هيبته لا يستطيع ان ينكرها أشد كارهيه ، ومكره لا يستطيع أن يأمنه أقرب محبيه ، حقيقة حبه للوطن من عدمها ، أمر لا يستطيع أى مجتهد يبحث عن الحقيقة بالتقصى والتتبع أن يقدره الان ، الأمر الذى نستطيع أن نؤكده ونجزم به أن حياة اللواء " عمر سليمان " نائب الرئيس المخلوع " حسني مبارك " ، ورئيس جهاز المخابرات العامة من قبلها وما كان تحت يديه من ملفات ستظل مادة خصبة للبحث والتحليل لعشرات سنين قادمة ، وفي هذا السياق تنشر " صوت الامة " خلال السطور القادمة ، حلقة جديدة من حلقات حياة اللواء " عمر سليمان " ، وثقها كتاب للمؤرخ العسكرى الأمريكى " أوين آل سيرس " يحمل عنوان تاريخ المخابرات المصرية ، كشف فيه عن توقع " سليمان " لسيناريوهات هجوم 11 سبتمبر على أمريكا قبل وقوعها ب3 سنوات ، و إحباطه محاولة معمر القذافى لقلب نظام حكم " جعفر النميرى " فى السودان ، وإحباط محاولة اغتيال أهم 8 رؤساء فى العالم بقمة دول الثمانى بإيطاليا ، وتحدديه لأمريكا مكان أيمن الظواهرى فى اليمن . يقول المؤرخ الأمريكي : " كانت نهاية الموجة الإرهابية التى أطلقتها الجماعة الإسلامية فى التسعينيات، هى بداية عهد جديد فى مجتمع الأمن القومى المصرى ، حيث صارت مصر تواجه أخطارا جديدة تأتى من كوادر الجهاد الإسلامى التى لجأت للاختباء فى دول مثل باكستانوأفغانستانوألبانيا وغيرها من الدول ، هنا أدركت مصر أن حربها ضد الإرهاب لابد أن تنتقل إلى خارج حدودها ، وكان جهاز المخابرات العامة، هو المحارب الرئيسى الذى حمل أعباء هذه المعركة ، وعلى مدى سنوات التسعينيات، أدركت المخابرات العامة ، أن كوادر جماعة الجهاد، والجماعة الإسلامية، كانت تلجأ إلى عدد من الدول العربية مثل السودان واليمن، فبالنسبة لحالة اليمن، كانت العلاقة الوثيقة بين الأصوليين والمخابرات اليمنية تثير أعصاب المخابرات المصرية دائما، فالواقع أن الحكومة اليمنية عندها تاريخ من استخدام العرب الأفغان لمحاربة الانفصاليين فى الجنوب عام 1994، وظل ضباط المخابرات اليمنية على علاقات وطيدة بكل من تنظيم الجهاد وتنظيم القاعدة ، وعلى الرغم من هذه التحفظات، فقد وقعت مصر إتفاقية شراكة مع أجهزة المخابرات اليمنية عام 1995 ، وحينه كانت قد أدركت المخابرات العامة المصرية، أن القضاء على " الجنات الآمنة " أى الدول التى يعتبرها الإرهابيون ملاذا آمنا لممارسة نشاطاتهم كان أمرا حيويا للقضاء على التهديد الإرهابى ، وكان هذا واضحاً جدا فى حالات السودان، واليمن، والعديد من دول الخليج التى وجد فيها الإرهابيون الملجأ الآمن، والتمويل المادى، ومن أجل وقف ذلك توصل المصريون إلى عقد اتفاقيات أمنية مشتركة مع عدة دول عربية، اشتملت على بنود مثل تبادل المعلومات وتسليم المشتبه فيهم ، وكانت هناك بعض المنافع لمثل هذه الإتفاقيات ، فبين عامى 1994 و1995 تسلمت مصر ما يقرب من 68 مشتبها فيهم من ثلاث دول عربية، وكذلك أسفر الضغط المصرى والأمريكى عن إقناع الحكومة السعودية أخيرا بإسقاط الجنسية السعودية عن أسامة بن لادن. ويضيف الكاتب : " لم تكن الدول العربية وحدها هى " الجنات الآمنة " بالنسبة