لا تعرف هذه العصابة ولاء الا للدولار..حيث هجر هؤلاء العملة المصرية منذ زمن طويل.. ولم يعودوا يقبلون عند أى تعاقد على صفقة فتنة للدولار بديلا..حتى عندما تعاون بعضهم مع التليفزيون الوطنى للدولة فى وقت من الاوقات. تتنقل هذه العصابة بين اشجار الأحزاب والفرق والفصائل، كما تتنقل قرود جائعة شرهة..يدافعون عن هذا تارة.. ثم يهاجمونه تارة أخرى بالمبررات ذاتها.. كشف الحقائق للرأى العام..يفضحون شخصا ثم يشاركونه موائد المساء فى الفنادق والمنتجعات الفارهة..يدعون الانحياز لمصلحة الشعب..بينما يشكلون حائط صد دائمًا عن أى سلطة..فقط من أجل حماية مصالحهم وتحصين مكاسبهم وارباحهم.. إلى حد التطوع بخدمة جناح فى السلطة هنا.. أو جهاز امنى هناك.. أو جماعة بيزنس بين الجانبين.. أو الجمع بين ذلك كله فيما يشبه «طبق الكشرى» المطروح للجميع. لميس الحديدى واحدة من هؤلاء الكهنة الذين يتصدرون – بفعل فاعل- واجهة المشهد الإعلامى فى هذا الوطن المنكوب بنخبة فاسدة.. وهى واحدة من سدنة معبد التضليل المنظم الذى اتخذ من شعارات تنوير الرأى العام والمهنية والجرأة الكاذبة طريقا لقتل كل تلك المعانى والقيم واشاعة فوضى غير خلاقة من سوء الفهم والتخبط والشك فى انتصار العدالة التى نادت بها الثورة وسالت من أجلها دماء الثوار. قبل أيام.. خرجت علينا – كما تعودت الخروج- صاخبة منتفخة مفعمة بوقاحة الاقتحام والمفاجأة لتغرس انيابها فى مجموعة فنانين شباب اجتهدوا فى صنع اغنية بسيطة تتحدث بمشاعر غالبية من هذا الشعب، وتبعث برسالة إلى المشير عبدالفتاح السيسى تقول فى كلمات مباشرة من القلب «عايزينك». لم تكن الاغنية ممولة من رجل اعمال او صاحب قناة فضائية كالتى تعمل بها الست لميس، وتدفع لها بالدولار، إلا أن الاغنية اصابت قلب «الاعلامية الضالة» وضميرها الذى لا يحتمل الانحياز الا للحق لا الاشخاص، فراحت تهاجم صناع الاغنية بضراوة وتتهمهم فى نواياهم وضمائرهم وتدعى أن الاغنية تبدأ عصرا من النفاق وتصنع فرعونا جديدا، فى اشارة إلى السيسى، الذى انبرت لميس نفسها لتقول فيه شعرا وغزلا ومعه شلة من قيادات الجيش، الذين لبست لهم الفستان الاحمر ليلة تحركهم لعزل مرسى والإخوان من الحكم. ليست هذه ملاحظة عابرة، او مجرد «نفسنة» من مذيعة تتمتع بقدر من الصلف، على مطربات يتمتعن بقدر من الجمال، شاركن فى تقديم الاغنية.. فلهذه الهجمة التى فاجأت «جمهور لميس» ابعاد اخرى، ليست عابرة على الاطلاق. قبل ايام، كان رجل أعمال بارز فى مجال ادارة رأس المال الاعلامى فى مصر، فى ضيافة زميله الذى يرأس جامعة المستقبل، بمقر علاجه فى الولاياتالمتحدة، وكان أن استمع رجل الاعمال لصديقه المريض وهو يهاتف مساعدا له فى مصر بشأن تعليق لافتات التعبير عن تأييد ترشيح السيسى للرئاسة، ولم يدر بخلد الرجل المريض أن صديقه يتربص به، وان الدار ليست امانا، حيث طار خبر المكالمة إلى القاهرة ليفاجأ الرجل بهجوم منظم عليه من الست لميس، التى انتقدت نفاق الرجل قبل أن يشرع رجاله فى تعليق اللافتات فعلا، وقبل أن يغادر سرير علاجه فى امريكا. وفى هذا الاسبوع ايضا، انتاب الكثيرون شعورا متناقضا بين الضحك والسخرية والدهشة من خيرى رمضان- احد وجوه فرقة لميس وشركائها – وهو يمتلئ غضبا ورجولة، ويصب غضبه على القمص