«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلينت استوود.. الإبداع حتي آخر نفس!
طارق الشناوي يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 30 - 03 - 2009

الفاتيكان يرفض «ملائكة وشياطين» والكنيسة توافق علي «المسيح الآخر»!
خبران توافقا معاً "الفاتيكان" في روما يرفض ويحذر من فيلم "توم هانكس" المقبل "Angels and Demons" ملائكة وشياطين والذي يعتبر الجزء الثاني من فيلم "شفرة دافنشي".. بينما نقرأ في نفس اليوم أن الأنبا مرقص رئيس لجنة الإعلام والنشر بالكنيسة الأرثوذكسية يوافق علي سيناريو فيلم "المسيح والآخر" الذي كتبه "فايز غالي" وينتجه الماكيير "محمد عشوب" ومن المنتظر أن يؤدي دور "يوسف النجار" الفنان "عمر الشريف".. حتي الآن لم يتم الاستقرار علي المخرج.
قبل عامين مع بداية الإعلان عن الفيلم قد تم ترشيح المخرج "سمير سيف" إلا أن الكنيسة رفضت وأعلن "سمير سيف" أنه لم يقرأ شيئاً ولا علم له بالسيناريو رغم أن المنتج أكد أنه قد تمت جلسات عمل بين الكاتب والمخرج في مكتبه.. لجوء "فايز غالي" للكنيسة أراه منطقياً لأننا بصدد عمل ديني مباشر وموقف رئيس لجنة الإعلام بالتصريح بالعمل بداية نتمني أن تواصل في تقدمها لأن النظام الكنسي "بطريركي" أبوي لا يمنح صلاحيات في القرار إلا فقط للبابا لاتخاذ الرأي الحاسم النهائي.. ولكن إشادة الأب "مرقص" لا شك سوف تفرق الكثير فهو بمثابة ضوء أخضر لسيناريو كثيراً ما واجه الأضواء الحمراء.. إننا هنا يجب أن نفرق بين فيلم اجتماعي مثل "واحد صفر" وفيلم "المسيح والآخر" يحكي مباشرة عن حياة السيد المسيح ولهذا فليس من حق الكنيسة ولا الأزهر مراجعة فيلم "واحد صفر" لأنه عمل اجتماعي يصبح من المنطقي ألا يعرض علي أي رقابة دينية فلا الفتاة المحجبة من اختصاص الأزهر ولا المرأة المسيحية التي تريد الطلاق من اختصاص الكنيسة هذا هو الخلط المرفوض ولهذا أتمني أن تستمر مسيرة فيلم "المسيح والآخر" بعد أن صرح به الأب "مرقص أتمني ألا تمتد له رقابة الأزهر الشريف لأنه يرفض بالطبع تجسيد صورة الأنبياء.
الفيلم سوف ينتقل بعد موافقة الكنيسة إلي ملعب الرقابة وعليها أتمني ألا تحيله للأزهر وتكتفي بموافقة الكنيسة لأنه لو اتجه إلي الأزهر سوف يذهب ولن يعود!!
الرقابة تؤكد:
الشارع المصري لا يعرف التحرش الجنسي!
· طالبة معهد المسرح تقدمت بسيناريو عن الظاهرة فطالبتها الرقيبة بكتابة «قصة حب»
ذهبت الفتاة الصغيرة 19 عاماً "روجينا بسالي" إلي قصر السينما بمشروع سيناريو اسمه "ملكية خاصة" يتناول فيلمها القصير ظاهرة التحرش الجنسي في الشارع المصري مستندة بالطبع إلي عشرات من الوقائع والمحاضر التي رصدتها مؤخراً أجهزة الشرطة.. تقدمت إلي إدارة القصر بالسيناريو للرقابة وجاء الرفض النهائي بمنع تنفيذ الفيلم وهو ما أبلغته الإدارة للمخرجة التي طلبت أن تواجه الرقابة بنفسها.. ذهبت إلي مديرة الرقابة علي السيناريوهات قالت لها المديرة لماذا التحرش؟ قالت "روجينا" لأنه ظاهرة في الشارع أجابت الرقيبة الشارع ليس به تحرش قالت المخرجة ربما لا يتحرشون بك أما أنا فيتحرشون بي.. نصحتها الرقيبة قائلة ابحثي عن موضوعات أخري الحب مثلاً أنت لا تزالين صغيرة قدمي لنا فيلماً عن "روميو" و "جولييت" نوافق علي الفور وأضافت لماذا نهتم بالحالات الشاذة الاستثنائية ونترك في حياتنا الإيجابيات أجابتها المخرجة هذا هو دور الفن.. في النهاية اصطدمت البنت الصغيرة طالبة السنة الثانية قسم نقد بمعهد المسرح بحائط الرقابة.. كان هذا هو الحائط الأول والثاني أن قصر السينما لأنه تابع لوزارة الثقافة لا يمكن له أن يخالف الرقابة فقررت "روجينا" أن تنفق تحويشة العمر التي جمعتها من العمل بالصحافة والإعداد التليفزيوني وأصبح لديها أول عن آخر 5 آلاف جنيه كانت أمنيتها أن تشتري "لاب توب" لكنها فضلت أن تنتج الفيلم وتستعير اللاب توب عندما تحتاج إليه من أصدقائها.. نفذت الفيلم في الشارع رغم أن القانون لا يجيز ذلك لأنه يشترط أن تحصل أولاً قبل الشروع في التنفيذ علي موافقة وزارة الثقافة ممثلة في الرقابة لتنفيذ السيناريو ثم وزارة الداخلية ثانياً للتصوير في الشارع وهي واجهت السلطتين واستفتت قلبها فقررت تصوير "ملكية خاصة".. شاهدت فيلم "روجينا" وأري فيه الرغبة والإقدام والجرأة وإن كانت السينما كفن لا تزال بعيدة عنه!!
