجتها من هذا الموديل بعد أن وجدتها معروضة للبيع في سويسرا عام 1999 بعد أن اعتقد خبراء السيارات لسنوات طويلة أن تلك السيارة اختفت من الوجود. وفي نفس الوقت قامت الشركة بعرض احدث سياراتها XKR-S علاوة علي نموذج B99 الذي وضع خططه مركز بيرتوني الإيطالي للتصميمات والذي جاء في نسختين الأولي للركوب والثانية لأغراض السباقات. أما أستون مارتن البريطانية والتي انفصلت عن مؤسسة فورد الأمريكية في أعقاب الأزمة المالية الأخيرة، فقد أثبتت أن تلك التطورات لم تؤثر عليها بالسلب حيث قدمت موديل فيراج الذي يأتي في مرتبة وسطية بين موديلي DBS وDB9. وفي قاعة العرض الخاصة بأستون مارتن ظهرت نسخة من موديل DB4 جي تي التي وضع تصميمها زاجاتو الإيطالي وأنتج منها 19 نسخة فقط. أما شركة مورجان التي تخصصت في إنتاج سيارات السباق ذات الشكل الكلاسيكي لسنوات طويلة، فقد قدمت في معرض جنيف سيارة جديدة بثلاث عجلات تمثل امتداداً لسيارتها الأسطورية التي ظهرت منذ سنوات طويلة. والسيارة الجديد التي تصنف كدراجة نارية من قبل السلطات البريطانية كانت في الماضي تهدف إلي خفض أعباء الضرائب الباهظة علي السيارات الجديدة علي الراغبين في شراء سيارة جديدة، لكن توقف إنتاج تلك السيارة منذ عقود. وعلي الرغم من ذلك ظلت تلك السيارة ذات العجلات الثلاث هي الأشهر بين السيارات التي أنتجتها الشركة طوال تاريخها. وعندما أعلنت الشركة عن رغبتها في إحياء هذا الموديل، تشكك كثير من المراقبين إلي أن تم عرض النماذج الأولي فعلياً في جنيف، بل وتبين أن الموديل الجديد حظي بإعجاب رواد المعرض والدليل هو طلبات الشراء التي بلغت 350 طلباً في أيام معدودة. تبين منذ معرض باريس في أكتوبر الماضي أن لوتس كانت أكثر شركات السيارات البريطانية طموحاً. ففي ذلك المعرض أعلنت الشركة عن مجموعة من السيارات الجديدة بل أن الشركة خلال الأشهر التالية كشفت عن خططها في عالم سباقات السيارات ومنها رعاية فريق رينو لسباقات الفورميلا-1. وفي معرض جنيف عاد التركيز علي سيارات الشركة الحالية مع حفظ مكان لسيارة لوتس لسباقات الفورميلا. كالعادة، قدمت الشركات الإيطالية أحدث إبداعاتها في علماً بأننا نخصص هذا العدد لأبرز السيارات الإيطالية التي تم تقديمها في جنيف منها سيارات فيراري ولامبورجيني وفيات وألفا روميو حيث قدمت الأخيرة نموذج 4C الذي يتوقع الجميع أن يجد طريقه إلي خطوط الإنتاج قريباً. ربما النتيجة التي يمكن نستخلصها من الدورة الحالية لمعرض جنيف هو أنه أحد أبرز فعاليات السيارات في العالم، وهي حقيقة يثبتها المعرض بمرور الزمن، كما يمكن أن نلمس بوضوح أن صناعة السيارات العالمية بدأت في الوقوف علي قدميها من جديد. فمن حيث الكم والكيف تحسنت المعروضات من قبل الشركات العالمية، بل وبدا في كثير من الأمثلة أنه صار هناك مجالاً لبعض الرفاهية، تماماً كما كان يحدث منذ سنوات قليلة مضت.