ليس بإمكان أي إنسان أن يدخل عالم البجاحة ذلك أن البجاحة تستلزم صفات محددة لابد أن تتوافر في طالب الانتساب إلي عالمها .. وللبجاحة مدارس ودروس وفنون فهناك اللص البجح الذي يلومك لأنك عند القبض عليه وضعت محفظتك في يدة وهناك المزور الذي يصف نفسه بالفنان أو المبدع..فالبجاحة صفة لايحصل عليها إلا أفراد لهم مواصفات خاصة.. وفي حكومة مصر وهي صاحبة الفكر الجديد ظهرت أنواع خاصة من البجاحة.. فمنها علي سبيل المثال "البجاحة الإعلامية" فتجد صحيفة حكومية مصرية وهي التي تستحوذ علي أكبر دعم مالي في تاريخ مصر... والتي لا يخرج أصحاب المناصب العليا فيها إلا بعد بلوغ سن المائة وهم علي درجة "ملياردير أول".. إلا أنك تجد هذه الصحيفة أيضا "قمة في البجاحة" ...فتعلن أنها أجرت استطلاع رأي حول الإنتخابات البرلمانية الأخيرة لتنتهي إلي نتيجة فحواها أن 80% من الشعب المصري راضون عن الانتخابات ونتائجها..... وقد فات الجريدة أن تذكر أن أفراد العينة في استطلاع الرأي وبالذات من المصريين المصابين بالسرطان كانوا يدعون للدولة بطول العمر ..لأنها أراحتهم من الدنيا وبلاويها .. وأن المواطن "عبدة الشحات " كان يرقص فرحاً لأن سعر كيلو السكر أصبح بسبعة جنيهات فقط... أما الحاجة "أم رتيبة" فلم تطلب من القائمين باستطلاع الرأي إلا تحقيق أمنية حياتها الوحيدة وهي رؤية مباريات كأس العالم في قطر ...رغم أن "العشة" التي تسكنها لم تدخلها الكهرباء بعد.... وهذة صورة من صور البجاحة ماركة "بجاحة عيني عيناك" والمحظور تداولها لأنها "سامة" وذات قوة قتل ثلاثية..أما النوع الثاني فهو البجاحة الأمنية..وهي تنتشر في مواسم الانتخابات وفي بعض شهور الاعتقالات الموسمية.. إلا أنها تأتي علي هيئة نسيم عليل عند الرد علي الوفد الأمريكي أو الأوروبي وهو يتحدث عن انتهاك حقوق الانسان في مصر ... ذلك أنها من الصنف الذي يطلق علية "بجاحة تخاف ولا تختشيش "إذ يقف بمقتضاها كبار رجال الأمن وهم يشاهدون الضرب والقتل وتقفيل الصناديق والتزوير الذي من المفترض أن يعاقب علية القانون ومع ذلك فإن المستغيث بالسادة الضباط حماة القانون لايجد منهم الا ابتسامة عريضة ولسان حالة يقول "خللي الديمقراطية تنفعك" وهناك أنواع أخري من "البجاحة" مثل البجاحة التشريعية والتي بمقتضاها يقوم البرلمان بتشريع نص قانوني يقضي بتعيين لجنة مشرفة علي الانتخابات ويصفها بأنها مستقلة ويصنع لها قانوناً بينما هذه اللجنة برئاسة وزير العدل ويصدر بها قرار من رئيس الجمهورية ومكونة من الشخصيات العامة التي يختارها مجلسا الشعب الشوري ومن هنا فلا يجوز لأحد أن يعترض رغم أن اللجنة كلها من الحكومة وضمن تشكيلها ممثل عن وزارة الداخلية ومع ذلك فإن هذه اللجنة المكونة من إحدي عشر عضواً ليس بها إلا ثلاثة قضاة ويجوز انعقاد اللجنة بدونهم ..فهل شاهد أحدكم بجاحة أكثر من هذة البجاحة؟!!!.. المهم ياسادة أننا نستيقظ من نومنا علي برنامج "صباح الخير يا بجاحة" وننام علي نشرة "24ساعة بجاحة " ولا يجد أي مذيع مهما كان سنة حرجاً في أن يقرأ النشرة الإخبارية وأن يتحدث عن الإنجازات الديمقراطية وهو يقلد الممثل الشهير"أبو لمعة" الذي لم يكن يشعر بالحرج وهو يروي الأكاذيب المفضوحة..وعلي رأي الفنان عزت العلايلي "هي دي مصر يا عبلة"..... وبمناسبة الأكاذيب المفضوحة فقد حكي "أبو لمعه" للخواجة بيجو وهو يظن أن الخواجة يصدق قولة كيف قام أبو لمعة بضرب الأسد الذي ظهر لة وهو يسقي حديقة منزلة فرش علية الماء ..... وأن الاسد جري من أمامة وهو مبلل بالماء و ترتعد فرائصه ...... وهنا قدم الخواجة بيجو يدة إلي صديقة أبولمعة وهي مبللة بالماء .....فلما سألة أبو لمعة عن السبب قال لة بيجو: "لأنني ضربت الأسد المبلول علي وشه" وعجبي مختار نوح