للإسلاميين ، فعلى مدى التسعينيات اتصلت المخابرات المصرية بأجهزة المخابرات فى الدول الأوروبية تطلب منهم تسليم، أو اعتقال، أو على الأقل مراقبة الأصوليين الإسلاميين المقيمين على أراضيهم، ولم يستجب الأوروبيون للمصريين إلا نادرا ، فمثلاً رفضت بريطانيا تسليم " ياسر السرى " ، عضو جماعة الجهاد والمتهم فى عدة محاولات اغتيال، إلى القاهرة، وكذلك استمرت فى تجاهل تحذيرات القاهرة من تنظيم القاعدة، مما أصاب القاهرة بالغضب ، ولم تكن بريطانيا هى الوحيدة التى تلقت طلبات من القاهرة بالتعاون فى مجال المخابرات، ففرنسا أيضا ساعدت القاهرة على تعقب عدد من الأصوليين المطلوبين لديها فى التسعينيات ، وتقول المصادر إن بعض الخبراء الفرنسيين فى الشئون التقنية ساعدوا فى عملية إعادة تنظيم المخابرات فى بداية التسعينيات، وعلى الرغم من تضارب الروايات حول عملية إعتقال الإرهابى العالمى المعروف باسم " كارلوس " فى الخرطوم عام 1994، إلا أن هناك رواية واحدة على الأقل تؤكد أن المخابرات المصرية ساعدت الفرنسيين على تحديد موقع كارلوس واعتقاله بعد تخديره فى إحدى العمليات الجراحية " ويشير" سيرس " الى ما واجهته القاهرة من عدة مشكلات فى استعادة الإرهابيين من بريطانيا وغيرها من الدول، وهو ما أدى إلى نشر شائعات فى منتصف التسعينيات، تؤكد وجود " فرق موت " من الأمن القومى المصرى، يتم إرسالها إلى الخارج لتعقب وتصفية الإرهابيين المصريين، ويبدو أن هذه الشائعات قد أثارت مخاوف عدد من هؤلاء الإرهابيين فقرروا الرد بطريقتهم، وكانت النتيجة أن تم اغتيال دبلوماسى مصرى فى جنيف بسويسرا فى نوفمبر 1995، قيل إنه كان ضابط مخابرات تخفيًا، مهمته مراقبة اللاجئين السياسيين فى أوروبا. . تحذير أمريكا من سيناريوهات هجمات سبتمبر قبلها بثلاثة أعوام..وتجاهل الامريكان لها يتعرض " سيريس " في كتابه للتحذيرات المصرية لأمريكا التى سبقت تفجيرات سبتمبر ، مستشهداَ بما أكده الرئيس مبارك ببعد التفجيرات عن تقديمه لتحذيرات قوية للمخابرات المركزية الأمريكية قبل هجمات سبتمبر ، ووفقا لما نقله الكاتب عن مبارك ، فإن عملاء المخابرات المصرية الذين اخترقوا تنظيم القاعدة.. قدموا فى الفترة من مارس إلى مايو 2001، تقارير تشير إلى أن القاعدة تخطط لهجوم كبير ضد الولايات المتحدة ، كما أشار مبارك إلى أن المخابرات العامة لم تكن تعرف الأهداف المحددة، ولا الحجم المحتمل للهجوم، لكنه أصر على أن المخابرات المصرية حذرت واشنطن من أن هناك تدبيرا لعملية كبرى ضدها، وبالنسبة لإدارة بوش، كانت تصريحات مبارك تمثل حرجا بالغا لها لابد من انهائه سريعا، لذلك أعلن البيت الأبيض أن واشنطن لم تتلق أى تحذيرات محددة بشأن هجمات سبتمبر ، وقال مسئول سابق فى المخابرات المركزية الأمريكية، إنه فى الوقت الذى قدمت فيه مصر معلومات حول هجمات محتملة ضد المصالح المصرية أو الأمريكية، فإنها لم تذكر شيئا حول أية هجمات داخل أراضى الولايات المتحدة الأمريكية . ويؤكد الكاتب انه على الرغم من أن تقارير المخابرات التى نقلت لواشنطن قبل هجمات سبتمبر لازالت تقارير سرية، إلا أن