· دماء المجني عليها في رقبة وزير التعليم ومعلميه الذين شغلتهم الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية أن تستبدل تلميذة لم تتجاوز التاسعة من عمرها القلم والمسطرة ب«موس» حلاقة تحتفظ به في حقيبتها المدرسية فتلك كارثة وأن تستخدمه الطفلة الصغيرة لحسم خلاف نشب بينها وبين زميلتها فتلك كارثة أخطر وأن يشهد فصل دراسي داخل مدرسة يفترض أن بها مديراً وناظراً ومدرسين إلخ.. جريمة الجاني والمجني عليه فيها طفلتان في الصف الثالث الابتدائي فهذا لا يمكن لخيال أحد أن يصل إليه. دماء المجني عليها بالطبع هي في رقبة وزير التعليم ومعلميه الذين شغلتهم الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية عن أداء واجبهم، والمديرين والنظار الذين انحصر تفكيرهم في اجراء عمليات حسابية لما ينتظرون أن يدخل إلي جيوبهم. نهدي هذه الواقعة إلي من يهمه الأمر. ترويها «منة» بدموع بريئة صادقة متسائلة فتقول بكلمات بسيطة: كنت أجلس في المقعد الأول في الحصة الثانية، وطلبت مني الأبلة صفاء أن تجلس بجواري «هدير» ورغم أنني كنت أرفض فالمكان لا يتسع لكنني وافقت خوفاً من العقاب. بعدها بدقائق طلبت مني الأبلة أن أمسح السبورة فخرجت لاحضار «بيشاورة» من الفصل المجاور وعندما عدت رأيت «جنيهاً» علي الأرض فأخذته لأعطيه للأبلة صفاء لترده إلي صاحبه، وفجأة نظرت إلي زميلتي «هدير محمد حماد» وقالت لي : هاتي الجنيه ده بتاعي. قلت لها: أنا هديه للأبلة وانت خديه منها فردت علي: هتجبيه واللا أعورك! وتضيف «منة» والدموع تنهمر من عينيها: لم أتصور أنها ستفعل ذلك فتجاهلت حديثها لحين حضور الأبلة لكنها فاجأتني وأخرجت موس حلاقة من شنطتها وضربتني به في وجهي أكثر من ضربة فسالت الدماء من وجهي صرخت وبكيت ثم سقطت علي الأرض ولم أكن أدرك ما أنا فيه إلا وأنا في المستشفي القريب من المدرسة وحولي الأبلة صفاء والأستاذ شوقي عنبر ناظر المدرسة. وببراءة قالت لي «منة» هو أنا وشي اتشوه، هيبقي شكلي وحش محدش هيرضي يكلمني وهيخافوا