بعد سنوات من السيطرة علي سوق السيارات العالمي، بدأت تويوتا اليابانية تراجعاً مخيفاً في أنحاء مختلفة من العالم. ففي الولاياتالمتحدة تراجعت أرباح الشركة للمرة الأولي أمام منافسيها الأمريكيين حيث تصدرت فورد القائمة ويليها جنرال موتورز وكرايسلر بينما توارت تويوتا التي كانت حتي عام مضي أقوي شركات صناعة السيارات علي مستوي العالم. فمع إعلان نتائج الربع الثالث من العام الجاري في الولاياتالمتحدة جاءت فورد في المقدمة حيث حققت عائدات بلغت 6،4 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولي من العام الجاري وهو رقم يعادل ضعف ما حققته الشركة من أرباح خلال العام الماضي بأكمله. وترجع تلك الزيادة إلي تقدير عملاء الشركة لعدم لجوء فورد إلي الاستعانة بمساعدات حكومية خلال الأزمة المالية، بينما حققت جنرال موتورز عائدات بلغت 4،8 مليار دولار لتتخطي بذلك تويوتا التي بلغت عائداتها خلال الفترة الماضية 4،5 مليار دولار. وجاءت تلك النتائج نتيجة للضرر الذي لحق بالشركة بعد العيوب الفاضحة الخاصة بالسلامة والجودة في سياراتها خلال هذا العام والتي أضرت كثيراً بسمعة الشركة ومبيعاتها خلال تلك الفترة بعد انصراف الأمريكيين عن شراء منتجاتها. ويبدو أن مشكلات الجودة ستظل تلاحق تويوتا من قارة إلي أخري، ففي أوروبا تم خلال الأسابيع الأخيرة استدعاء موديلات iQ الصغيرة التي تطرحها الشركة في أسواق الاتحاد الأوروبي بعد ظهور عيوب جديدة فيها، ستضيف مشكلة جديدة للشركة بعد انهيار مبيعاتها هناك. المشكلة الجديدة تتعلق ببرنامج يدير نظام التوجيه الالكتروني في السيارة في النسخ المنتجة بين سبتمبر 2008 وحتي أكتوبر 2010. ويأتي الاستدعاء في أوروبا بعد أن ظهرت المشكلة في بعض نسخ الموديل باليابان. وبالتالي سيضيف ذلك صداعاً للشركة التي بلعت مئات الآلاف من السيارة في أوروبا منها 12 ألفاً في بريطانيا وحدها. ولم يكن هذا الاستدعاء الأخير سوي دليل قوي علي تردي مستويات الجودة في سيارات الشركة والتي انعكست علي مبيعات الشركة عالمياً رغم العروض المغرية علي سياراتها خلال الفترة الأخيرة. فلا أحد يريد أن يغامر بحياته في سيارة خطرة خاصة وأن تقرير صحفي أمريكي نقل عن الشرطة قولها أن عيباُ فنياً في سيارة تويوتا تسبب في وفاة شخصين خلال الأسبوع الماضي نتيجة تعطل الفرامل السيارة.