أكد نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه في تصريحاته بالقاهرة أن الرأي المصري واضح في عملية الانفصال الجنوبي للسودان، مشيرا إلي خطورة الخلاف بين القاهرةوالخرطوم حول حلايب وشلاتين. محذرا بأن التدخل الخارجي والأجنبي في السودان سيكون مرتكزا علي قاعدة عربية، لأن هذه هي سمة التدخل الأجنبي في المنطقة العربية، وهو ما حدث في العراق.. واعتبر أن ما يجري في السودان هو فصل من الفصول التي يجري تنفيذها في العالم العربي في إطار سعي القوي الدولية للسيطرة والهيمنة علي المنطقة، التي تتمتع بمميزات استراتيجية، مضيفا إن الحرب النفسية والإعلامية التي شنتها الولاياتالمتحدة علي السودان من أجل تدويل قضية دارفور، وتصعيد الصراع الشمالي الجنوبي في السودان كان الهدف منه في المقام الأول خلق مبررات دولية للحصار الاقتصادي الأمريكي. وفي المؤتمر الذي دعت إليه السفارة السودانية بالقاهرة بحضور وزير الإعلام السوداني الزهاوي إبراهيم مالك وسفير السودان بالقاهرة عبد الرحمن سر الختم بمناسبة زيارة نائب الرئيس السوداني ولقائه بالرئيس مبارك، قال طه: إن السودان كلها الآن تفكر في أمر واحد وهو انتخابات تقرير المصير التي ستجري في شهر أبريل المقبل، حيث سيتم فيها انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمانين الشمالي والجنوبي، كما سيتم الاستفتاء الشعبي علي الوحدة أو الانقسام، مشيرا إلي أن فرص بقاء الوحدة في السودان كبيرة ومقدرة، لكنها ليست نهائية، مضيفًا: «سيكون هناك مجال وارد لوقوع حالة الانفصال»، لكنه أشار إلي مجموعة من المعطيات التي قامت بها الخرطوم لتحقيق الوحدة، منها اعتراف الرئيس البشير وحكومته منذ عام 1989 بأن هناك قضية سياسية في الجنوب يلزم تسويتها بالتفاوض وليس بالحرب، وهي الرغبة التي اصطدمت برغبة القوي التي كانت تحرك التمرد في الجنوب وقتها واستغلالها لحالة الشك لديهم فأطالت أمد الحرب إلي أن جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا التي أدت إلي تغيير المخططات وأتاحت الفرصة لاستكمال التفاوض، وقال إنه زيادة في إمعان الثقة وكسر الحاجز سكتت حكومة الخرطوم عمدًا علي عدم الإشارة في شروط المرشح لخوض الانتخابات الرئاسية أن يكون مسلمًا رغم أن غالبية السكان مسلمون، فأصبح للحركة الحق في أن تقدم مرشحًا من الجنوب حتي وإن كان مسيحيا رغم أنها قدمت مرشحًا مسلمًا من الشمال. وعن مشكلات الانفصال قال طه إن له محاذير ومخاطر كبيرة في وقت يمضي فيه العالم نحو الوحدة، مشيرًا إلي أن من مخاطر الانفصال أن الجنوب لا يملك حتي الآن البنية الإدارية أو الخبرة ولا المناخ المواتي لقيام كيان مستقل، رغم أن بعض الأصوات تتحدث عن أن هذه الخبرة ممكن اكتسابها بعد الانفصال، وقال «سيكون قفزة إلي الظلام، فالواضح أنه سيكون كيانًا مغلقًا وسيرسل رسالة سالبة لكل قضايا الاستقرار والوحدة الإفريقية التي تقوم علي أساس التمسك بالكيانات السياسية الوحدوية».. وأشار نائب الرئيس السوداني إلي أن الانفصال سيكون مؤثرًا علي مصر التي وصف قلقها من انفصال الجنوب بأنه قلق له طابع خاص، وقال إن القاهرة عليها قيادة حملة مناصرة وقوية للدفاع عن الأمن القومي للبلدين في إطاره السياسي المشترك، مكررا أن القوي الكبري تستغل دولا عربية في ضرب أو الإضرار بشقيقاتها، خاصة أن مخاطر الاستفتاء القادم كبيرة في ظل دولة شاسعة المساحة وتعاني من أزمة في النقل والمواصلات مثل السودان، مؤكدا أن الحصار الأمريكي سبب مباشر في تفاقم مثل هذه الأزمة، حيث تمنع أمريكا مثلا الدول التي تصدر لنا قطع الغيار مادامت بها مكونات أمريكية، هذه الأسباب وغيرها عوامل مؤثرة تدعم الاتجاه الانفصالي، وتحتاج للتدخل والتنسيق العربي. ومن جهة أخري رفض نائب الرئيس السوداني تحديد ما إذا كانت الانتخابات السودانية التي ستجري في أبريل المقبل ستشمل منطقة حلايب وشلاتين أم لا، مكتفيا بالقول: «إن هناك اتفاقًا بين قيادات البلدين علي معالجة قضية حلايب وإلا تكون ورقة لمن يريد أن يزايد علي العلاقات المصرية السودانية.. وأكد طه رغبة الخرطوم في إنجاح العملية الانتخابية في أبريل المقبل، وقال «نحن عازمون علي إنجاح التجربة وعلي زيادة جرعات الوعي والشرح للمواطن السوداني لكي يمارس حقه»،.