بولس لانه عبر هو الآخر بمشاعر تلقائية عن «عشقه للسيسى»، معتبرا أن هذا امتداح فى غير محله، وان الرجل قائد عسكرى يكفى الثناء عليه بعقليته وقيادته وحزمه لا وسامته، ونسى انه اول من فاجأ الجميع بوصلة تغزل فى وسامة العقيد احمد على المتحدث العسكرى بعد تعيينه فى عهد مرسى. وبعدها بساعات، خرج ثالثهما بمانشيت على صدر صفحات جريدته اليومية، صادما الجميع بحديث عن ثروة السيسى التى تتجاوز 30 مليون جنيه، دون أى مقدمات، قبل فرم 50 ألف نسخة من الجريدة خوفا من التورط فى المساءلة القانونية، واتهامه بترويج شائعة كاذبة، فى الوقت الذى سخر صفحات جريدته على مدار عدة اشهر للتغزل فى شرف ونزاهة قادة القوات المسلحة، وبعدهم عن الفساد والاثراء والتربح من وظائفهم بعد المشرق عن المغرب، وعلى الأخص عبدالفتاح السيسى، الذى وصفناه بحق- دونا عن بعض القادة الآخرين- بأنه واحد من ابناء الطبقة البسيطة المتوسطة، الذى صار نموذج كفاح، لمن يصعد من قلب حارة فقيرة، ويعتلى اعلى واخطر منصب فى الدولة بعد الرئيس.. ولولا زهده وقناعته وايثاره للشعب على نفسه، لكان هو الرئيس بجرة قلم فى بيان الثالث من يوليو، ليلة الاطاحة بمرسى والذين معه. شىء ما يدور فى الاروقة القذرة لعصابة الاعلام، وراء هذه التحركات غير البريئة إطلاقا..التى لا تستهدف شخص السيسى بالطبع، بقدر ماتعكس اهدافا ابعد، فى اطار «الابتزاز السياسى» الذى احترفته هذه الفرقة، خاصة أن ممولا ظاهرا يقف وراء هؤلاء جميعا ويدفع لهم رواتبهم الدولارية، فوق الترابيزة، وما خفى من تحتها. وهنا تكمن الدوافع الحقيقية المحركة للست لميس وعصابتها، والقاء قناع المتحدثين الاكثر شراسة باسم السيسى والجيش، وارتداء قناع الفضيلة الزائفة، والدفاع عن قيم الديمقراطية، التى كفروا بها علنا فى عهد مرسى وصاروا من اشد خصومها، وتبنى دور جديد ومفاجئ يتحدى «صناعة فرعون»، ويتهم مؤيدى الجيش بالنفاق، بل ويمعن – ويا لسخرية القدر- فى التغزل بشخصيات طالما هاجموها بضراوة من امثال حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح الذى وصفته لميس ذات يوم بانه يخفى وجها اخوانيا ارهابيا وراء قناع الوسطية الزائفة. ولم يكن بعيدا عن هذه الحملة، زوج لميس «عمرو اديب» الذى تنبه فجأة بعد مئات القتلى منذ 30 يونيو فى الحرب على الارهاب، إلى أن 40 شخصا من الإخوان قتلوا فى أحداث الجمعة قبل الماضية فى المطرية وعدد من مناطق المواجهات بين الإخوان من جهة والاهالى والأمن من جهة أخرى، مستفزا الشعب الذى تسقط ابناؤه يوميا ضحايا على يد هذه الجماعة الارهابية، باسم مخاطبة الضمير متسائلا: «فين ضميركم؟».! وراء هذا كله، تحرك هادئ بسيط، بدأته اجهزة الدولة بتعليمات مباشرة من المشير السيسى لتجهيز مصر لحكم رشيد متزن، بتفكيك كل شبكات الفساد التى صنعها نظام مبارك طوال ثلاثين عاما، وبدء فتح ملفات عدة اسماء لرجال اعمال يشكلون اكثر من مراكز بيزنس ونفوذ، يشكلون مراكز قوى جديدة، تحاول توجبه دفة الدولة لحسابها الخاص، واخضاع القيادة الجديدة لطموحاتها فى اقتسام كعكة الوطن، ومواصلة عمليات النهب المنظمة لاقتصاد مصر، بل والمشاركة فى حكمها وصناعة القرار السياسى ايضا، مكافأة على دور مزعوم فى التخلص من الإخوان. ولم تكن مصادفة أن تطول هذه التحركات