تلقيت دعوة كريمة لحضور المؤتمر التحضيري الذي أقامه المركز المصري لتنمية ثقافة الوعي بالقانون تحت مظلة و رعاية جامعة الدول العربية و في البداية تعجبت لتبني الجامعة مثل هذا الفكر الجرئ و الجديد خاصة وسط الأحداث العربية التي تشهدها مجتمعاتنا مؤخراً ما بين صراعات و اختلافات جوهرية أدت إلي خلق فجوة كبيرة بين فئات المجتمع العربي الخارجية و الداخلية .. لا شك أني واحدة ممن راقت لهم الفكرة و رغم ذلك الجهد الملموس في تنظيم المؤتمر و فعالياته التي إقتصرت علي المتخصصين و الخبراء و أمام هذا الإصرار علي تغيير المفاهيم القانونية لدي العامة والتي أبرزها بإتقان وحرفية مستشار خالد القاضي رئيس مجلس أمناء المركز المصري لتنمية الوعي بالقانون و تحذيرات شديدة في كلمة السيد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية و التي ألقاها السفير مخلص قطب مستشار الأمين العام لشئون حقوق الإنسان علي المجتمع العربي إذ يشهد إنتهاكات للقانون و أحكامه مما يرسخ فكر الهيمنة و القوة و الجبروت و قد سيطرت علي المجتمع العربي ، إن تبني جامعة الدول العربية فكرة تثقيف الشارع العربي بكل فئاته بقوانين تحكمه و يجهلها هي خطوة نحو تحقيق هدف شعبي هام و لكن في حال وعي المواطن البسيط بقوانين بلده ألن يحدث ذلك صدام أكبر بينه و حكومات البلاد العربية ؟ هل هناك إتجاه حقيقي نحو تنفيذ القوانين علي فئات الشعوب سواسية ؟ مؤكد أن لدي مخاوف لعدم إلتزام بعض رموز المجتمع و من يتمتعون بالوساطة في حين تبقي الفئة الكادحة في المجتمع هي الملتزمة بالقوانين ، و الآن و قد قرر المؤتمر في ختام جلساته التحضيرية الإنعقاد في العام المقبل علي أن يرأسه دكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري و له قيمته و قامته في مجال القانون أنتظر في دورة المؤتمر القادمة أن نشهد رموز من المدارس و الجامعات و أمثلة نتجت عن مساعي المركز المصري للوعي بالقانون تكون نواة حقيقية يقتاد بها المجتمع العربي طبقت القانون دون وساطة أو تنصل من المسئولية ، أحلم أيضاً أن يبرم المركز إتفاقيات تعاون مع وزارة التربية و التعليم لنشر كتيب صغير يحث التلميذ علي إحترام قوانين بلده و الإلتزام بها و تنمية شخصيته بحيث يقتدي به الأخرون في إحترام القوانين و هي المُلزمة بين أفراد المجتمع و المنظمة لعلاقاته ، ثم يأتي دور الإعلام العربي و تناول هذه المهمة بحرفية و في إطار يرقي إلي مستوي الهدف الذي من أجله إجتمع خبراء القانون و الفكر و الإعلام و الثقافة ، و مجتمعاتنا بها أمثلة و نماذج إيجابية كثيرة لو ألقينا الضوء عليها لكانت قدوة و انتشر فكر واعي بأخلاقيات المجتمع التي ُتعد الحد الأدني للقانون و ليبرزها المؤتمر في دورته القادمة