فلاحة مصرية من إحدي قري محافظة كفر الشيخ.. تجلس في دارها.. تلاعب طفلها الرضيع.. تنتظر عودة زوجها.. وربما كانت تحلم بقضاء وقت سعيد وممتع معه، فجأة تحول الحلم إلي كابوس.. مجموعة من شباب قرية مجاورة يقتحمون الدار الهادئة.. يهجمون علي سيدة الدار.. ولا أعرف سر اختيار هؤلاء الأشرار لهذه السيدة بالذات، هل هو اختيار عشوائي، أم اختيار مبني علي تخطيط مسبق.. أنا أرجح الاختيار الثاني.. فهم بلاشك يراقبون هذه السيدة من فترة ويعرفون تماماً موعد خروج زوجها وموعد عودته وأعدوا عدتهم اللئيمة لذلك! فأحضروا سيارة ميكروباص لخطف الفريسة وحملوا أسلحة نارية، وقسموا أنفسهم إلي مجموعتين، واحدة لاقتحام الدار واختطاف الفريسة.. وأخري تقف علي باب الدار لحماية مجموعة الاقتحام دخلت مجموعة الأشاوس إلي حيث تجلس الضحية، هجموا عليها وسحبوها إلي سيارة تنتظرهم أمام الباب. صرخت السيدة وصرخ معها طفلها الرضيع! شق صراخ السيدة سماء القرية الهادئة.. أسرع الأهالي إلي مصدر الصوت فوجدوا مجموعة تسحب الضحية.. والمجموعة الأخري تشهر الأسلحة النارية في وجوههم وتحذرهم من الاقتراب ومحاولة إنقاذ المسكينة، وهنا تتجلي أبشع صور السلبية التي حطت علي المجتمع المصري في السنين الأخيرة، فقد عجزت قرية بأكملها عن التصدي لمجموعة من المجرمين لا يتجاوز عددهم العشرة أفراد وكانت السلبية وكان الخوف السبب في نجاح المجرمين في الإفلات والهرب بالفريسة، واقتصر دور أهالي القرية علي إبلاغ زوج الضحية بالجريمة والذي سارع بإبلاغ مركز الشرطة.. وعلي الفور تحركت قوات الشرطة ووصلت إلي المكان الذي يمارس فيه المجرمون جريمتهم، حاصرت القوات المكان وأطلق بعض المجرمين النار علي قوات الشرطة! بينما استمر البعض الآخر في اغتصاب الضحية، نجحت قوات الشرطة في القبض علي تسعة من المجرمين، بينهم حدث وفر مجرمان من مكان الجريمة ونجحت الشرطة في القبض عليهما بعد ذلك وقدم المجرمون إلي محكمة جنايات كفر الشيخ التي نظرت القضية برئاسة المستشار مختار شلبي والذي أصدر حكماً بإعدام عشرة وحبس الحدث! وأنا هنا لابد أن أحيي هذا القاضي الشجاع الذي أصدر الحكم.. وأنا أتحدث عن الحكم وأشيد به كزوج له زوجة وبنات وأخوات وأنا أري أن حكم الإعدام في حق هؤلاء المجرمين إنما هو حكم وقصاص عادل حتي لو كانوا مائة وليس عشرة أفراد، واعتقد أن أي مواطن له زوجة أو بنت أو أخت لا يقبل هذا الفعل الآثم من جانب المجرمين، وأري أن يتم تنفيذ عقوبة الإعدام في حق هؤلاء المجرمين في ميدان عام كما طلب القاضي الشجاع الذي أصدر الحكم، تنفيذ هذا الحكم في ميدان عام سيكون رادعاً وجرس إنذار لكل من تسول له نفسه الإقدام علي ارتكاب مثل هذه الجريمة، ويا حبذا لو صدرت أحكام رادعة مثل هذا الحكم في قضايا أخري مثل الفساد ونهب المال العام والرشوة والمخدرات، لو طبقنا هذه العقوبة في حق مرتكبي الجرائم السابقة لتغيرت أشياء كثيرة في حياتنا.. الصين عندما طبقت عقوبة الإعدام في حق مرتكبي جريمة الرشوة اختفت هذه الجريمة تقريباً من الصين!! جرعة المخدرات مثلاً ينفق عليها الشعب المصري مليارات الجنيهات سنوياً ولا يقتصر تأثير هذه الجريمة علي دخول المواطنين والاقتصاد القومي فقط، ولكن خطر هذه الجريمة وتأثيرها الأكثر سوءاً يكون علي صحة متعاطي المواد المخدرة! والتي تحوله إلي مجرد هيكل غير قادر علي الحركة أو اتخاذ القرار السليم، نبات مثل نبات البانجو المخدر أثبتت الأبحاث العلمية أنه مدمر لخلايا المخ، هذا النبات المخدر انتشر انتشاراً مذهلاً بين أوساط الشباب المصري، فأيهما أنفع وأجدي للمجتمع أن أحافظ علي ذخيرة الوطن من الشباب أم أقضي علي المجموعات التي تتاجر في هذا المخدر وغيره من الأنواع الأخري، إلا إذا كان هناك من يريد أن يظل المواطن المصري «مسطولاً» علي طول الخط. طبعاً كلامي هذا لن يروق لبعض المحامين الشطار الذين يعرفون كيف ينفذون من ثغرات القانون ويخرجون المتهمين من القضايا كما تخرج الشعرة من العجين. وطبعاً تكون اتعاب هذه القضايا بالملايين وليذهب الشباب المصري إلي الجحيم. جريمة المخدرات في رأيي الشخصي من أخطر الجرائم وأشدها فتكاً بالمجتمع.. وهذه الجريمة هي القاسم المشترك في معظم القضايا الأخري وبالذات جريمة خطف الإناث والاغتصاب وحوادث الطرق.. تعاطي المخدرات وبالذات البانجو يدفع الشباب إلي جريمة الاغتصاب والسبب الرئيسي لحوادث الطرق.. ولو رجعنا إلي ملفات هذه القضايا سنجد أن معظم الجناة في هذه القضايا ارتكبوها تحت تأثير المخدرات! لو أردنا كمجتمع ودولة مؤسسات كما يشاع أن نقلل من حجم هذه القضايا الخطيرة وتأثيرها علي كيان المجتمع، فعلينا أن نعالج أصل الداء! وأصل الداء هم تجار المخدرات ومن يقفون ورائهم، ولو صدرت أحكام رادعة في حق تجار المخدرات كحكم الإعدام الذي أصدره القاضي الشجاع المستشار مختار شلبي رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ في حق العشرة أشخاص الذين اغتصبوا فلاحة كفر الشيخ لا نخفض المؤشر البياني لخريطة الجريمة في مصر، مطلبي هذا ليس بعيد المنال.. ويسانده ويعضده أن القضاء المصري قضاء عادل وشامخ.. وهناك عشرات القضاة الذين يملكون جرأة وشجاعة وعدل المستشار مختار شلبي.. وفي مصر أيضاً نائب عام محترم اسمه المستشار عبدالمجيد محمود.