لم ترحم يد الارهاب الغاشمة اى شىء الا ودمرته فتقضى على الأخضر واليابس حيث دمرت تفجيرات مديرية أمن القاهرة مبنى متحف الفن الاسلامى الاثرى والذى يصعب ترميمه حتى نعيد اليه ما فقده الانفجار، فالمبنى الذى يرجع تاريخ انشائه إلى عهد الخديو توفيق عام 1869حوله إرهاب الإخوان إلى خراب ودمار. يعد متحف الفن الإسلامى بالقاهرة أكبر متحف إسلامى بالعالم حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس. وتسبب الانفجار فى تدمير اسقف وحوائط المتحف، وخلف التفجير تدمير عدد من الآثار التاريخية التى من الصعب تكرارها من اهمها محراب السيدة رقية أقدم وأروع محراب خشبى فى العالم وإبريق محمد بن مروان وكرسى محمد بن قلاوون ومشكاوات السلطان حسن وبعض مشاهد العزف والغناء المرسومة على جدران القصور الفاطمية. بدأت فكرة إنشاء المتحف عام 1869، فى عهد الخديو توفيق حيث جمعت فى الإيوان الشرقى من جامع الحاكم وصدر مرسوم سنة1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار العربية، ولما ضاق هذا الإيوان بالتحف بنى لها مكان فى صحن هذا الجامع، حتى بنى المتحف الحالى فى ميدان أحمد ماهر فى شارع بورسعيد - شارع الخليج المصرى قديمًا وكان يعرف الجزء الشرقى منه بدار الآثار العربية، أما الغربى باسم دار الكتب السلطانية. افتتح المتحف لأول مرة فى 9 شوال من عام 1320 هجرية / 28 ديسمبر 1903 ميلادية فى ميدان «باب الخلق» وسُمّى بهذا الاسم منذ عام 1952 وذلك لأنه يحتوى على تحف وقطع فنية صنعت فى عدد من البلاد الإسلامية مثل إيران وتركيا والأندلس والجزيرة العربية وكان قبل ذلك يسمّى ب «دار الآثار العربية». من يدخل قاعات المتحف قبل الانفجار يعلم جيدا آثار الدمار الذى لحق به من الانفجار من دمار يدمى القلب لما فقده من تاريخ اثرى لا يمكن تعويضه فجميع قطع الأثاث وفتارين العرض المتحفى وجميع الديكورات بالواجهة المطلة على مديرية الأمن. وكانت أول هذه الأضرار تلف شبكات المياه التى تسبب تدميرها من أثر الانفجار فى غمر عدد من قاعات العرض المتحفية بالمياه. وتلف وتدمير حوالى خمسين قطعة منها بعض القطع النادرة، ولم يتم حتى الآن الاستقرار على المكان الذى سيتم نقل مقتنيات المتحف إليه لترميمها، خاصة أن مبنى المتحف الأثرى أيضا سيخضع لعملية ترميم بعد تدمير جدرانه وأسقفه نتيجة الحادث الإرهابى. نشر بعدد 685 بتاريخ 27/1/2014