عندما كان مجلس الشعب الموقر، يضع كام شريطة علي كتفه، ويناقش قانون المرور الجديد، بتاع إديني سرنجة يا أبلتي.. وأرقعي بالصوت في خارجتي، كان عنيداً عناداً يورث الكفر، في مسألة الحبس في بعض المخالفات، حتي يرفع نسبة الاشغال في السجون المصرية إلي مية في المية، مع مد جسور المحبة والمودة والتفاهم، في حكاية المثلث العاكس وشنطة الأسطي زكي حلاق الصحة، لحين تحديد مكونات الشنطة، يعني ممكن يبقي فيها منظار وقسطرة وجهاز رسم المخ، ولا كفاية شوية قطن وشاش وكفن وخلاص، وقام المجلس الموقر، باصدار القانون الجديد، دون الالتفات إلي الأصوات المعارضة، رافعاً شعار «يا خارجة من باب الحمام.. وكل خد عليه خوخة، أوعي تخبطك عربية.. وتموتي مسلوخة». وكان الهدف المعلن من تطبيق قانون الجوز الخيل والعربية، هو تنظيم فوضي المرور في شوارع العاصمة، التي تحولت إلي ما يشبه ساحات الخردة، أو عشة الفراخ بتاعة الولية أم باتعة، ومنع الكلاكسات التي تعزف سيمفونية القدر لبيتهوفن، فما الذي حدث بعد إصدار القانون الجديد؟! هل توقفت الكلاكسات ورزع الحلل؟! وأصبحت الشوارع فاضية، لدرجة أن العيال بتلعب فيها كورة؟! وانتهت الحوادث المروعة، لدرجة أن عزرائيل بيفكر في تقديم شكوي إلي إدارة المرور لأنه أصبح عاطلاً، وعنده عيال يا ضنايا بيصرف عليهم؟! أم أن الحكاية كلها كانت مجرد شكل جديد من أشكال الجباية، علي طريقة الحواة بتوع.. علي بطنها تنور.. علي صدرها تنور؟! مع أن الحكومة واقفة علي جيوبنا زي شيخ المنسر، بتاخد فردة علي أي حاجة يا جدع، ولما تلاقي نفسها فاضية شوية، بتقف بترابيزة علي الناصية، تلاعب العيال السنيورة فين. الذي حدث فعلاً بعد تطبيق القانون الجديد، الذي يطبق علي الغلابة فقط، بدليل واقعة المسئول البرلماني الكبير، الذي ظل يدافع عن القانون وحبس السواقين، لحد ما كان هايطقله عرق، وأول ما اتمسك السواق بتاعه لأنه يسير في عكس الاتجاه، قام بالافراج عنه فوراً، علي اعتبار أن حصانة المسئول، تشمل الخدامين والسفرجية والدادات والسواقين، الذي حدث فعلاً.. أن الحكاية كلها كان الهدف منها شن تجريدة علي المواطنين، بينما الكلاكسات مازالت تزغرد في وسط العاصمة، ومازال أصحاب أكشاك السجاير والمقاهي يحتلون الشوارع، ومازالت حوادث الموت علي كوبري أكتوبر، نتيجة السرعة الجنونية، طيب فين بتوع المرور؟! واحد مسطول قالك.. بيلموا فلوس في الكمين اللي علي أول الشارع