لم تشهدها القاهرة الفاطمية منذ اجتياح نابليون للأزهر... محراب السيدة رقية أقدم محراب خشبي في العالم فى"خبر كان" كارثة انسانية استيقظت عليها مصر صباح الجمعة الماضية لم تشهدها القاهرة الفاطمية منذ دهس نابليون بونابرت الجامع الأزهر.. الكارثة تمثلت في تدمير مبني متحف الفن الاسلامي ودار الكتب الكائنين بمنطقة باب الخلق. نظرا لموقع المبنيين التاريخيين في الجهة المقابلة للمديرية فإن ما حدث للمبني التاريخي الأهم في مصر بمثابه صدمه لكل المصريين ليس فقط لأن إعادة ترميمه تحتاج لملايين الجنيهات سيتم دفعها من قوت الشعب المصري بسبب جماعة ارهابية ارادت تخريب هذا الوطن أنما لما يضمه هذا المتحف من كنوز تمثل شاهد عيان علي حقب زمنيه للتاريخ المصري لا يمكن تعويضها وفي قراءة لتاريخ هذا المتحف نجده من أبدع وأروع وأجمل متاحف العالم المتخصصة في احتواء أندر كنوز العالم الإسلامي. فقد المتحف الإسلامي العظيم جراء ذلك التدمير محراب السيدة رقية، أقدم وأروع محراب خشبي في العالم، وإبريق محمد بن مروان، وكرسي محمد بن قلاوون، ومشكاوات السلطان حسن، وبعض مشاهد العزف والغناء المرسومة على جدران القصور الفاطمية، وأروع وأجمل خزف إسلامي في العالم. بدأت فكرة إنشاء المتحف سنة 1869، في عهد الخديو توفيق، حيث جمعت في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم، وصدر مرسوم سنة1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار العربية، ولما ضاق هذا الإيوان بالتحف بني لها مكان في صحن هذا الجامع، حتى بني المتحف الحالي في ميدان أحمد ماهر في شارع بورسعيد - شارع الخليج المصري قديمًا - وكان يعرف جزؤه الشرقي بدار الآثار العربية، وجزؤه الغربي باسم دار الكتب السلطانية. افتتح المتحف لأول مرة في 9 شوال من عام 1320 هجرية / 28 ديسمبر 1903 ميلادية، في ميدان "باب الخلق"، أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، وإلى جوار أهم نماذج العمارة الإسلامية في عصورها المختلفة الدالة على ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية من ازدهار، كجامع ابن طولون، ومسجد محمد علي بالقلعة، وقلعة صلاح الدين. سُمّي بهذا الاسم منذ عام 1952، وذلك لأنه يحتوي على تحف وقطع فنية صنعت في عدد من البلاد الإسلامية، مثل إيران وتركيا والأندلس والجزيرة العربية، وكان قبل ذلك يسمّى ب "دار الآثار العربية"، وللمتحف مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية وهو المستخدم الآن، وتتميز واجهة المتحف - المطلّة على شارع بورسعيد - بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر في عصورها المختلفة، ويتكون المتحف من طابقين: الأول به قاعات العرض، والثاني به المخازن، إضافة إلى بدروم يستخدم كمخزن وكمقر لقسم ترميم الآثار. فى 14 أغسطس 2010 افتتح الرئيس الأسبق متحف الفن الاسلامى بعد انتهاء عملية التطوير والترميم الشاملة للمتحف والتى استغرقت حوالى 8 سنوات منذ عام 2002، وتمت الإستعانه بمؤسسة " أغاخان " لتخطيط المتحف، كما تمت عملية الترميم بمساعدة خبراء من فرنسا متخصصين بترميم قطع الفسيفساء والنافورات الرخامية، وهي أكبر عملية تطوير يشهدها المتحف خلال مائة عام. جاء الاحتفال بانتهاء التطوير متزامنا مع الاحتفال بمئوية إنشاء المتحف.. وتضمنت عملية تطوير المتحف تهيئة قاعاته وفقا للتسلسل التاريخي، وتزويده بأحدث وسائل الإضاءة والتأمين والإنذار إضافة إلي تغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويده بفتارين عرض حديثة على أعلى مستوى من سيناريوهات العرض المتحفية لتتناسب والكنوز الأثرية والفنية التي يحويها ، وإعداد حديقة المتحف بالشكل الذي يتناسب مع تاريخه، فضلا عن تهيئة المنطقة المحيطة بحرم المتحف بما يترافق مع تنشيط حملة علمية للتوعية بالآثار الإسلامية، كما سيتم تزويد المتحف بوسائل تأمين حديثة لحمايته من السرقة، وتأثير العوامل المناخية . شملت أعمال التطوير أيضا إنشاء مدرسة متحفية للأطفال، وأخرى للكبار، وإنشاء مبنى إداري بجوار المتحف على قطعة أرض بمساحة 270 مترا. استهدفت عملية التطوير الحفاظ علي المبني كقيمة تاريخية، إضافة إلي ما يضمه من كنوز أثرية، ومخطوطات علمية، وقطع أثرية، ولوحات تحكي التاريخ الإسلامي عبر حقبه التاريخية المتفاوتة، كل ذلك اصبح دمارا ولم يبق منه الا أطلال.