تبدأ الأحداث بفتاة تتعرض لمضايقات في الشارع وتقرر في مرحلة من عمرها أن تتحجب لكن المعاكسات لا تتوقف وينتهي الأمر بها لتذهب إلي الشهر العقاري تريد أن تحمي جسدها فهي تريد وثيقة تؤكد ملكيتها لهذا الجسد.. أعجبتني الفكرة برغم افتقار التنفيذ بنسبة لا بأس بها إلي روح السينما إلا أنها تظل تجربة أولي تستحق منا قدراً من الاحتفاء كما أن إصرار "روجينا" علي أن تعبر عن نفسها برغم معوقات الرقابة تؤكد أنها سوف تواصل الطريق.. قلت لها ما هو فيلمك القادم أجابتني كتبت سيناريو عن المثلية الجنسية بين النساء سوف أتوجه به للرقابة رغم أنني أعلم مسبقاً أنهم سوف يرفضون.. قلت لها ماذا فعلت بفيلمك الأول أجابتني تقدمت به إلي "علي أبو شادي" رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية ورئيس مهرجان الإسماعيلية الدولي قال لي الفيلم جيد نصحني بأن أتقدم به للمشاركة في المهرجان.. هل يعلم "أبو شادي" أن مديرة الرقابة التابعة له رفضت السيناريو؟ كان هذا هو سؤالي.. فقالت لي يعلم ولكنه قال لي إن موقعه كرئيس مهرجان لا يمنعه أن ينصحني بالتقدم به مباشرة إلي مهرجان الإسماعيلية ولكن الرقابة حكاية أخري.. كيف تمنع الرقابة التي يرأسها "علي أبو شادي" وتتحرك من خلال تعليماته فيلما عن التحرش الجنسي في الشارع المصري ثم ينصحها هو كرئيس لمهرجان الإسماعيلية أن تتقدم به للمهرجان؟!
كلينت استوود.. الإبداع حتي آخر نفس!
· "أرنست هيمنجواي" كتب رائعته "العجوز والبحر" عن صياد يمسك بسمكة كبيرة أكبر حتي من قاربه الصغير لكنه يقاوم الأمواج حتي يصل للشاطئ ويكتشف أن الأسماك المتوحشة قد أكلت صيده السمين والثمين ولم يبق إلا الهيكل العظمي للسمكة.. شيء من هذا تجده في فيلم "كلينت استوود" الأخير "جران تورينو"!!
· بطل فيلم العجوز "كلينت استوود" يمتلك سيارة "جران تورينو" من شركة "فورد" التي توقف المصنع عن إنتاجها بعد 8 سنوات لأنها لم تعد موائمة للعصر.. العجوز يري في السيارة حياته.. نعم توقف المصنع عن صنع المزيد من هذا النوع بعد أن تجاوزها الزمن مثله تماماً إلا أن السيارة تصبح معبراً عن حياة هذا الرجل العجوز..
أتذكر أنني كثيراً ما رأيت تلك العلاقة الخاصة بين السيارة وصاحبها متمثلة في الكثيرين مثلاً في الملحن والفنان القدير الراحل "عبد العظيم عبد الحق" كان لدي "عبد الحق" عربة "فولكس فاجن" قديمة جداً لكنها تبدو كعروس متألقة نظيفة لامعة يحرص علي أن يكسوها من الداخل بجلد الثعبان لا يتوقف عن الذهاب بها للميكانيكي لتحتفظ بكفاءتها رغم مقدرته علي أن يشتري سيارة أحدث طرازاً إلا أنه قال لي هي جزء مني.. هكذا رأيت سيارة "كلينت استوود".
