· القمص سرجيوس وكيل البطريركية يطالبنا بإبعاد الكنيسة عن السياسة ونحن نسأله من الذي أقحم الكنيسة في الصراعات السياسية أليس البابا شنودة نفسه بتأييده لجمال مبارك؟ أكاد أجزم أننا في «صوت الأمة» أول من نصح الدكتور محمد البرادعي بالسفر إلي الداخل، بدلاً من الخارج، والتنقل بين محافظات مصر بدلاً من التنقل بين العواصم الأوروبية، والنزول إلي الشارع بدلاً من الجلوس في حديقة منزله، والاكتفاء بالتحول إلي مزار سياسي يتوافد عليه الكثيرون لالتقاط الصور أو التمسح في اسمه أو البحث عن دور.. حسنا فعل البرادعي بقراره التجول بين محافظات مصر.. المهم أن تتحول هذه الجولات إلي لقاءات شعبية حقيقية يستمع فيها البرادعي إلي الناس ويستمعون إليه.. والأهم من كل ذلك أن يتراجع البرادعي عن إصراره بعدم خوض انتخابات الرئاسة إلا بعد تغيير الدستور.. أدخلها بأي طريقة ومن أي باب.. المهم أن تدخلها لإحراج النظام وتعريته والضغط عليه وهو في أضعف حالاته الآن، والفرصة مواتية وعمر الدكتور البرادعي لايسمح له بالانتظار 6 سنوات أخري في انتخابات الرئاسة بعد القادمة فسنه وقتها سيصبح 75 عاماً. صحيح أننا نحمل البرادعي أكثر من طاقته، ولكن هذا قدره بعد أن أصبح عند البعض حصان طروادة الذي يمتطيه الشعب لنقله إلي مرحلة الحرية الحقيقية والديمقراطية الكاملة.. لن نتوقف عن مطالبة البرادعي بخوض الانتخابات في ظل أي شروط أو قواعد .. لن نتوقف عن رفع شعار: أدخلها وتوكل فالنظام في أضعف حالاته.. ادخلها من أي بوابة حزبية.. قاتل من داخل الملعب لا من خارجه .. البرادعي في اعتقادي أشبه بلاعب موهوب وهداف ولكنه للأسف يلعب خارج الملعب ويسجل أهدافا تطيش في الهواء.. نريده أن يسجل داخل الشباك حتي لو عرقلوه فيكفيه أنه كشف عنفهم وفضح قمعهم. أعترف بحكمة البابا شنودة في الكثير من القضايا، إلا أنني أقر بأن أكبر أخطائه هو إقحام الكنيسة في السياسة والخلط بين السلطة الروحية والسلطة السياسية، يقع البابا شنودة في خطأ فادح حينما يقدم نفسه علي أنه رأس السلطة السياسية للمسيحيين أو أنه الممثل السياسي لهم لقد ساهم هذا الخطأ الفادح في عزلة الأقباط.. فالكنيسة مرجعية دينية وليست مرجعية سياسية.. أخطأ البابا شنودة حينما أعلن تأييده للرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة الماضية عام2005 لأنه أقحم الكنيسة في المنافسات علي انتخابات الرئاسة وموقفه يعني أنه أعطي تعليماته للمسيحيين بانتخاب الرئيس مبارك لما يملكه عليهم من سلطة روحية أو دينية، أخطأ البابا شنودة أيضا خطأ فادحا حينما أعلن تأييده لجمال مبارك إذا ما رشح نفسه في انتخابات الرئاسة، حيث ظهرت الكنيسة مؤيدة لتوريث الحكم مضفية غطاء دينيا مسيحيا علي أكبر المخاطر التي تهدد حياتنا السياسية وهي مخاطر توريث الحكم.. لذلك اندهشت بشدة من تصريحات القمص سرجيوس سرجيوس وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس الذي صرخ منبها ومحذرا: أطالب وسائل الإعلام بإبعاد الكنيسة عن المشاحنات السياسية وذلك ردا علي اهتمام الصحف ووسائل الإعلام بدعوة الكنيسة للبرادعي بحضور قداس عيد القيامة، حيث تعامل البعض مع الدعوة علي أنها تأييد للبرادعي في حين أكد القمص سرجيوس أن الكنيسة دعته كشخصية عامة حصلت علي قلادة النيل وليس كزعيم سياسي.. وأنا أسأل القمص سرجيوس الذي يطالبنا بإبعاد الكنيسة عن مشاحنات السياسة.. من الذي أقحم الكنيسة في الصراعات السياسية ؟ أليس البابا شنودة نفسه؟ من الذي أعلن تأييده للرئيس مبارك ولجمال مبارك ؟ أليس البابا شنودة؟ من الذي سمح بمظاهرات الأقباط الغاضبين داخل الكنيسة مع قضيتي وفاء قسطنطين ومذبحة نجع حمادي؟ أليس البابا شنودة؟ مع أننا حذرنا أكثر من مرة وقلنا إنه علي الأقباط اللجوء إلي القانون وإلي مؤسسات الدولة وليس إلي الكنيسة، عليهم أن يتظاهرو أمام مجلس الشعب وليس داخل الكاتدرائية .. لو لجأ المسلم إلي الجامع والمسيحي إلي الكنيسة لاشتعلت الفتنة الطائفية وانهارت الدولة المدنية .. اللجوء يكون للقانون والمؤسسات السياسية والقانونية والمدنية.. سيذهب البرادعي إلي القداس إلا أن جمال مبارك لا يشارك فيه ويتعمد التغيب في الوقت الذي يواظب فيه علي المشاركة في احتفالات عيد الميلاد، وهو ما جعل بعض الأقباط وعلي رأسهم موريس صادق يهاجمونه ويتهمونه بالتطرف الديني، لأن عيد القيامة يرتبط بقيامة المسيح من بين الأموات بعدما مات المسيح علي الصليب، وهو مالا يعترف به المسلمون.. البرادعي إذن لن يقابل جمال مبارك وجها لوجه داخل الكاتدرائية، وسيكسب الأقباط بالمشاركة في احتفالية يرفض جمال مبارك حضورها اللهم إلا إذا قرر فجأة المشاركة لتجريد البرادعي من كسب النقاط علي حساب النظام.. الأقباط كانوا غاضبين من البرادعي لأنه أعلن موافقته علي تأسيس حزب لجماعة الإخوان المسلمين وها هو يصالحهم ويغازلهم بالمشاركة في عيد القيامة الذي يتجنب ابن الرئيس حضوره.