مطلوب على وجه السرعة من المستشار عدلى منصور والدكتور حازم الببلاوى «فرملة» وزير الدولة لشئون الرياضة عن سياسة الهيمنة التى يمارسها على الأندية والاتحادات واللجنة الأوليمبية باسم سيادة الدولة! وتتمثل الهيمنة فى فرض لوائح داخلية لإدارة الهيئات الرياضية ومصادرة حق الجمعيات العموميات فى اصدار هذه اللوائح وبما يعد مخالفة صريحة للميثاق الأوليمبى، من شأنها أن تهدد بتجميد النشاط الرياضى لمصر دوليا. إذ ليس من حق وزارة الدولة لشئون الرياضة فرض لوائح على الأندية والاتحادات، ومصادرة إرادة الجمعيات العمومية. وإذا كانت الحكومة قد دأبت على فرض وصايتها على الهيئات الرياضية طول العقود الماضية فى ظل دولة القهر والفساد والاستبداد. فلم يعد مقبولا أن تواصل ذات الدور، وتمارس ذات السياسة بعد قيام ثورتين، آلت بعدهما السلطة للشعب، ورفعت عنه الوصاية! لقد عانت الرياضة المصرية، لعقود طويلة، من الهيمنة والوصاية الحكومية التى انحرفت برسالتها السامية، واختزالها لتكريس السلطة، وخدمة نظام الحكم بدلا من تكريس القيم الإيجابية وبناء الإنسان! اختزلت الرياضة فى كرة القدم، واختزلت كرة القدم فى المنتخب القومى، وبات دوره هو الدعاية لنظام حكم فاسد وصناعة برستيج لحاكم مستبد فإذا حقق المنتخب انجازا يكون الهتاف: «منتخبنا كويس زى ما قال الريس»! ولكى تؤدى الرياضة هذا الدور أدخلت حظيرة السلطة من خلال لوائح «بيت الطاعة» التى تمنح الوزير سلطة الحاكم بأمر الله وتخوله حل مجالس إدارات الأندية والاتحادات بمكالمة تليفونية والتنكيل بقيادات الرياضة إذا ما فكرت يوما فى الاعتراض أو ناقشت سياسات الحكومة، وإذا ما خرجت يوما عن قانون العيب وأخلاق القرية، كما تحددها اللوائح! ولأجل هذا الهدف «النبيل» استخدمت الرياضة كأداة دعائية للحزب الحاكم، واستخدمت قيادات ونجوم الرياضة كأبواق دعائية للحاكم وأنجاله وزوجته وأحفاده! واستغلت الأندية ومراكز الشباب كمراكز دعائية فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية. لقد ناضلت الحركة الرياضية المصرية وكافح قادتها لأجل استقلالية مؤسساتها عن الهيمنة والوصاية الحكومية ورغم قيام ثورتين وسقوط رئيسين ونظامين مستبدين وظهور دستور الدولة المدنية، والحكم لجموع الشعب، والسلطة لجموع الناس لم تزل وزارة الرياضة بعقلية فاشية وبنظام ما قبل 25 يناير! إذاً لا فارق بين الكابتن طاهر أبوزيد والكابتن عبدالمنعم عمارة فكلاهما يستبد باللوائح وكلاهما يصادر على إرادة الجمعيات العمومية وكلاهما يكرس للتدخل الحكومى فى الشأن الرياضى، وكلاهما يستخدم عضلاته ويخالف اللوائح والمواثيق والنظم الدولية، وكلاهما يستبد بالسلطة، تحت شعار «سيادة الدولة» وكلاهما يستغل هذا الشعار ليمنع الرياضيين من أكل الملوخية. نشر بعدد 683 بتاريخ 13/1/2014