تحاول شركة تويوتا اليابانية لصناعة السيارات وهي في طريقها إلي التفوق علي جنرال موتورز وتصدر صناعة السيارات العالمية أن تبدو شركة ذات مسئولية اجتماعية لا تبحث عن النمو بأي ثمن. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن المتوقع علي أية حال أن يبلغ حجم مبيعات تويوتا في مختلف أنحاء العالم 9.34 مليون سيارة مقابل 9.29 مليون سيارة لشركة جنرال موتورز.. وفي نفس الوقت ستتمكن تويوتا من إزاحة فورد إلي المركز الثالث من حيث حجم المبيعات في السوق الأمريكي بينما سيظل المركز الأول في هذا السوق من نصيب جنرال موتورز. ورغم أن تويوتا تقترب من لحظة جميلة فإن قادتها ممنوعون من التحدث عن حكاية المركز الأول في صناعة السيارات العالمية.. وإذا سألتهم عن ذلك فسيقولون لك إنه لا معني لأن تكون الأكبر لأن الأهم هو أن تبذل قصاري جهدك في خدمة الزبون، ويمكن القول بأن انتزاع التاج من ديترويت ليس جزءا من أهداف تويوتا التي تخشي أن يؤدي نجاحها علي هذا النحو في إثارة ردود فعل حمائية من المسئولين الأمريكيين، ويحدث هذا علي الرغم من أن تويوتا أقامت داخل الولاياتالمتحدة مصانع سيصل حجم إنتاجها عام 2010 إلي أكثر من مليوني سيارة أي ما يزيد علي نصف مبيعاتها المتوقعة في السوق الأمريكي. وعموما فإن قادة تويوتا يميلون إلي التحدث قليلا عن التوتر الذي سببه السباق علي القمة لنظم الإنتاج في شركتهم، وكيف أدي ذلك في العامين الأخيرين إلي سلسلة من الأخطاء في مستوي الجودة المعتاد من تويوتا وهي أخطاء اضطرت كاتسواكي وأتانبي 65 عاما رئيس الشركة إلي الاعتذار علنا للزبائن في العام الماضي.. أما المشكلة الثانية التي تلفت انتباه الأمريكيين بالذات وتضر بسمعة تويوتا كشركة محافظة علي البيئة فهي أن موديلاتها الجديدة صديقة البيئة من طراز توندرا وليكسوس ليست بالكفاءة الواجبة في هذا الشأن وتطلق من العوادم الكربونية أكثر مما هو متوقع. والمدهش أن تويوتا التي تحتفل بعيد ميلادها السبعين وبمرور نصف قرن علي غزوها للسوق الأمريكي وتحظي بلقب الآلة التي غيرت العالم وتوشك علي تصدر سوق السيارات العالمية.. تويوتا هذه بدأت تترنج مع اقتراب لحظة انتصارها الأعظم.. ومع ذلك دعونا نقول إنه ليس هناك حتي الآن ما تخشاه تويوتا فالشركات الأمريكية المنافسة لها خفضت إنتاجها ولكنها أيضا لا تستطيع أن تبيع أما تويوتا فقد حققت أرقاما قياسية في حجم الإنتاج. ففي العام المنتهي آخر مارس 2007 باعت تويوتا 8.52 مليون سيارة بزيادة 7% عن العام السابق وتتوزع مبيعاتها بنسبة 34.5% للسوق الأمريكي مقابل 26.7% للسوق الياباني ونحو 14.3% لأوروبا مقابل 9.3% في آسيا أما الباقي 15.2% فهو في الأسواق الأخري. وفي نفس العام المذكور، زادت إيراداتها 14% وزادت أرباحها الصافية 20% لتصبح 14 مليار دولار في حين خسرت جنرال موتورز في ذات العام ملياري دولار رغم أنها لاتزال تفوق تويوتا قليلا في حجم المبيعات. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن تويوتا لا تتوقع أن يزيد دخلها الصافي هذا العام بأكثر من 4.3% علي الرغم من أدائها الجيد في الأشهر الستة الأولي وذلك لأنها تضخ الكثير من الأموال في بناء مصانع وتطوير موديلات جديدة من أجل تحقيق أهدافها الإنتاجية الطموح، فمن المعروف أن تويوتا تخطط لأن يصل حجم مبيعاتها في عام 2009 إلي 4.10 مليون سيارة وهذا يستلزم استثمارات كبيرة في زيادة الإنتاج، كذلك تنفق تويوتا الكثير لعلاج المشكلات التي تواجهها في مستوي الجودة حيث تعين المزيد من مهندسي الفحص والمعاينة وتضع ضوابط جديدة لضمان الجودة وتقيم أكبر برنامج لإعادة تدريب عمال مصانعها علي تقنيات الإنتاج المستحدثة. وللحقيقة، فإن المشكلات التي تواجهها تويوتا في الجودة أو غيرها ليست من النوع الخطر بل يمكن القول إن إدارة تويوتا بدأت تسيطر بالفعل علي تلك المشكلات خاصة داخل مصنعها العملاق في مياتا بجزيرة كيوشو اليابانية الذي ينتج 3 أنواع مهمة من السيارات هي ليكسوس سيدان الصغيرة وتويوتا هايلاندر والسيارة RX350.