هناك بعض المصادر التى تشير إلى أن هناك معلومات مخابراتية واضحة قد تم مشاركتها بين الجانبين ، وان أحد تقارير المخابرات التى كشفت عنها لجنة التحقيقات بعد أحداث سبتمبر كان تقريرا مرفوعا للرئيس الامريكى بتاريخ 4 ديسمبر 1998، كان هذا التقرير يستند على مصدر على علاقة بمناقشات الجماعة الإسلامية ، أشار ذلك المصدر إلى وجود خطة لتنظيم القاعدة لاختطاف طائرة بهدف الضغط لإطلاق سراح رمزى يوسف، وغيره من الإرهابيين المحتجزين فى السجون الأمريكية، وحذر التقرير المرفوع إلى الرئيس الأمريكى من أن القاعدة كانت تبحث إمكانية السيطرة على طائرة مصرية أو أمريكية لتحقيق أهدافها، وعلى الرغم من أنه لا يمكن استخلاص نتيجة تقريرية مما حدث، إلا أن الحديث عن هجمات لها علاقة بالجماعة الإسلامية، والكلام عن تخطيط هجمات ضد مصالح وأهداف مصرية، كلها أمور تشير إلى أن المخابرات المصرية كانت حتما أساس بعض المعلومات الواردة فى هذا التقرير. . المخابرات المصرية تحبط محاولة لاغتيال أهم 8 رؤساء فى العالم فى قمة دول الثمانى ذكر " سيرس " في كتابه شهادة لمدير المخابرات المركزية الأمريكية السابق " جورج تينيت " امام لجنة التحقيق فى أحداث 11 سبتمبر، قال فيها إن أجهزة الإنذار كلها وصلت إلى حدودها القصوى فى صيف 2001، وكانت بعض أبرز هذه التحذيرات آتية من المخابرات العامة المصرية، فى يونيه عام 2001 ، حذرت المخابرات العامة المصرية من أن القاعدة تنوى مهاجمة أهم 8 رؤساء فى العالم، بمن فيهم الرئيس بوش، خلال اجتماع قمة دول الثمانى فى جنوه، بإيطاليا ، كان رؤساء هذه الدول، هم رؤساء أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا وإيطاليا واليابان وكندا . . تحديد مكان أيمن الظواهرى فى مستشفى بصنعاء وفشل أمريكا فى اعتقاله يقول " سيرس " : " فى صيف 2001، قدمت المخابرات المصرية معلومات للمخابرات المركزية الأمريكية عن مكان وجود أيمن الظواهرى، الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة ، والساعد الأيمن لأسامة بن لادن ، تفيد بتواجد أيمن الظواهرى، فى مستشفى بصنعاء فى اليمن ، وعلى اساسه وضعت المخابرات المركزية الأمريكية رقابة لصيقة على الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة ، لكن ولسوء حظها، تلقى أيمن الظواهرى تحذيرا من رجاله، أو من رجال المخابرات اليمنية، كشفت فيها مراقبة رجال المخابرات المركزية له ، فاستطاع أن يفر من هذه الرقابة إلى أفغانستان، بشكل ما، حيث لحق بزعيمه أسامة بن لادن هناك ". كان هذا التعاون بين المخابرات المصرية والمخابرات المركزية الأمريكية سبباً في انتقال مستوى التعاون إلى مستوى جديد بعد أحداث 11 سبتمبر، وهو ما عبر عنه أحد المسئولين الأمريكان فى زيارة له إلى القاهرة عام 2002، عندما قال: " لا يمكننا أن نطلب مزيدا من الدعم من الحكومة المصرية، لقد ساندونا بكل شكل ممكن، وشاركنا معهم كل ما نملك فى مجال المعلومات ، والأرجح أنه بعد هجمات سبتمبر اتصل ضباط المخابرات المركزية ورجال المباحث الفيدرالية الأمريكية بنظرائهم المصريين لمعرفة معلومات حول