تلقيت خطابا من السيد "وليد عز الدين" المحامي و قد دوَّن فيه مأساة تكررت علي مسامعنا إلا أن لديه أملاً في إنقاذ ابنه الطفل « عز الدين» ذي التسع سنوات ومعاناته مع الأطباء والمستشفيات في مصر و التي بدأت في يوم الخميس الأخير من شهر رمضان الماضي، لاحظ الأب إجهاداً في عين ابنه ،ذهب به مسرعاً إلي مستشفي العيون الدولي و لم يجد به أي استشاري نظراً لقرب الأعياد! و أخبره موظف الاستقبال بعدم وجود أي استشاري و ليس بالمستشفي سوي أخصائي طوارئ وافق فورا للإطمئنان علي طفله الصغير وبعد الكشف طمأنه الطبيب أنها مجرد حساسية بالعين ولا داعي للقلق و كتب روشتة بالعلاج اللازم و بمرور خمسة أيام بدأت عينا الطفل تستجيب للعلاج لكن في اليوم السادس ساءت حالته مرة أخري فهرول الأب إلي دكتور / محمد ياسر فرج بشارع السودان الذي أكد أيضاً أن الحالة بسيطة و هي مجرد ملوثات في عين الطفل وتنتهي تماما بعد أسبوع علي الأكثر ليصبح طبيعياً مرة أخري، مر الأسبوع دون أي تحسن ملحوظ بالرغم من الإنتظام التام في مواعيد الدواء! نصح المقربون الأب بالتوجه إلي قسم أبحاث العيون بمستشفي الرمد بالجيزة وبعد البحث عن واسطة لإجراء الكشف علي أبنه!! حصل علي توصية أحالته إلي الدكتور سامح أخصائي الأطفال بمعهد بحوث العيون الذي أكد للرجل أن الموضوع بسيط و ألغي العلاج القديم ليدوِّن روشتة جديدة بعلاج جديد لمدة أسبوع فقط و ينتهي الأمر و تفاءل الأب خيراً بدكتور سامح لأنه أحد أعضاء هيئة التدريس بقسم معهد أبحاث العيون، إلا أنه نال علي يديه الكارثة بمجرد إعطاء الطفل القطرة التي تفضل دكتور سامح مشكورا بكتابتها.. حدث نزيف دموي في العين اليمني للطفل! حدث ذلك في الثانية عشرة مساءً ليهرول الأب مسرعاً إلي مستشفي العيون الدولي بالدقي ليقرر دكتور الطوارئ أن الطفل أصيب بقرحة بالعين وسببها قطرة الكورتيزون التي كتبها له دكتور معهد البحوث! وبعد إصرار طبيب الطوارئ علي وجود القرحة نصح باللجوء إلي متخصص في علاج القرنية هرول الأستاذ وليد إلي مستشفي المغربي للعيون بعد ما سمعه عن إمكانيات د / بشر وعلي حد تعبيره أشطر دكتور في القرنية لكنه كي يصل إلي د. بشر مر علي خمسة أطباء آخرين. قال الأب إن دكتور بشر بمهارة فائقة لم يستغرق كشفه دقيقة واحدة ليقرر أن الطفل يجب عرضه علي أخصائي سيكورمات قرنية فوراً توجه إلي الدكتور محمد حمدي بنفس المستشفي ليفيد بأن الطفل أصيب بالقرحة بالإضافة إلي فيروس أصابه بالعدوي أثناء فحصه بأحد الأجهزة التي ُعرض عليها وأن ابنه لن ينجو من الفيروس إلا بعد بلوغه سن الثامنة عشرة! بالإضافة إلي أن الفيروس معد جداً وبسرعة، مما أثر علي الجانب التعليمي أيضاً للطفل ... والآن يبقي عز الدين حبيساً بالمنزل! الأب يصرخ يشكو تلوث الأجهزة وابنه الذي فقد فرصة التعليم والتواجد بين أصحابه وزملائه حرصاً عليهم من العدوي، بينما كُتب علي عين الطفل التلوث وفيروس يبقي معه ثمانية عشر عاما .. السؤال الآن هل هناك أي نافذة نور تنقذ الطفل من الفيروس و تقليص المدة التي عليه انتظارها و ضياع مستقبله؟...القصة برمتها إساءة فادحة للطب في مصر .. الواقعة تثبت أن المواطن المصري في مهب الريح، الواسطة تحكم كل شيء حتي في الوصول إلي طبيب من المفترض تمكنه في مجاله، المواطن مُعرَّض للإيذاء و لو في الذهاب إلي الأطباء أطفال أو كبار الكل سواء، كما تثبت أيضاً أنه لا رقابة علي المستشفيات ولا الأجهزة، والمصري ما هو إلا فأر تجارب ليس له أي ثمن .. وإذا تحدثنا بالوقائع يطلقون فوراً وصفك بُمعارض.. لا يا سيدي أؤيدك إذا أنقذت الناس من براثن الطب وأطبائك، إذا فاجأت الفساد في المستشفيات برقابة صارمة، إذا كنت بحق حريصاً علي صحة المواطنين ...عيون "عز الدين" ومستقبله في عنق وزير الصحة إلي يوم الدين... والأسبوع القادم .... مصري - استرالي يفارق الحياة في قصر العيني الفرنساوي. حنان خواسك