أجرت صحيفة "لوموند" الفرنسية حوارا مع بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد. التقت "لوموند" بثينة شعبان في قصر الأمم، المقر الأوروبي للأمم المتحدة في سويسرا وعلى هامش مؤتمر السلام في سوريا "جنيف 2". من بدايات العام 2000 وحتى العام 2011، كانت السيدة بثينة شعبان، البالغة من العمر 60 عاما والحاصلة على دبلوم متخصص في الأدب الإنكليزي، حاضرة بقوة في المشهد الدولي حين كانت سوريا تحاول العودة للاندماج في المجتمع الدولي مجددا، لكن بدأت تقليل ظهورها العلني منذ اندلاع العنف في سوريا نهاية العام 2011. كان القلق باديا على السيدة بثينة أثناء الحوار تقول "لوموند"، وكان واضحا انزعاجها الشديد من الأسئلة الموجهة إليها مما دعاها إلى إنهاء المقابلة بأسرع مما كنا نتوقع. تعلقت الأسئلة التي طرحتها "لوموند" بمؤتمر "جنيف 1" والحكومة الانتقالية التي انبثقت عنه ومؤتمر "جنيف 2" والحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على مدينة حمص. كانت "شعبان" مقتصدة تماما في إجاباتها وطرحت أسئلة على الصحفي أكثر ما قدمت من إجابات. اتهمت شعبان الغرب في المقابلة بالتواطؤ مع الإرهابيين والجماعات الجهادية بالسكوت عليها وعلى ما تقوم به من إرهاب. وطرحت السؤال التالي على الغرب: لماذا تفضلون الإرهابيين على الحكومة السورية؟ وانتقدت عدم اهتمام الغرب بالمنظمات الإرهابية مثل "داعش" (الدولة الإسلامية في العراق والشام) و"جبهة النصرة" الموالية للقاعدة. وفي سؤال عن الحصار على مدينة حمص حمّلت شعبان مقاتلي المعارضة المسؤولية بالكامل عن منع وصول المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين والمناطق المتضررة. ورغم رد الصحفي بأن بعثة الأممالمتحدة لا تزال عالقة في دمشق بانتظار الضوء الأخضر من الحكومة بالتوجه إلى حمص إلا أنها ردت في اتجاه آخر وحمّلت المجتمع الدولي مسؤولية حصار الجهاديين لقرى شيعية بالقرب من حلب. بثينة شعبان لم تنف نفيا قاطعا رفض الحكومة السورية لوثيقة "جنيف 1" التي سينبثق عنها حكومة انتقالية تدير البلاد وتمهد لانتخابات حرة وإنما قالت إن الحكومة مستعدة لمناقشة الوثيقة فقرة فقرة قبل الوصول للفقرة الخاصة بالحكومة الانتقالية واهتمت أكثر بالفقرة الخاصة بوقف العنف والإرهاب. وقالت شعبان إنه ليس من المعقول القفز من الفقرة الأولى في الوثيقة إلى الفقرة الخامسة مباشرة، والمتعلقة بالحكومة الانتقالية، كما تفعل المعارضة. وردا على اتهام النظام السوري بممارسة التعذيب والقتل ضد المعارضين بناء على أدلة تضم 55 ألف صورة لجثث الضحايا. قالت شعبان إن هذه الصور تم إثبات أن وكالة قطرية قامت بفبركتها وبالتالي لم تعد دليلا. وأكدت بأن هناك حملة تضليل متعمدة بشأن القتال الجاري بين مقاتلي المعارضة ومقاتلي الجماعات الإسلامية ولكنها لم توضح تفاصيل هذا التضليل رغم أن هذا القتال قد أسفر عن سقوط ألف قتيل حتى الآن.