أول ما تطول اسم رجل اعمال بارز فى شلة الحزب الوطنى المنحل واحد الشركاء الأساسيين لرجل أعمال آخر، تصادف انه ممول «عصابة لميس» وغطاء المال السياسى الفاسد الذى تركته عائلة مبارك لاثارة الفوضى بعد خلع مبارك، وتمويل حرق أى نظام سياسى مؤهل لدفع البلاد لاستقرار حقيقى بعد سنوات فساد مبارك. التحركات بدأت بفتح ملف ثروة هذا الرجل واراضى الدولة التى وضع يده عليها، وتتبع مسارات الكسب غير المشروع التى تورط فيها ضمن شبكة واسعة من الاسماء المعروفة فى زمن مبارك، تمهيدا لكشف واحدة من اكبر العصابات فى تاريخ سرقة مصر. ولم يكن هذا ليرضى شركاء الرجل، الذين سارعوا لاثارة الغبار فى لحظات حاسمة وخطيرة من تاريخ مصر، قبيل نهاية مرحلة انتقالية تشهد حربا فعلية على ارهاب منظم يحرق الاخضر واليابس، والدفع بصبيانهم فى الاعلام لبلبلة الرأى العام، بالتلويح تارة ب «صناعة الفرعون» وتارة بالثروات المخبوءة، التى لا تستند إلى وثيقة او مستند او مصدر موثوق. ولا مجال هنا للمزايدة علينا، فقد كنا أول من كشف بالمستندات والارقام ثروات بعض قادة العكسر من طنطاوى إلى عنان وابو النصر وحجازى وغيرهم..وكنا ايضا اول من كشف بالتفصيل املاك السيسى وعائلته كلها من الجمالية إلى مدينة نصر،الا أن كل هذه الاملاك لا تسمح للرجل بان يقال انه مليونير تزيد ثروته على 30 مليون جنيه. فما نشرته العصابة عن ميراث السيسى فى «الربع» بحى الجمالية، وقالت انه يقدر بهذا المبلغ، لا يزيد على محلين وورشة لا تصل حصة عبدالفتاح السيسى فيها بعد التقسيم على اخوته الاشقاء وغير الاشقاء واولاد عمه صنيبر صاحب الورشة وشريك والد السيسى إلى ربع مليون جنيه..! حيث أن «الربع» يشارك فى ثلاث عائلات.. عائلة مصطفى عزام وعائلة محمود موسى وهم تجار سجاد.. وعائلة الحاج حسن السيسى وأخوه صنيبر. نصيب عائلة السيسى «محلين وورشة للصدف»، عندما توفى والد المشير توزع هذا الميراث على 15 شقيق وشقيقه لعبدالفتاح السيسى. فقد ولد عبدالفتاح السيسى لاب يدعى سعدى حسين خليل السيسى وشهرته حسن السيسى وكان يعمل فى حى خان الخليلى بتجارة الصدف والارابيسك، كعادة بسطاء التجار، فى منطقة الجمالية، وكان الرجل من عائلة تحب انجاب الابناء، فكان له ست اشقاء هم شعبان وحمامة وعبدالله وصنيبر وخليل ومرزوق الذى توفى قبل عشرة ايام واقيم له عزاء فى مسجد آل رشدان، بمدينة نصر، فى صمت، ودون ضجة او حفاوة خاصة، مجاملة لوزير الدفاع.. وكانت الام سعاد هى الزوجة الاولى لحسن السيسى، وكانت تعيش مع الاب والابناء الصغار فى مقتبل حياة الاب المهنية فى المنزل رقم 7 عطفة البرقوقى بحى الخرنفش بالجمالية،حيث انجبا كلا من احمد وعبد الفتاح ورضا وفريدة وحسين واسماء ومنى وزينب وجيهان ومحمد وبوسى، قبل أن يتعرف الاب حسن السيسى على سيدة اخرى اكثر جمالا، وكان محبا للترف والحياة المريحة، وانجاب الانباء، فتزوج الزيجة الثانية من حسنية، واشترى لها بيتا فى شارع ام الغلام المواجه للمشهد الحسينى فى نفس الحى، والتى انجبت له ايمان وسحر وعبدالله وعلاء. وبذلك صار لوزير الدفاع عبدالفتاخ السيسى خمسة عشرة أخًا من الاشقاء وغير الاشقاء من زوجة الاب. وتفرعت شجرة العائلة، حيث انجب العم حمامة توحة الذى يقيم حاليا فى شقة الفريق عبدالفتاح السيسى