تدور أحداث الفيلم عندما يفقد زوجته ويأتي الأولاد لوداعها ويشعرون أن الأب صار عبئاً عليهم ويشعر هو أيضاً بتلك النظرات في أعينهم وسلوكهم فهم يعاملونه كعجوز يمنحونه مثلاً تليفونا بأرقام كبيرة أو آلة تساعده وهو جالس علي أن يلتقط الأشياء البعيدة عنه لكننا نراه متمتعاً بلياقته الشخصية.. إنه يبدو كنموذج لحالة أمريكية تعبر عن جيل لديه رفض لكل من هو خارج عن أمريكا ينظر إليه بعين الريبة والشك ولهذا نراه يضع علم أمريكا علي باب بيته كنوع من التأكيد علي تلك الضاحية التي تجمع عددا من المهاجرين الآسيويين جاره الصغير يحاول أن يسرق العربة لأنه يتعرف علي شلة من الأشقياء ينتمون عرقياً وعائلياً إليه يحاولون جذبه إلي طريقهم لكنه يرفض أن يتحول إلي جزء من هذه الصورة القاتمة.. وعندما ينقذ فتاة تنتمي إلي العائلة الآسيوية تبدأ حالة التواصل مع هذا العالم الذي كان يراه ليس فقط مختلفاً معه لكنه غير قادر أيضاً علي التعايش معه ويكتشف أن هؤلاء المغتربين لديهم قيم ومبادئ تتعلق بالشرف والكرامة والإيثار ومساعدة الجار.. تتغير أفكاره تجاههم لا يراهم شراً مطلقاً.. يقترب أكثر وأكثر ليعثر علي مساحات بيضاء داخل هؤلاء وأيضاً طقوسهم التي تقوم علي احترام الآخر والاحتفاء بالضيف.. يتسامح مع الصبي الذي قرر أن يسرق العربة وتضع العائلة أمامه قانونا للعدالة حيث يعمل الابن مجاناً في حديقته ليكفر عن خطيئته وعندما يرحل العجوز يكتب في وصيته أن يمنحه العربة بينما البيت للكنيسة.. إن العلاقة مع الآخر حتي مع الله نكتشف من خلال كلمات القس في نهاية الفيلم عندما يؤكد أن العجوز يعرف الله أكثر منه.. نعم عاش الحياة فعرف الله هذا هو الطريق.. الفيلم يمهد لرحيل الرجل من خلال بقع الدماء التي يتقيأها وفي المستشفي يكتشف أن المهاجرين هم الذين يتولون رعايته.. طبيبته مهاجرة منذ ثلاث سنوات أصبحت هي المسئولة عن المستشفي.. ربما لجأ المخرج "كلينت" في السيناريو إلي تلك اللمحة حتي نري حالة التعايش التي باتت أيضاً ضرورة لا مفر منها فهي ليست في حقيقة الأمر تعايشا بقدر ما هي حياة نعيشها لا نتعايش معها.. "كلينت استوود" هو البطل الذي يضحي بنفسه لإنقاذ الآخرين.. السيناريو حرص علي أن يوحي لنا بدون تأكيد مطلق علي أن المرض خطير من خلال التحليل وأنه يقترب من النهاية حتي عندما يذهب إلي الأشقياء في عقر دارهم ويطلقون عليه الرصاص يدفع الثمن لكي ينقذ المهاجرين الشرفاء فهو ينتظر النهاية ولهذا قرر أن يموت.. لقد منع الصبي المهاجر من أن يشاركه في مطاردتهم ومنحه وسام الشرف الذي حصل عليه من خلال الحرب الكورية دفاعاً عن المصالح الأمريكية.. لكنه رفض أن يضحي بالصبي وينتقم هو لشرف شقيقته الذي انتهكه هؤلاء.. إنها بطولة وتضحية يدفعها عن طيب خاطر.. الدور الذي أداه "كلينت استوود" لا يمكن لممثل آخر أداؤه فهو يعيش نفس المرحلة العمرية بالإضافة إلي أنه يستند إلي لياقة بدنية أري أن البطل يتمتع بها.. الصرامة في وجهه تؤدي إلي قدر من التصديق.. السيناريو يمتلئ بالكثير من التفاصيل فهو مثلاً حريص علي أن يضع العلم الأمريكي علي منزله وكأنه يريد أن يذكرهم في الحي بأنها أمريكا وهم دخلاء عليها لكن الكل ينتمي إلي جذور عرقية أخري مثل الغالبية العظمي من الأمريكان هو مثلاً بولندي الأصل والحلاق إيطالي الأصل!!
