من يقرأ كتب التاريخ سيكتشف حالات ومظاهرات الاعتراض والتوبيخ ضد كل حاكم أو مسئول يصدر القرارات أو الأوامر الخاصة بفرض الرسوم، وجمع الجباية من العباد ومن أهل البلاد.. ومن منا ينسي مظاهرات واحتجاجات العامة من البسطاء من أهل المحروسة ومنذ أكثر من 250 عاماً عندما صبوا جماح الغضب علي «البرديسي» الذي أجبرهم علي دفع الإتاوة... أو قل الجباية رغم الفقر المدقع وحالةالضنك والبؤس التي عمت في أرجاء مصر إبان حكم المماليك فرفضوا الخضوع لتوجيهات «البرديسي» وخرجوا في المظاهرات يهللون ويهتفون «إيش تاخذ يابرديسي من تفليسي».. ويبدو أن الحال الآن مطابق لما سبق وحدث من زمان وصح أن نقول: «إيش تاخد يابطرس من تفليسي» والوزير الألمعي «يوسف بطرس غالي» أثبت بالفعل أنه جاء إلي منصبه ليفقر المصريين من خلال استنباط أفكار يترجمها إلي أوامر وتوصيات ثم تصدر القرارات الوزارية الانكشارية لتطبق علي العامة ودون اعتبار لحقوق مشروعة لأبناء هذا الوطن العزيز، فيتقرر أن يتقدم كل مواطن بالاقرار الخاص بالضريبة العقارية حتي لو كان يقطن في «عشة» وهذه هي الوكسة! والمتصور أن الوزير الجهبذ والألمعي قد يفكر قريبا في فرض ضريبة «شم الهوا» ووفقا للأعمار لتقوم الدولة بتحصيلها ولزيادة الحصيلة المالية لأن هناك عجزاً في الموازنة العامة للدولة ولابد من تقليل هذا العجز بفرض ضريبة «شم الهوا» الجديدة! ولأن هذا الوزير لايفكر بالعقل والمنطق فإنه إذا كان أي مواطن يقطن في شقة ولو كانت بالملايين بغرض السكن فكيف يأخذ منه وزير الجباية أو البرديسي الجديد «ضريبة» وهي في هذه الحالة ستكون «مصيبة»!! للأسف الشديد هذا الوزير قراراته زادت من التذمر الشعبي خصوصا أن الغضب مكتوم داخل قلب كل مكلوم وهذا الوزير يتلذذ في ضرب الشعب بشوم القوانين التي تحولت في عهده «البليد» إلي «كوانين» مادام الوزير يشعل بالفعل النار في الهشيم ولاعتقاده بأن المواطن المصري هو ك«البهيم» رغم أنه يناجي ربه في الصباح بكلمة «يا فتاح يا عليم» وفي المساء ب«يا رحمن يا رحيم».. واسأل: هل ما يبتدعه هذا الوزير يستند إلي برنامج الرئيس مبارك الانتخابي لأن بطرس حوله إلي برنامج «انتحابي»!.. وبالمناسبة صدق وسطرت تحقيقا صحفيا عن هذا الوزير ويتعلق باستغلاله لمبالغ مالية حيث صدرت له قرارات علاجية من ميزانية علاج المواطنين بالمجان بالإضافة لتذاكر السفر هو والسيدة حرمه بالطيران رغم أنه من أسرة «ثرية» فلماذا يفرض قراراته «العنجهية» في ظل صمت مريب من كبار المسئولين.. فمن يحاسب هذا الوزير الذي تتميز سياساته المالية ب«العكننة» تماما كاللت في العجين.. مطلوب فرملة قرارات هذا الوزير الأعجوبة الذي يريد أن يبقي الشعب علي «الحديدة» وعليه لاعزاء للبرديسي ولا لبطرس التفليسي»! والذي استغرب له أن هذا الوزير لم يثبت في يوم من الأيام أنه أثبت الشطارة أو الجدارة ويبدو أنه يعتقد بأنه شيخ حارة وليس مسئول عن وزارة.. والمطلوب الآن فرملة هذا الوزير وعدم السماح له باتخاذ قرارات ضد الإرادة الشعبية التي ترفض الآن وجود مثل هذا الوزير الذي يتلاعب بالقوانين وبادعاء أن الميزانية في حاجة إلي كل مليم فابتدع أسلوب تحصيل الضريبة العقارية علي كل شقة أو عشة سكنية وإرضاءً لطموحاته المخفية!