بشارع معز الدولة بمدينة نصر، ولها قصة، حيث أن الاب حسن السيسى وبعد أن تيسر له الحال، اشترى ارضا خلف محكمة مصر الجديدة للزوجة الثانية وبنى لها عمارة كبيرة رقم 3 شارع على فهمى كامل، لتسكن فيها وابناؤها، مما اثار غيرة والدة السيسى، فما كان من الاب العادل، الا أن اشترى عمارة اخرى فى شارع معز الدولة بجوار مدرسة ابن النفيس، بمشاركة من شقيقه شعبان بحصة الربع، كان لكل واحد فيها من ابنائه من زوجته الأولى شقة بمن فيهم عبدالفتاح. وما كشفناه عن ثروة العائلة، أن الاخ الاخير وهو عبدالله، هو الاخ المظلوم فى العائلة، حيث تزوج ابنة الحاج ماهر عزام صاحب مول خان عزام فى خان الخليلى، لكنه طلقها فيما بعد، وننشر صور زفافه هنا، لكن تعسف بعض اخوته وخاصة اخوه الاكبر احمد معه، وحرمانه من ميراث والدهم، جعله يشعر بمرارة تجاه العائلة خاصة انه كلما ذهب ليطالب بحقه من اخيه الاكبر يقول له كلمة واحدة معتادة «روح للفريق».! وكان احمد الاخ الاكبر يسكن إلى وقت قريب إلى جوار شقيقه عبدالفتاح فى عمارة مدينة نصر، قبل أن ينتقل إلى فيللا التجمع الخامس، بينما تسكن فى العمارة حتى الآن شقيقته زينب وزوجها مجدى شعبان ابن عمها. ان الغبار الذى يثيره هؤلاء اولى به أن يصيب عيونهم، حيث اتخمت كروشهم من اموال وثروات لا حد لها، دون أن يعرف الرأى العام مصدرها على الاطلاق، ولم تصب الرجاة احدهم بان يعلن عن ثروات رجال اعمال الاعلام الجدد وصناع الفتنة، الذين يعملون ويقبضون ويتحركون باشارة منهم، امثال الملياردير صلاح دياب، كما لا يجرؤ صاحب «كذبة فبراير» عن ثروة السيسى أن ينشر فى صحيفته ثروة رجل الاعمال الذى يمولها ويدفع له مئات الالوف شهريا.. فيما يهاجمون رجال اعمال آخرين يعملون فى صمت فقط لانهم لا يملكون ولا يحبون الاستعانة بفرق الردح الاعلامى، ضمن حملة الازاحة المصطنعة، التى يشنها هؤلاء ظنا منهم انهم قادرون على لى ذراع القيادة الجديدة للبلاد، واحتلال نفس المكانة التى كانوا يشغلونها إلى جوار جمال مبارك واحمد عز وفاسدين كبار فى عهد المخلوع. فقد خرجت الست لميس لتهدد وتنذر وتتوعد واحدًا من هؤلاء الشرفاء، ممن تطوعوا للعمل على تنمية الصعيد بامواله، دون أن يطلب جزاء ولا شكورا، قائلة «مش عاوزين فلوسك» ولم تخبرنا لميس التى تكلمت باسم شعب لم يفوضها اصلا للكلام باسمه، ومن أى طريق آخر ستعوضنا اذا لم يتحرك هذا الرجل وامثاله من الشرفاء لتحريك الماء الراكد فى اقتصاد البلد وخاصة فى العشوائيات التى لا تعرفها لميس ولا ممولها الذى اوهم مصر كلها بصندوق تبرعات بعد ثورة يونيو لم يدفع فيه جنيها واحدا حتى اليوم. لقد أثار الاستنكار والتساؤلات مخاطبة لميس ذات مرة لمحافظ البنك المركزى الدكتور هشام رامز على الهواء مباشرة بمناداته باسمه مجردا، وترديده اكثر من مرة «يا هشام».. فيما لم يعرف المندهشون أن الست لميس كانت قد باعت لتوها ل رامز فيللا بثمانية ملايين جنيه، فى مدينة الشيخ زايد وتحديدا فى إحدى منتجعات حسين صبور، لم يسألها احد من اين اتت باموالها ضمن ما تمتلك وزوجها من ثروات طائلة، تستحق المساءلة الآن وفورا. كما أشترى عمرو أديب مؤخرا شقة بعدة ملايين فى شارع جزيرة العرب بالمهندسين فى عمارة يمتلكها رجل الأعمال الليبى حسين سفراكس. ولا يجب أن تدخل