· من حقك في أمريكا أن تشتري كنيسة وتحولها إلي مسجد.. وأمريكا ليست العدو الأول للمسلمين وإنما حكامنا وأنفسنا · من حق المرأة أن تصلي بدون غطاء رأس والنقاب استعلاء علي الله وشريعته.. والفتوحات الإسلامية وراء تزييف الأحاديث النبوية والشريعة ولد المفكر الإسلامي أحمد صبحي منصور بالمنصورة عام 1949 وعمل مدرساً بجامعة الأزهر قبل أن يتم فصله في الثمانينيات بسبب انكاره للسنة النبوية وشفاعة النبي وعصمته، حينها أسس المنهج القرآني الذي يكتفي بالقرآن كمصدر للتشريع الإسلامي وسافر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية بعض الوقت ثم عاد إلي القاهرة ليصبح أحد أركان مركز ابن خلدون. وفي عام 2000 وبعد أن واجه المركز مشكلات قضائية بسبب تلقيه أموالاً من الخارج.. هاجر منصور إلي أمريكا ليعمل مدرساً بجامعة «هارفارد» وبالوقفية الوطنية الديمقراطية وينشئ مركزه العلمي للقرآن الكريم ، حيث يعتبر الأب الروحي للقرآنيين. التقينا به في منزله بولاية «فرجينيا» ذلك البيت الهادئ الذي يغلب عليه الطابع المصري.. وكان يحتفل بعيد زواجه ال32 مع زوجته المصرية وأم أبنائه ال6 الذين يدرسون ويعملون في الولاياتالمتحدة. لماذا جئت إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ - هارباً من استغلال رجال الدين في مصر وسيطرتهم علي الأمور. وكيف تري هذا الاستغلال؟ - أراهم لا يتقبلون أي مناقشة أو يسمعون إلي الباحثين في الدين.. وحولوا أنفسهم إلي دعاة. وما الفرق بين الباحث والداعية؟ - الباحث يبحث في الموضوعات الدينية ويتراجع عن أخطائه لو تم اثباتها أما الداعية فلا يقبل أي نقاش ولا يتراجع عن رأي وحين أصدرت كتابي «الأنبياء في القرآن» قامت الدنيا ولم تقعد بين المشايخ لأنني لا أؤمن بشفاعة النبي وعصمته أو بأن رسول الله محمد هو أشرف الأنبياء لأن هذه الصفة تنطبق علي معظم الأنبياء وليس محمد فقط. وكان الشيخ محمد علي إبراهيم وهو صوفي سني قد قرأ الكتاب ورفض كل ما جاء به وقام بتحريض الطلبة داخل الأزهر لتقديم الشكاوي ضدي وأرسلوا خطابا إلي رئيس الجامعة يحذرون من أنه إذا لم تتم محاكمتي سيقومون بمظاهرة «مليونية» وكان رئيس الوزراء في ذلك الوقت هو كمال حسن علي.. فاتصل برئيس الجامعة الدكتور محمد مزهود وصدر قرار سياسي مؤسسي بوقفي عن العمل واحالتي لمجلس تأديب 1980. يومها قلت لهم إذا لم أجد لي مكانا في هذا الحاضر سيكون لي مكان في المستقبل. وتقدمت باستقالتي.. وتفرغت من عام 1985 إلي 1987 للخطابة في المساجد وبدأت الحديث عن القرآن الكريم كمصدر للتشريع.. والتف حولي العديد ممن يؤمنون بالقرآن وأنشأنا جماعة «القرآنيين» وعلي مدي شهرين حققوا معنا بتهمة «انكار السنة» رغم أن القانون ليس به جريمة تسمي «انكار السنة» والبخاري ليس إلها وما يكتبه وجهات نظر. حين قتل المفكر الراحل فرج فودة طالب عدد من مشايخ الأزهر بإهدار دمك فما علاقتك بالراحل فرج فودة؟ - كان فرج فودة سابقا لعصره.. تعرفت عليه في رواق ابن خلدون في نقاش عن الصراع العربي الإسرائيلي وحين أعلن أنه مع التطبيع «ضرب بالأحذية» فلا أحد يقبل الرأي الآخر.. أنا وفرج فودة ضحايا أفكارنا التي نؤمن بها. كما عملت معه ككاتب وناشط ومؤسس لجمعية «الجبهة لمواجهة الإرهاب» وجمعية «التنوير» وحين أنشأ فرج فودة حزبه قال إن الناس يظنون أنه حزب قبطي لأن الأسماء المنضمة له تصلح مسلمة وقبطية وأريد أن ينضم أسماء واتجاهات إسلامية واضحة.. يومها انضممت لحزبه أنا و40 شخصاً من جمعية «القرآنيين». اتجهت إلي مركز «ابن خلدون» للعمل به رغم الشائعات والشبهات التي تحوم حول سعد الدين إبراهيم وأعوانه واتهامهم بالعمل لصالح أمريكا وتلقي أموال من الخارج؟ - كان الاتفاق بيني وبين سعد الدين إبراهيم أن يكون التركيز علي الديمقراطية والدولة المدنية ضد استغلال رجال الدين وتدخلهم في السياسة. هربت من مصر إلي أمريكا بحثاً عن حريتك الفكرية وابتعاداً عن اضطهاد رجال الدين لك فهل وجدت هذه الحرية في أمريكا؟ - نعم.. وكل ما يقال عن اضطهاد المسلمين غير صحيح فهنا في أمريكا مسموح أن تشتري كنيسة وتحولها إلي مسجد ويوجد مئات من المساجد داخل الولاياتالمتحدة تمارس شعائرها الدينية دون تدخل.. وتوجد ديمقراطية وحقوق إنسان بشكل حقيقي وليس مجرد كلام. هل نسيت أن أمريكا هي التي احتلت العراق وضربت بالديمقراطية وحقوق الإنسان عرض الحائط؟ - إنها أخطاء الرئيس السابق بوش ويعالجها الآن أوباما ويحاول إزالة الآثار السيئة التي تركها سلفه في أفغانستان والعراق. أراك تدافع عن أمريكا بحماس ألا تراها أنها العدو الحقيقي للعرب والإسلام؟ - هذا ليس صحيحاً.. العدو الأول لنا أنفسنا وحكامنا العرب وابتعادنا عن الديمقراطية، والعدو الثاني إسرائيل لو كانت أمريكا أحد الأعداء فتكون العدو الأخير. لك رأي غريب في الحجاب وتقول إنه غير مذكور في القرآن؟ - هذا صحيح فالقرآن الكريم ذكر الخمار والجلباب والخمار ما يغطي الصدر والجلباب ما يغطي الساقين ولذلك يمكن للمرأة أن تصلي بدون غطاء رأس. قلت عن النقاب إنه استعلاء علي الله.. كيف؟ - لأن الله لم يأت في قرآنه بفرض النقاب ورغم ذلك نري من ينادي به.. وهذا يعني أنه لا يعجبه ما شرعه الله ويخترع شرائع أخري ويطبقها وهذا استعلاء علي تعليمات الله عز وجل. وماذا تفعل الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ - أقوم برئاسة المركز العالمي للقرآن الكريم كما أنني ألقي محاضرات بجامعة «هارفارد».