بتاريخ 27/7/ 2008 كانت البراءة للقاتل ممدوح إسماعيل مكافأة علي قتل أكثر من ألف مصري وإصابة أكثر من أربعمائة مواطن ومواطنة وطفل وطفلة ورضيع ورضيعة، وبتاريخ 11/3/2009 كان الحكم غيابيا علي الهارب ممدوح إسماعيل بسبع سنوات مع الشغل والنفاذ بتهمة القتل والإصابة الخطأ. تبدلت المشاعر واللحظات من حسرة إلي فرحة .. من انكسار إلي انتصار.. من ألم إلي أمل.. من يأس إلي أمل.. من قهر وظلم إلي نصر وعدل. لحظة النطق بالحكم للمستشار خالد بدر الدين في 11/مارس سنة 2009 كانت لحظة مضيئة.. كانت رد شرف وكرامة للقضاء المصري العظيم والشريف.. كانت لحظة انكشاف أهمية استقلال القضاء.. كانت لحظة حكم لصالح الغلابة والفقراء من شعب مصر كانت لحظة انتصار علي الفساد والإهمال الذي أودي بحياة أكثر من ألف شهيد، كانت لحظة خطوة علي طريق القصاص للشهداء، كانت لحظة ترتاح فيها أرواح الشهداء وتصعد إلي ربها راضية مرضية، كانت لحظة تنام فيها أعين أمهات الشهداء أعين آباء وأبناء وإخوة وأخوات وأزواج وزوجات وأسر الشهداء. مزيج من الفرحة والضحكة والدموع والشجن، صيحات ترتفع بأعلي الصوت من الحناجر يحيا العدل زغاريد تملأ أنحاء المحكمة أحضان فرحة بين أهالي وأسر الشهداء، صيحات وهتافات. يحيا العدل يحيا القضاء الشريف يحيا كفاح المحامين يحيا كفاح الإعلاميين يحيا كفاح حركة كفاية وشباب 6 أبريل صيحات قالها أسعد هيكل المحامي يلخص بها حركة مستمرة للدفاع عن الحق من أكثر من ثلاث سنوات . في هذه اللحظة تذكرت أمهات الشهداء في فلسطين في لبنان في العراق وكم يتوقون إلي لحظة الانتصار للأخذ بثأر شهدائهم تذكرت أمهات مصر ونساءها في عيد المرأة المصري 16 مارس وعيد الأم 21 مارس. يا أم محمد (الحاجة بهيجة حافظ) ياصابرة ياصامدة في وقفتك ضد الظلم والدفاع عن حق ابنك الموجود. أحس معك أنه حي كما تقولين ، وأتضامن معكي في قولك : إنها الخطوة الأولي في طريق حق ابني والقادمة مواصلة البحث عنه لأنني متأكدة أنه مازال حيا. ياأم نادين (الحاجة نادية سعد إبراهيم علي) أدعو الله لك بمزيد من الصبر حتي تجف دموعك وتنامين ولو لبعض الوقت كم أشعر بألمك فالضني غالي.. وأنت فقدت في لحظة غدر ابنتك نادين وزوجها سعيد وابنتها مريم وابنها مازن. ياحاجة أم نجوي ألهمك الله الصبر علي فقدان الابنة نجوي المرشدي وزوجها صبري عبد اللطيف والبنات مها - نهي - سها - نورهان والابن محمد. وسألت نفسي هل فقط السيدات؟! لا هناك الرجال الذين فقدوا الاسرة بالكامل يالهول المصيبة. قال لي طارق شرف الدين : فقدت الزوجة وولدين وبنتين لكن سأواصل الدفاع عن حقهم وسأذهب مع المحامين في كل مكان طالبا إحالة القضية وتغيير قيدها من جنحة إلي جناية. الدكتور محمد عبد الحليم الطبيب الذي فقد أسرته بالكامل الزوجة وأربعة أبناء، الطبيب الذي لم يقبل التعويض فملايين الجنيهات لن ترد له أسرته ووهب عمره للدفاع عن الحق في الحياة ضد الفساد والإهمال الذي يتسبب في موت المئات والآلاف نعم الفساد والإهمال والرشوة والسطلة وفقدان الضمير والإحساس، هذا ما جاء في حيثيات الحكم يادكتور محمد، وهذه بعض الكلمات التي نطق بها القاضي العادل النزيه خالد بدر الدين. والمتهمون تركوا لأنفسهم العنان وأخذوا يفكرون ساعات طويلة في البحث عن حجج وتركوا الضحايا يغرقون في أمواج البحر العاتية ولم تأخذهم رحمة بالمجني عليهم .. إن المتهمين ماتت ضمائرهم وعميت.. بصائرهم ولن تأخذهم رحمة بكبير أو صغير. وإنني أقول في النهاية إن حكم الأمس هو البداية لطريق طويل يستلزم جهدنا جميعا من محامين وأهالي الضحايا والشرفاء من هذا الوطن للضغط لمثول المتهم القاتل أمام العدالة لتنفيذ الحكم وعلي الحكومة المصرية إبلاغ الإنتربول الدولي بإلقاء القبض علي المتهم وإحضاره إلي مصر، هل يمكن تحقيق ذلك؟ لن نيأس ولن نستسلم لحكومة بلا ضمير ولن يغمض لنا جفن حتي يتم القبض علي المتهم ويتم تنفيذ الحكم. سنتضامن مع المحامين في رفع قضية رجوع المخطوفين الاحياء وقضية التعويضات حتي يأخذ الأهالي جميع مستحقاتهم، وقضية تحويل القضية من جنحة إلي جناية، تحية للقاضي خالد بدر الدين والمستشارين شيرين فوزي ومحمد نور ورئيس النيابة أحمد محمود وأمانة السر محمد ياسين.