اكتشفنا بعد ذلك أن تلك القارة السودة، مثل البهيمة الفطسانة ما بيجيش من وراها غير الفقر والمرض، وكل البلاوي الزرقا، حتي العيال الافارقة اللي عضمهم فوق لحمهم، عاملين زي الكائنات الفضائية اللي جاية تغزو الأرض وتاكل العيال والمعيز، فقررنا في لحظة رواقة مخاصمة تلك الزلعة المنحوسة قبل أن تنكسر فوق دماعنا بأن نتجه إلي أوروبا وامريكا وكل اللحوم البيضاء زمان.. أيام ما كان سي عبده بيغني النيل نجاشي، وكانت العيال تتساءل بدهشة وبلاهة مين الحاج نجاشي اللي مسجل النيل في الشهر العقاري باسمه؟! وهل الحاج نجاشي ده هو اللي مشغل السقايين عند وبيحاسبهم آخر الشهر؟! كنا نعرف الحاج نكروما، والحاج باتريس لومومبا، وجوموكنياتا اللي عمل عمرة بس وملحقش يحج وكانت مصر تلعب دورا محوريا وهاما، في حركات التحرير داخل تلك القارة التي كنا نرسمها علي الخريطة اشبه بزلعة المش. بس بودن واحدة، في وسطها خط رفيع طويل، اللي هو النيل بتاع الحاج نجاشي. ثم اكتشفنا بعد ذلك أن تلك القارة السودة، مثل البهيمة الفطسانة ما بيجيش من وراها غير الفقر والمرض، وكل البلاوي الزرقا، حتي العيال الافارقة اللي عضمهم فوق لحمهم، عاملين زي الكائنات الفضائية اللي جاية تغزو الأرض وتاكل العيال والمعيز، فقررنا في لحظة رواقة مخاصمة تلك الزلعة المنحوسة قبل أن تنكسر فوق دماعنا بأن نتجه إلي أوروبا وامريكا وكل اللحوم البيضاء، من باب من جاور السعيد يسعد، قررنا أن نشطب أفريقيا من الخريطة السياسية ونرسم بدلا منها الدنانير والدولارات وأجساد المزز التي ترد الروح، أن نطلق الفقر بالثلاثة لأنه معدي زي أنفلونزا الخنازير وأن نعقد قراننا علي الاغنياء مقابل بعض التنازلات البسيطة خاصة أن العملة الأفريقية لو مسكتها بإيدك تجيبك الجرب والجدري والجذام، بينما العملة الأوروبية لو شمتها تفوق وتقوم تبرطع في الدنيا. وشيئا فشيئا، انتهي الدور المصري من أفريقيا تماما، وأصبحت الأرض خالية لتلعب فيها إسرائيل وحدها، ونحن نضحك بشماتة علي أعتبار أن ربنا هايفقرهم هناك، وهايرجعوا كلهم علي التأهيل المهني وطبقا لنظرية جحا الشهيرة ما داموا بعيدا عن دارنا ملناش دعوة، وايش تاخد الريح من البلاط، لغاية ما الحاج نجاشي - بناء- علي النصيحة الاسرائيلية بدأ يبيع النيل بالقطاعي لأن نظام الجملة هايقف عليه بخسارة وبدأت دول المنبع وطبقا للمخطط الإسرائيلي تقيم عشرة سدود مرة واحدة علي النيل وتردد جحا أولي بلحم طوره.. واللي خدته القرعة.. تاخده أم الشعور.. وبدأنا نحن نغني.. النيل مجاشي.. الحقنا يانجاشي. محمد الرفاعي