· القمص بولا نفي أن يكون هناك مد إنجيلي في قرية دير أبو حنس مايكل فارس جددت أزمة انضمام 40 ارثوذكسياً للكنيسة الإنجيلية الصراع الخفي بين الكنيستين وهو ما ضرب عرض الحائط باتفاق قديم بين القس صفوت البياضي والبابا شنودة ينص علي عدم قبول أي مسيحي في الطائفتين دون زوجته حيث يتحايل بعض الأقباط الأرثوذكس علي الانضمام للانجيلية كطريقة للحصول علي الطلاق لكن مفكرين أقباط أكدوا أن انضمام ارثوذكسي إلي الانجيلية له أسباب أخري أهمها تجمد الخطاب الديني الأرثوذكسي وسلطة رجال الاكليروس علي المجلس وقضايا الطلاق.. الكاتب الليبرالي كمال غبريال أكد بداية أن أهم أسباب تحول الأرثوذكس إلي انجيليين رغبة في الحصول علي الطلاق فيلجأ الأرثوذكس لتغيير الملة حتي يتم تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية عليهم لأن الكنيسة الأرثوذكسية تمنع الطلاق إلا لعلة الزني. وأرجع السبب الثاني إلي نفور الشباب وهروبه من الكنيسة الأرثوذكسية بسبب خطابها المتجمد وانغلاقها مضيفاً: الانغلاق الذي تنتهجه الكنيسة من رجال الاكليروس أدي إلي تسرب الناس منها فالمسألة ليست مسألة عقائد بل خطاب ديني متجمد.. والسبب الثالث بحسب غبريال يرجع إلي استحواذ الاكليروس علي المسيحيين وهذا يؤدي ليس للهروب من الأرثوذكسية للانجيلية فقط بل ترك الدين المسيحي نفسه مضيفاً إذا كنا رصدنا 40 فقط فهناك أضعاف. وكشف الكاتب جمال أسعد عن أسباب أخري لهروب الأرثوذكس للكنيسة الانجيلية منها أن رجال الدين الأرثوذكس أصبح لهم اهتمامات أخري غير الخدمة الروحية والكنسية متخيلين أنهم أصبحوا قيادات سياسية وزعماء وجعل الكنيسة في حالة نهضة مادية مقابل تردي روحي واستثمرت الكنائس الأخري نصائحها. وأضاف جمود الفكر الأرثوذكسي بشكل لا يتسق مع الواقع المعاش تسبب في تلك الظاهرة فإن كانت الكنيسة تعتز بأنها كنيسة كلاسيكية «تقليدية»، فعلي الجانب الآخر الكنيسة الكاثوليكية عندما عقدت مجمعها في الستينيات كان نقلة نوعية في الفكر الكاثوليكي علي مدار تاريخه، حيث ناقش قضايا عقيدية ولاهوتية وحياتية وهو المطلوب من الكنيسة الأرثوذكسية الآن لتساير العصر وتتمسك بالثوابت في ذات الوقت، ودليل ذلك الدسقولية «قانون الكنيسة» والتراث التاريخي للكنيسة أصبح في جانب والممارسات الواقعية والحياتية لرجال الاكليروس في جانب آخر، ولا يوجد لديهم الشجاعة الأدبية للنظر في هذه القوانين وأضاف أسعد سبباً آخر وهو اعتماد الطائفة الانجيلية أساليب تكنولوجية حديثة في خدمتها لا تعرفها الكنيسة الأرثوذكسية مما يؤدي إلي استقطاب الأتباع الجدد. وحول رأيه في إعلان الكنيسة الإنجيلية عن انضمام أتباع أرثوذكس قال أسعد: إذا كان الشخص مقتنعاً اقتناعاً كاملاً بشكل طبيعي ودون اغراءات من هنا أو هناك فلا مشكلة في تغيير ملته ولكن يجب علي الكنيسة الانجيلية أن تتجنب الاثارة لأن التبشير أو الإيمان بمعتقد طائفة أخري لا يعني إعلان الانتصار وإشعار الآخر بالهزيمة فهذه سلوكيات ليست مسيحية ولا يجب أن تكون كذلك. علي الجانب الآخر أنكر الدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الانجيلية أن يكون ال40 شخصاً من الكنيسة الأرثوذكسية أصلاً مؤكداً أنهم أنجيليون، وأولاد الكنيسة الانجيلية.. وأضاف: يشترط في عضو الكنيسة الانجيلية أن يكون عمره 16 عاماً علي الأقل كي يكون له حق التصويت وحق الانتخاب واختيار القسيس، مشيراً إلي أنهم لا يدعون أحداً من الطوائف الأخري للانضمام. أما القمص بولا كاهن كاتدرائية ملوي بالمنيا فقد نفي أن يكون هناك مد انجيلي في قرية دير أبوحنس مشيراً إلي أن كل أبناء دير أبوحنس من الأقباط الأرثوذكس ولا يمكن أن ينتقل أفراد من الأرثوذكسية إلي الانجيلية دون أن تعلم الكاتدرائية بذلك خاصة أنه لا توجد كنائس انجيلية في منطقة دير أبوحنس.. أما الباحث الدكتور رفيق حبيب فأكد أن المتابع لحركة التنقلات بين الطوائف يلاحظ أنها تزيد في بعض الأوقات وتقل في أوقات أخري كما يلاحظ أن الاتجاه أحياناً يكون ناحية الكنيسة الانجيلية وأحياناً العكس والإنسان المسيحي يبحث عما يحقق له الاشباع الديني في كنيسته وأحياناً لا يجد ذلك فيذهب إلي كنيسة أخري فحركة التنقل بين الطوائف حركة ضعيفة جداً ولم تغير من نسب المنتمين إلي الطوائف المسيحية في مصر وبشأن وجود اتفاقية بين الطائفتين الانجيلية والأرثوذكسية فهي تمنع تغيير الطائفة قال الدكتور رفيق حبيب إن هذا الكلام غير عملي لأن تغيير الطائفة في مصر مثل تغيير الديانة لا يقبل عليها إلا فئة قليلة وتندرج تحت حرية الاعتقاد والعقيدة أما الكاتب كمال زاخر فأكد أن للأقباط في صعيد مصر خصوصية تميزهم عن غيرهم حيث أن الأسرة القبطية في الصعيد تضم بينها من هو ارثوذكسي وانجيلي وكاثوليكي ولا يؤثر ذلك علي العلاقات فيما بينهم بل أن الفرد الواحد يصلي في أكثر من كنيسة دون أي مشاكل ويرجع ذلك لتأثير البيئة علي الأقباط في الصعيد. القمص فلوباتير راعي كنيسة العمرانية بالهرم أرجع أسباب ترك البعض للكنيسة الأرثوذكسية أو العكس إلي صدامات شخصية بين بعض الأقباط والكاهن أو الأسقف أو القوانين داخل الكنيسة حيث لا يترك برأيه أي من الأقباط كنيسته عن قناعة بل لمجرد رد الفعل علي ما يعتقد أنه صواب ونفي القمص فلوباتير وجود اتفاقية بين قداسة الأنبا شنودة والدكتور صفوت البياضي رئيس الطائفة الانجيلية بشأن عدم قبول أي مسيحي في أي من الطائفتين بمفرده دون زوجته منعاً للتحايل علي قوانين الطلاق مشيراً أن الشخص الذي يقرر تغيير عقيدته نظراً للخلافات الزوجية فإنه يبحث عن طائفة أخري تقبله بين صفوفها.