بطل "جران تورينو" يمضي من الحياة مثلما سنمضي جميعاً لكنه ترك قيماً تعيش بعده.. ويبقي أن هذا الفيلم والذي يحقق إيرادات عالية في العالم يؤكد أن الفنان يستطيع أن يواصل العطاء في أي مرحلة عمرية.. وهكذا أثبت "كلينت استوود" مخرجاً وممثلاً حيث حصل حتي الآن علي أوسكار أفضل مخرج مرتين ورشح لأفضل ممثل خمس مرات ولم يحصل عليها لكنه دائماً يواصل الإبداع ولا يزال!!
قبل الفاصل
** إلي بيروت ذهبت في رحلة قصيرة التقيت مع الشاعر الكبير "جورج جرداق" صاحب رائعة أم كلثوم "هذه ليلتي".. طلبت منه أن يسمعني بيت شعر كتبه ولا يزال يتردد بداخله قال لي يردد كل من قال أنا.. أنا كل الناس.. والناس أنا!!
ما أروعك يا أستاذ "جورج"!!
"شعبولا" يقدم فيلماً عن حياته سألوني ما رأيك قلت "شعبولا" يغني ويمثل ويقدم برامج من حقه أن يقدم حياته أسوة بأم كلثوم و "عبد الحليم" و "سعاد حسني" و "أسمهان".. المهم هل يمتلك "شعبان" الجرأة ليحكي كل شيء.. أم أن "شعبان" سوف يحتفظ لنفسه بأغلب الأشياء.. أتصور أنه سوف يحتفظ بالكثير منها فليس من صالحه أن يكون صريحاً إلي هذا الحد!!
كاتبنا الكبير "محفوظ عبد الرحمن" أنتظرك مثل الملايين في بلادي أن تعبر الأزمة.. "محفوظ" كاتب أنقي وأرق مسلسل درامي تاريخي "بوابة الحلواني".. إنه "حلواني" الدراما العربية!!
"فيفي عبده" تضرب وتحبس خادمتها الفلبينية لمدة 8 سنوات متواصلة اتهام رددته كل الصحف.. حتي الآن لم يتأكد صدقه إلا أن الغريب هو حالة الصمت التي تعيشها "فيفي عبده" التي لم تتعود علي الصمت فهل السكوت علامة الرضا والاعتراف بالذنب!!
في كل برنامج يقدمه أسبوعياً "محسن عرفه" مدير إذاعة الأغاني أستمع إلي صوت مدام "عفاف" من الإسكندرية لا يخلو أي برنامج من صوت السيدة "عفاف" التي تحرص علي أن توضح أنها تعيش بالإسكندرية لكن عقلها علي اذاعة الاغاني بالقاهرة وطوال المكالمة تثني علي صوت "محسن" وتجيب علي أسئلة "محسن" وتشيد بذكاء "محسن" وخفة ظل "محسن".. لماذا لا يطلق "محسن" علي برنامجه اسم "محسن وعفاف علي أوراق الصفصاف"!!
مرت الذكري "43" علي رحيل الموسيقار الكبير "محمد القصبجي" ولم يتذكره أحد.. "القصبجي" كما أطلق عليه الموسيقار "محمد عبد الوهاب" هو إمام التجديد في الفكر الموسيقي فكيف تمر ذكري إمام المجددين بدون حتي إشارة عابرة!!
شاهدت الأربعاء الماضي اللقاء الذي جمع بين المذيعة "مني الشاذلي" والكاتب الصحفي "بلال فضل" شعرت بعده أنه يستحق أن يحتل فقرة أسبوعية ثابتة علي أجندة "العاشرة مساءً" إلا أنني أعتقد أن الجرأة الممزوجة بالسخرية التي تميزت بها هذه الفقرة تجاوزت سقف المسموح في "العاشرة مساء" لهذا ستظل مع الأسف فقرة يتيمة عصية علي التكرار!!
"حمدي قنديل" دائماً ما يثبت لي أن البريق والوهج يكمن داخل المذيع.. لأول مرة أجد أصابعي تبحث عن القناة الليبية تابعته بكل شغف الساعة الثامنة يوم الخميس الماضي وسوف أظل أطارده وأنتظره كل خميس ولا أتصور في الأسبوع المقبل أنني سوف أجد صعوبة في اكتشاف القناة الليبية بعد أن تعودت أصابعي عليها!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.