كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، تعليقا على أحداث "الحرس الجمهوري" والتي راح ضحيتها المئات من المصريين ما بين قتيل وجريح. وقال شيخ الأزهر في كلمته: بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، شعب مصر العريق بعد استنكارانا وإدانتنا وتألم قلوبنا لهذه الدماء التي سالت فجر اليوم، فإن الأزهر الشريف يعزى أسر الشهداء و يواسى الجرحى والمصابين من أبناء مصر ويصارح القائمين على أمور هذا الوطن بالآتي : _ فتح تحقيق عاجل لكل الدماء التي سالت وإعلان النتائج أولاً بأول على الشعب المصري حتى تتضح الحقائق و توأد الفتنة. تشكيل لجنة المصالحة الوطنية خلال يومين على الأكثر- حفاظا على الدماء - وإعطاؤها صلاحيات كاملة لتحقيق المصالحة الشاملة التي لا تقصي أحداً من أبناء الوطن، فالوطن ليس ملكاً لأحد وهو يسع الجميع. الإعلان العاجل عن مدة الفترة الانتقالية والتي ينبغي ألا تزيد عن ستة أشهر والإعلان عن جدول زمني واضح ودقيق للانتقال الديمقراطي المنشود الذي يحقق وحدة المصريين وحقن دمائهم، وهو الأمر الذي من أجله شاركت في حوار القوى والرموز الوطنية و السياسية. يهيب الأزهر الشريف بجميع وسائل الإعلام المختلفة ضرورة القيام بالواجب الوطني في تحقيق المصالحة الوطنية، ولم الشمل، وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الاحتقان أو يؤججه. ويطالب الأزهر الشريف بإطلاق سراح جميع المحتجزين و المعتقلين السياسيين، وإتاحة الفرصة لهم أن يعودوا إلى حياتهم العادية أمنيين مطمئنين، كما يؤكد على واجب الدولة في حماية المتظاهرين السلميين وتأمينهم وعدم الملاحقة السياسية لأي منهم. وأخيراً إذ أدعو كل الأطراف على الساحة المصرية لتحكيم صوت العقل والحكمة قبل فوات الأوان، فإنني من خلال مسئوليتي الدينية والوطنية، أدعو الجميع إلى الوقف الفوري لكل ما من شأنه إسالة الدماء المصرية الزكية، وأعلن للكافة أنني قد أجد نفسي مضطراً، في هذا الجو الذي تفوح فيه رائحة الدم، ولا يفارق ذهني فيه قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: " لزوال الكعبة حجرا حجراً أهون عند الله عز و جل من إراقة دم مسلم بغير حق" أن أعتكف في بيتي حتى يتحمل الجميع مسؤوليته تجاه وقف نزيف الدم منعاً من جر البلاد إلى حرب أهلية طالما حذرنا من الوقوع فيها. حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء.