حول أهم الأسس التي بنيت عليها استراتيجية صناعة السيارات والصناعات التجميعية وسبل النهوض بالصناعات المغذية والمشاكل التي تواجه تلك الصناعة ووسائل حلها كان حديثنا مع د.نبيه السمري رئيس شعبة الصناعات المغذية. بدأ الحديث بالسؤال عن أهمم الأسس التي ترتكز عليها استراتيجية صناعة السيارات بشكل عام وصناعة التجميع في مصر. فأجاب قائلا: إن تلك الصناعة ترتبط بالشركات المنتجة للسيارات والشركات المصنعة للمكونات المغذية، ولإخراج الاستراتيجية بوضع يتناسب مع الصناعة المصرية كان لا بد من توافق جميع الشركات. ولهذا تم عقد عدة اجتماعات بين الشركات المصنعة للسيارات والشركات المصنعة للمكونات المغذية للسيارات ورابطة مصنعي السيارات لمناقشة الاستراتيجية بما يخدم مصلحة الصناعة المصرية، وقد تم وضع تصور لنسب المكون المحلي في كل نوع من أنواع السيارات من مركبات صغيرة ونقل وأوتوبيس. وقد تم تقديم اقتراح يقضي بتحفيز الشركات المصنعة للسيارات بنسب طردية لنسبة التصنيع المحلي، أي كلما زاد التصنيع المحلي زاد الحافز. وقد تم اقتراح حافز غير عادي للمكونات التي لا يتم تصنيعها في مصر حالياً. ما هي أهم المعوقات التي تواجه تلك الإستراتيجية؟ - لا يمكن القول بوجود معوقات بقدر ما نقول إنها عناصر لا بد أن تتم دراستها لأنها لا تخص وزارة الصناعة وحدها، بل تخص جهات متعددة مثل وزارة المالية والتخطيط والقوي العاملة. فكلما وجدت فرص عمل أكثر تحتاج إلي فرص متاحة لزيادة الإنتاج. والتحفيز يرتبط بخفض الجمارك، ولذلك فالأمر يرتبط بالعائد ووزارة المالية، فجميعها عناصر لها علاقة بالاستراتيجية وكل جهة تدرس الإيجابيات والسلبيات التي تعود من الاستراتيجية، ولهذا يصل الموضوع لرئيس الوزراء. كيف يمكن أن ننهض بالصناعات المغذية للسيارات في مصر؟ - لا بد من حذف أي جمارك مفروضة علي الخامات مع تحفيز الشركات الجادة في صناعة المكونات غير المتاحة في مصر مع عدم زيادة المنافسة بين الشركات الموجودة حالياً. كيف يمكن حل مشكلات القصور في البحث العلمي وتدريب الخريجين؟ - يمكن تحقيق ذلك من خلال ربط الصناعة ورجال الصناعة بالجامعات والمدارس الفنية حتي يتم تخريج مهندسين وعمال فنيين بما يتناسب مع احتياج الصناعة المصرية. وتوجد حالياً مؤسسات تتبع غرفة الصناعات الهندسية، لتوصيف المهن اللازمة والمناسبة للصناعة ووضع البرامج التعليمية لرفع الكفاءة وتحقيق المطلوب من تلك المهن، وكذلك إنشاء مراكز التدريب لتطبيق تلك البرامج. ويتم التنسيق مع الجامعات لإدخال مادة التصميم الهندسي المتطور طبقاً للبرامج الحديثة بالتعاون مع المصانع لتنفيذ ما تتم تصميمه حتي إتمام المنتج النهائي. وبالتوازي يتم الآن دراسة إرسال بعثات من المهندسين الحاليين إلي بعض الدول المتقدمة في التصميم للتدريب والوقوف علي أحدث طرق التصميم لرفع كفاءة الصناعة حتي يتم تخريج الدفعات الجديدة المزودة بالمعلومات التصميمية الحديثة. هل هناك شركات أخري سيكون مصيرها مثل مصير شركة النصر لصناعة السيارات؟ - كل الشركات المشابهة وقعت بالفعل. وأتوقع أن يحدث ذلك مع شركة النصر للمطروقات لأنه في آخر زيارة لي وجدت أن أصغر عامل عمره 45 عاماً بسبب إيقاف التعيينات وعدم توارث الخبرات وعدم وجود شباب جديد قادر علي العمل والإنتاج، فضلاً عن عدم التعامل بحكمة فيما يتعلق بتصفية العمالة الزائدة في المصنع. من وجهة نظرك ما هي أهم المشروعات التي يتعين البدء فيها خلال المستقبل القريب؟ - تتم خلال الفترة الحالية دراسة مشروعات لإحلال الميكروباص والملاكي. وتجدر الإشارة إلي أن مشروع إحلال التاكسي حقق انتعاشة جيدة للشركات المصنعة للسيارات والشركات المغذية وكان القرار بالبدء في هذا المشروع موفقاً. وأقترح أيضاً تصدير مكونات الصناعات المغذية للسيارات إلي الشركات المماثلة في الخارج. ماذا عن أزمة التوك توك في مصر؟ - لو نظرنا إلي موضوع التوك توك لوجدنا أنه ليس كله عيوب، لكن عدم الترخيص أعطي الفرصة لظهور مشكلات وسلبيات عديدة. ولذلك يجب الترخيص ومعاقبة المخطئين. والتوك توك مفيد في المناطق الشعبية. وربما العيب الثاني في موضوع التوك توك هو أنه مزود بمحرك للدراجات النارية، ولهذا فهو ملوث للبيئة بعض الشيء.