ظن كثير من الناس أن العمل في مجال تجارة السيارات لفترة طويلة كفيل بإكساب المرء خبرة كبيرة تنعكس بدورها علي مستوي الخدمة وجودة المنتج، ولكن سرعان ما تبين أن ذلك لا يحدث بالضرورة مع الجميع. وكان المثال الواضح أمام الجميع هو شركة هويدي موتورز التي بدأت العمل في تجارة السيارات قبل سنوات طويلة وحققت نجاحات لا بأس بها وصار اسمها معروفا لكثير من المتعاملين في سوق السيارات. وعلي ما يبدو أغري هذا النجاح المحدود الذي حققته الشركة لتحقيق المزيد من الربح ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وكان ذلك منطقيا. فالفشل الذي تعاني منه هويدي موتورز اليوم لا يبدو غريبا علي الإطلاق. فربما صادف الشركة النجاح لو قامت بإطلاق تلك الموديلات قبل عشرين عاما في وقت كانت الموديلات المعروضة فيه قليلة للغاية والخيارات أمام المستهلك محدودة. أما اليوم فمن شبه المستحيل أن تحقق الشركة أي نجاح بموديلات هزيلة لا ترق إلي مستوي المنافسة بأي حال من الأحوال حتي مع كثير من الموديلات الصينية. وتوهمت قيادات الشركة أنه من الممكن الدخول في "هوجة" السيارات الصينية وتناسوا أن تلك الهوجة إنتهت منذ سنوات بعد أن استمرت لفترة وجيزة بدأت بعدها الشركات الصينية في تحسين منتجاتها وحققت إنجازات كبيرة خلال زمن قياسي، أما بالنسبة لأسماء جديدة تماما في السوق مثل لاندروك وأيديا، فلا تزال تلك السيارات في حاجة لعشر سنوات كي تصل إلي مستوي الجودة المطلوب. وربما كان الأجدر بهويدي موتورز البحث عن اسم معروف ينتج سيارات ذات جودة مناسبة للسوق المصري مع وضع مصالح العملاء في الاعتبار لكسب ثقتهم. فعل هويدي موتورز العكس تماما فجاء بسيارات رديئة مليئة بالعيوب الفنية والمكونات التي لم تعد مستخدمة في الاجيال الجديدة من السيارات، والأغرب أن الشركة قامت بطرح تلك الموديلات بأسعار لا تبدو تنافسية علي الإطلاق مستغلة حلم البعض بامتلاك سيارة كبيرة رباعية الدفع أو موديلات اقتصادية. وتهور البعض وقاموا بحجز موديلي هويدي، وكان ندمهم فادحا فيما بعد حيث تبين ارتفاع أسعار قطع الغيار وتدني مستويات الخدمة. والغريب أن الشركة لم تستثمر الكثير لتوفير خدمات ما بعد البيع بل أكتفت بالحديث الممل والمتكرر عن فترة الضمان الطويلة. ويحق لنا أن نوجه بعض التساؤلات بشأن تلك النقطة أولها أين سيمكن لعملاء هويدي موتورز صيانة سياراتهم ما دامت الشركة لا تملك مراكز صيانة متخصصة بل أخذت الشركة من تلك الصيانة ذريعة لجلد عملائها بكسب المزيد من الأموال مقابل تلك الخدمة التي لا ترق لخدمات ورش الدرجة الثالثة. وطبيعي أن نحصد الشركة أموالا طائلة نظير بيع قطع الغيار(إن وجدت) وطبعا مستوي تلك القطع معروف مسبقا، فلن تكون بأي حال من الأحوال أفضل من مكونات السيارة الأصلية. وبعد أن شعرت الشركة بالمأزق الذي وضعت نفسها فيه، لجأت للحل الأسهل. فبدلا من مطالبة الشركة الأم بمنتج جيد وقطع غيار جيدة، لجأت الشركة للدعاية كوسيلة لترويج منتجات رديئة. وصيغت تلك الدعاية بأسلوب مضحك، فهي تشكر العملاء علي ثقتهم الغالية في منتجاتها. ونتحدي هويدي موتورز أن تعلن عن الأرقام الفعلية لمبيعاتها منذ أطلقت هاتين المصيبتين في السوق المصري، ما دامت دفعات السيارات لديها تنفد الواحدة تلو الأخري. بالطبع لم ينته الحديث، ولا يزال له بقية