· إسلام أول المناضلين حرقاً بعدما عجز عن إقناع ضابط شرطة بإعطائه التوك توك الخاص به وعندما هدد بإشعال النيران في نفسه سخر منه «سعادة البيه» ثم قال له: «خد ولاعة ووريني هتولع إزاي» سجلت مدينة الإسكندرية سبقاً تاريخياً فريداً من نوعه كونها المحافظة التي خرج منها أول مواطن ليعلن عن احتجاجه ضد الظلم والفقر والاستبداد بإشعال النار في نفسه.. كان ذلك المشهد الأول من نوعه الذي شهدته العاصمه الثانية لمصر عام 2008 حينما دافع شاب سكندري بسيط عن حقه في العمل وكسب الرزق ورجا أحد ضباط المرور لأن يترك له التوك توك الذي يعمل عليه والذي كان يسدد أقساطه إلا أن الضابط أصر علي مصادرة التوك توك. وكانت أحداث المشهد المأساوي متلاحقة في شارع 45 بمنطقة العصافرة - أكثر الشوارع الإسكندرية زحاماً وشعبية - حيث ركع السائق ويدعي إسلام علي قنديل ويبلغ من العمر 25 عاماً، علي قدميه ليقبل يد الضابط الذي كان تقريباً في نفس عمره.. الفرق أنه أكمل تعليمه بينما السائق الفقير لم يملك أهله رفاهية إدخاله المدارس، وحينما أصر الضابط علي الرفض ومصادرة السيارة.. أخرج إسلام"جركن" بنزين من التوك توك مهدداً:سأحرق نفسي لو أخذت "التوك توك".. لكن الضابط سخر منه وقال له: "خذ ولاعة وريني هتولع إزاي".. إسلام سكب البنزين علي جسده وخطف الولاعه من يد الضابط وفعلها ليشتعل في الشارع ويتحول إلي كتل من الرماد"، وبعد لحظات خرجت مظاهرات غاضبة في شوارع الإسكندرية وطاردت حشود من البسطاء الضابط ذا القلب الغليظ حتي اختفي تماماً.. وحضرت سيارات الأمن المركزي لتتصدي لغضب الجماهير وبعدها هدأت الأمور من جديد، لكن بقي «إسلام» رمزاً لنوع جديد من الاحتجاج والنضال.. بالحرق وإشعال النار في نفسه ليكون أول من استخدم هذه الطريقة في العالم.. وما فعله"إسلام" كان هو نفسه ما فعله "بوعزيزي" الشاب التونسي الذي أشعل النار في جسده احتجاجاً علي مصادرة عربة كان يبيع عليها الخضراوات بعد فشله في الإلتحاق بأي عمل رغم أنه حاصل علي مؤهل جامعي.. فلم توفر له الحكومة فرصة عمل ولم تتركه يوفرها لنفسه. وفي مدينة الإسكندرية أيضاً وقعت أربع حالات انتحار في أعقاب أحداث تونس هذا الأسبوع، حيث لقي شابان مصرعهما انتحارا بسبب تعطلهما عن العمل. بينما اشعلت سيدة النار في نفسها وزوجها لسوء احوال المعيشة وقلة الرزق. وكان شاب يعمل باليومية في حمل الطوب والرمل إلي المنازل مقابل عشرة أو عشرين جنيها قد قرر التخلص من حياته بعدما يئس من إيجاد فرصة عمل مستقةه توفر له دخلاً يستقيم وأعوامه الخمسة والعشرون حيث كان يريد أن يتزوج ويكون أسرة كأي إنسان.. فلما وجد الأبواب موصدة أمامه أشعل النيران في نفسه بمنطقة خورشيد. الشاب يدعي "أحمد هاشم محمد" ويبلغ من العمر 25 عاماً.. وعلمت "صوت الأمة" من مصادر طبية بالمستشفي الذي نقل إليه- مستشفي رأس التين العام- أن سبب إقدامه علي الانتحار هو معايرة عدد من أقاربه له بأنه عاطل! أما الشاب "خضير فؤاد خلف" 31 سنة؛فقد كان يعمل بجزارة ويتقاضي أجراً زهيداً وكان أمله أن يسافر للعمل بالخارج لكن محاولاته باءت بالفشل فقرر التخلص من حياته فصعد أعلي سطح عقار سكنه بمنطقة"طوسون" وثبت حبلاً بسقف حجرة بالسطح وشنق نفسه.. وكان قبلها بلحظات قد ابتلع كميات كبيرة من أقراص تسببت في إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية ليضمن تماماً أنه سوف يموت! كما أشعلت ربة منزل تدعي "ياسمين محمد" 21 سنة النار في نفسها وزوجها- الذي حاول إطفاء النار فاشتعل معها-واسمه"مصطفي خلف" 25 سنة-بسبب خلافات زوجية مرجعها ضيق الرزق وصعوبة العيش.. وتم نقلهما في حالة سيئة للمستشفي الجامعي بين الحياة والموت.