مختطفى الطائرتين.. فمثلا فى 13 سبتمبر 2001 تلقى الملحق القانونى للمباحث الفيدرالية فى القاهرة معلومات من مصادر لجهاز أمن الدولة حول العقل المدبر لهجمات سبتمبر محمد عطا. وتم إرسال هذه المعللومات إلى المقر الرئيسى للمباحث الفيدرالية الأمريكية حيث أنضمت إلى ملفات عن منفذى هجمات سبتمبر، وفى المقابل، حصلت المخابرات المصرية على حق الوصول إلى المعتقلين العرب الذين يقعون فى قبضة الولايات المتحدة فى افغانستان، والأهم أن المخابرات المصرية ضمنت استغلال شبكة المخابرات المركزية الأمريكية لتحديد مواقع الهاربين المصريين المشتبه فيهم، وأن تقيم شبكة اتصالاتها مع باقى أجهزة المخابرات فى العالم، وأن تطالب بتسليم الأصوليين المصريين المشتبه فيهم إليها " . . المخابرات الأمريكية دربت " فرقة موت " مصرية لاغتيال بن لادن يؤكد " سيرس " في كتابه ، على ان المخابرات المصرية تعاونت مع المخابرات الأمريكية فى أوائل التسعينيات لمراقبة معسكرات تدريب الإرهابيين التى أنشأها بن لادن فى الخرطوم ، وحاولت أمريكا مرتين أن " تجس نبض " القاهرة ، ومدى قبولها لتقديم أسامة بن لادن للمحاكمة واعتقاله مرتين على الأقل ، لكن كان المصريون حذرين فى أمر تقديم بن لادن لمحاكمة علنية ، وعرضوا على الأمريكان تصفية أسامة بن لادن بدلا من ذلك . فقامت المخابرات المركزية الأمريكية بتدريب فرقة قوات مصرية ، متخصصة فى مجال مكافحة الإرهاب ، حتى تم إغلاق ذلك البرنامج عام 1998 . . الظواهرى اعترض على خطة إخفاء بن لادن فى صعيد مصر بعد عملية تغيير ملامحه، لخوفه من قدرات الأمن المصرى كانت العملية الثانية التى اشتركت فيها المخابرات المصرية مع المخابرات الأمريكية فى ترحيل والتحقيق مع المشتبه فيهم، هى القضية التى تمت فى يوليو 1998، توصل فريق مشترك من المخابرات المركزية والمخابرات الألبانية، إلى أن هناك خلية تابعة لتنظيم الجهاد، تقوم بتزوير جوازات السفر وتحويل الأموال وإقامة معسكرات تدريب فى ألبانيا.. تم اعتقال وترحيل أربعة من أفراد هذه الخلية على الأقل إلى المخابرات العامة المصرية، التى تولت استجوابهم، وكان من ضمن الاعترافات التى أدلوا بها، اعترافهم بخطة تنظيم الجهاد لإ نزال فريق خاص على سطح سجن العقرب ، ويطلقون ثورة داخلية بواسطة السجناء هناك.. وكانت الخطة الثانية التى كشفت عنها اعترافات المتهمين، هى محاولة الجماعة الإسلامية إقناع بن لادن بالانتقال إلى صعيد مصر، ليختبىء هناك بعد أن يقوم بإجراء عملية تجميل لتغيير ملامحه.. إلا أن أيمن الظواهرى، الساعد الأيمن له، والطبيب المصرى، أشار عليه بعدم الاستجابة لهذه الخطة، ونجح فى إقناع بن لادن بعدم الذهاب إلى الصعيد، خوفا من قدرات المخابرات العامة وكفاءتها الشديدة.. خاصة عندما تتعامل مع أعداء على أرضها. * زوجة شقيق أيمن الظواهرى تسلم نفسها للمخابرات المصرية فى اليمن وتبلغ عن مكانه بين عامى 1998 و1999، كان هناك تعاون جديد بين المخابرات المصرية والأمريكية فى مجال مكافحة الإرهاب.. قامت زوجة محمد الظواهرى، شقيق أيمن الظواهرى بتسليم نفسها لضباط المخابرات المصرية فى