مصر عصرا جديدا من التطهر، بعد نظامين فاسدين بنفس الوجوه ونفس دعاة الفتنة والاكاذيب، إلى حد تكريمهم، كما حدث مع الست لميس، التى فاجأ المستشار عادل عبدالحميد وزير العدل، الجميع بتكريمها، فى فعاليات اليوم العالمى لمكافحة الفساد، بحضور الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء وعدد من رؤساء الهيئات القضائية والأجهزة الرقابية، والسفراء وممثلى الجهات الدولية من «أنيتا نيرودى» الممثل المقيم للأمم المتحدةبالقاهرة، و«مسعود كريمبور» الممثل المقيم لمكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، باعتبار أن لميس أفضل إعلامية فى محاربة الفساد. ونسى هذا الوزير وهذه الحكومة التى تحتاج من يوقظها تاريخ الست لميس عبدالحميد الحديدى، التى كان ظهورها إعلاميا فى بداية عام 2005، حيث تم اختيارها ضمن الفريق الإعلامى الذى أشرف على الحملة الانتخابية لبرنامج مبارك الانتخابى، ولعبت دورًا كبيرًا فى هذه الحملة حتى نجح مبارك وأعيد اختياره رئيسًا لفترة ولاية جديدة، ولم ينسَ لها النظام وقفتها بجواره وإخلاصها وتفانيها من أجله، فصدرت تعليمات لأنس الفقى وزير الإعلام بمكافأتها، فقدمت عدة برامج على شاشة التليفزيون المصرى، مثل (من قلب مصر ) و(فيش وتشبيه) و(اتكلم)، والبرنامج الأخير كان سببا فى شهرتها وانتشارها عندما استضافت جمال مبارك فى إحدى حلقات البرنامج، وكان جمال لا يظهر مع أى إعلامى إلا نادرًا وظهوره معها كان مساندة لها وبلورة النظام لرضاه عنها وعن أدائها المميز فى خدمته، وحاولت لميس فى هذه الحلقة التأكيد على ولائها، فراحت تصف جمال مبارك بأنه عقلية إصلاحية فذة، ولديه خطط مستقبلية مميزة وأنه الشاب الواعد والقادر على قيادة سفينة البلاد فى الفترة القادمة، ولكنه لا يرغب فى ذلك فى تمهيد منها لسيناريو التوريث والذى بلغت ميزانيته ما يقرب من مليار جنيه لتمريره إعلاميًا وترويجه من خلال إعلاميين يتمتعون بشعبية وجماهيرية، وكانت لميس من بين هؤلاء الإعلاميين، كما كانت تستضيف قيادات ورموز النظام السابق، مما جعلها تتحدث بثقة حتى أن البعض كان يخشاها بسبب قربها من دوائر الحكم فى الدولة، وخاصة بعد التقاط صورة لها وهى تجلس بين يدى جمال راكعة على احدى ركبتيها، ولا ننسى سفرياتها المتكررة والكثيرة برفقة محمود محيى الدين وزير قطاع الأعمال إلى الخارج، وظلت لميس تمجد فى النظام السابق، وكانت من أهم الأبواق الداعية لاستمراره وبقائه حتى فى عز الثورة، حيث قالت فى أحد برامجها على شاشة التليفزيون المصرى: (لو مبارك تنحى يبقى خسرنا المعركة سيبوه يعيش بينا.. الراجل عاوز يموت فى بلده افتكروا له حاجة حلوة تخليه يخرج من السلطة بسلام.. دا لو أبويا ها شيله فوق راسى حتى لو اللى حواليه غلطوا). وظلت على رأيها حتى تنحى مبارك بأيام قليلة وظهرت فى برنامج «واحد من الناس» مع عمرو الليثى، وقالت مجددا (ادولوا فرصة يخرج بسلام وأمان.. هذا الرجل عمل من أجل مصر الكثير والكثير وأفنى حياته من أجلها)، وسرعان ما تنحى مبارك فتحولت لميس، وكان زوجها قد سبقها فى هذا التحول، وعددت أخطاء النظام السابق واستنزافه لموارد البلاد على مدار فترة حكمه، وأن عصره عصر فساد وأعلنت تأييدها الكامل للثورة والثوار. نشر بعدد 687 بتاريخ 10/2/2014