فجأة تذكرت مرسيدس-بنز مصر أن لديها سمعة يتعين الحفاظ عليها وأن لديها عملاء تخاف علي سلامتهم ولهذا خرج السيد/ زكريا مكاري مدير عام قطاع البيع والتسويق بالشركة ليعلن أن السيارات التي تم استدعاؤها من قبل شركة "دايملر أي جي" الألمانية لبعض سيارات "مرسيدس" من فئتي C و E لم تكن من الفئات المنتجة محليا في مصر. وقال مكاري في بيان صادر عن الشركة أن هذا الأمر مقتصر علي سيارات تم استيرادها من الخارج أغلبها للاستخدام التجاري، حيث لم يتعد أصحاب تلك السيارات 20 عميلا، كما أن الشركة لم تصلها شكاوي بهذا الأمر حتي الآن. وأضاف مكاري "أنه حرصا من شركة "دايملر أي جي ومرسيدس بنز إيجبت" علي سلامة العملاء وسمعة الشركة في السوق الدولي والمحلي، فإنه تم حصر السيارات الخاضعة لهذا الإجراء الوقائي في السوق المحلي بما لا يزيد عن 90 سيارة إنتاج يونيو 2009 حتي فبراير 2010 وذلك في إجمالي المبيعات المحلية التي تجاوزت 7 آلاف سيارة تم بيعها في السوق المصرية خلال عام 2009 وهذا يمثل نسبة 1% تقريبا من المبيعات خلال تلك الفترة". ويقول الخبر أن "مرسيدس بنز" اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لإخطار عملائها أصحاب السيارات من الفئات المستدعاة لإجراء الفحص اللازم للتأكد من إحكام الربط للوصلة المشار إليها. وكانت شركة "مرسيدس" العالمية قد استدعت أكثر من 85 ألف سيارة معظمها في الولاياتالمتحدة بسبب عطل في نظام المساعدة علي القيادة الباور ستيرنج لعدم حدوث أي خلل في نظام التوجه. كلام الشركة ومديرها العام يبدو رائعاً ولكن منذ متي تعاملت شركته بتلك الحماسة مع قضية الاستدعاءات التي بح صوتنا بشأنها ونبهنا إليها مرات عديدة وفي كل مرة لم تحرك الشركة ساكناً أمام تلك الاستدعاءات. فمن غير المنطقي أنه من بين مئات الاستدعاءت التي قامت بها مرسيدس -بنز العالمية علي مدار سنوات طويلة لم تظهر أي من تلك العيوب في سيارات مباعة في السوق المحلي حيث يبدو الأمر هنا منافياً للواقع. ولماذا لم تقم الشركة باستدعاء سيارات ثبت فعلياً وجود عيوب بها والتعامل بشكل حضاري مع أشخاص دفعوا أموالاً طائلة متوهمين أن موديلات مرسيدس - بنز هي الأفضل في العالم كما تقول الشركة. وبافتراض أن عدد تلك السيارات التي تتطلب استدعاءاً في مصر لا يتجاوز90 سيارة كما يقول البيان، فماذا عن الموديلات التي باعتها الشركة طيلة السنوات الماضية وثبت وجود عيوب خطيرة بها، أم أن هذا البيان الذي أصدرته الشركة لم يكن المقصود به إلا التغطية علي تدهور مبيعات الشركة والظهور بمظهر الحريصين علي سلامة مالكي سيارات الشركة كنوع من أنواع الدعاية لا أكثر ولا أقل، فلو كانت الشركة حريصة بالفعل علي سلامة العملاء لقامت باستدعاء آلاف السيارات المعيبة والتي بيعت علي مدار طويلة وإصلاحها علي نفقة الشركة، وليس علي نفقة العميل كما يحدث اليوم. استغلت مرسيدس-بنز مصر وبعض الشركات الأخري عدم دراية البعض بحقوقه وأمعنت في استغلال عملائها بتحميلهم نفقات إصلاح عيوب التصنيع كتكاليف صيانة وساعد علي ذلك انعدام ثقافة الاستدعاء لدي البعض. واليوم ومع انتشار أنباء تلك الاستدعاءات بعد فضيحة تويوتا صار من الصعب التستر علي العيوب. ولكن المؤسف أن البعض يحاول استغلال هذا الأمر للدعاية دون الاكتراث بالعميل.