اليمن، وكشفت عن مكان زوجها.. وفى إبريل من عام 1999، تم القاء القبض على محمد الظواهرى، أحد قادة تنظيم الجهاد السابقين، فى الإمارات العربية المتحدة، وتم ترحيله إلى القاهرة بمساعدة المخابرات المركزية الأمريكية. كشفت زوجة محمد الظواهرى أيضا عن مكان شقيق آخر لأيمن ، وعلى الرغم من أن توقيت هذه العملية غير واضح، إلا أن المخابرات الماليزية ألقت القبض على حسين الظواهرى، ونقله إلى قبضة فريق مشترك من رجال المخابرات المصرية والمخابرات الأمريكية.. وبعد ستة أشهر من التحقيق معه تم إطلاق سراح حسين الظواهرى ليصبح رهن الاعتقال فى منزله ، أما محمد الظواهرى، فظن الكل أنه مات، حتى كشفت صحيفة فى لندن عن أنه ما زال على قيد الحياة، ومعتقل فى سجن طرة عام 2003. . إحباط محاولة ليبية لقلب نظام حكم جعفر النميرى فى السودان التحدى المبكر الذى واجه جهاز المخابرات المصرى فى بداية عهد مبارك، هو تحد قريب على الحدود ، من الناحية الغربية، قادما من ليبيا ، ممثلا فى شخص العقيد معمر القذافى. لم يدار العقيد القذافى ترحيبه باغتيال السادات، ولم تتحسن علاقته كثيرا بالرئيس مبارك فى بداية عهده، بأكثر مما كانت علاقته بالسادات ، لكن الرئيس مبارك، على العكس من الرئيس السادات، كان أكثر صبرا فى التعامل مع الرئيس الليبى ، وعلى الرغم من ذلك، وصلت استفزازات العقيد القذافى إلى حد لا يطاق أكثر من مرة خلال فترة الثمانينيات ، عندما وصل البلدين إلى نقطة قريبة من الانفجار، بعد أن كانت المخابرات الليبية فى مركز هجوم متعدد الأوجه ضد مصر. دعمت ليبيا عدة جماعات إرهابية فلسطينية مناوئة للقاهرة مثل جماعة أبونضال ، ولجأ إليها عدد من الهاربين الكبار من مصر، ونسجت طرابلس المؤامرات ضد القاهرة وحلفائها فى السودان وتشاد فى ذلك الوقت. فى عام 1983 حاولت مخابرات القذافى قلب نظام حكم الرئيس السودانى جعفر النميرى المؤيد لمصر، وهنا، توجد روايتان عن الدور الذى لعبته المخابرات المصرية لإحباط هذه المؤامرة ، تقول الرواية الأولى إن المخابرات المصرية ونظيرتها السودانية، نجحتا فى إفساد خطة ليبية لاغتيال جعفر النميرى ووضع نظام حكم موال لليبيا فى الخرطوم بدلا منه ، وبمجرد أن علم مبارك بهذه الخطة، طلب من أمريكا طائرة تجسس ورادارخاصة لمراقبة حدود مصر الجنوبية ، وبمجرد أن كشفت أمريكا عن مهمة طائرتها على حدود مصر الجنوبية فى منتصف فبراير من نفس العام، قرر القذافى على الفور التراجع عن مخططاته فى السودان. تقول الرواية الثانية عن دور المخابرات المصرية فى إحباط الخطة الليبية، إن المخابرات السودانية شكلت جماعة متمردة زائفة، طلبت من ليبيا مساعدتها على الإطاحة بجعفر النميرى.. ثم دعا السودانيون المخابرات المصرية والأمريكية، لرسم خطة لاجتذاب القوات الجوية الليبية إلى شمال السودان، وهناك، تتعامل معها القوات المصرية المزودة بنظم رادار وطائرات تجسس أمريكية ، ويقال حتى أن الأقمار الصناعية الأمريكية التقطت مؤشرات على نشر طائرات القوات الجوية الليبية على نطاق واسع فى منطقة الكوفة، قبل أن يأمر القذافى بإلغاء العملية لأسباب مجهولة.