· هيكل حاول إحداث نوع من الاستقلال للإذاعة والتليفزيون · الأحري بوسائل الإعلام الرسمية أن تفتح بابا للحرية المسئولة وليست المتهورة · الحقيقة أن الجزيرة أحدثت قفزة هائلة في مجال الإعلام العربي وقدمت نوعا جديدا من الإعلام المرئي في حوار ل«صوت الأمة» تناول الإذاعي الكبير طاهر أبوزيد أحوال الإعلام المصري بكل وضوح وصراحة مشيرا إلي تراجع هذا الإعلام وعجزه عن دوره ورسالته المنوطة به الأمر الذي أفقده ريادته العربية التي حافظ عليها قرابة نصف القرن وأرجع هذا التراجع لعدة أسباب.. فإلي تفاصيل الحوار: هل فقد الإعلام المصي ريادته العربية والتي تمتع بها قرابة نصف قرن؟ - هذا صحيح إلي حد كبير وذلك راجع لعدة أسباب منها الجوانب المادية التي ساعدت علي قفزات في الإعلام العربي مثل الجزيرة وغيرها لأن الجانب المادي يمكنك من توفير الاساس لأي منظومة إعلامية من أجهزة فنية وإعداد كوادر بشرية وخلافه، الشيء الآخر هو الرغبة في تقديم إعلام حر من عدمه، فالحرية هي الاساس في نجاح الإعلام بشكل عام وغيابها ومحدوديتها بالتأكيد يحد من الانطلاق والنجاح وهذا هو الحادث الآن ورغم وجود بعض الحرية إلا انها ليست كافية. وما السبب الرئيسي في عدم وجود إعلام عربي ينافس علي المستوي العالمي باستثناء قناة أو قناتين؟ - السبب الرئيسي يعود إلي امتلاك الدولة في العالم العربي للمؤسسات الإعلامية وهذا قيد كبير علي هذه المؤسسات وعكس ما يحدث في أمريكا وبريطانيا وحتي الإشراف الملكي علي المؤسسات عكس ما يحدث لدينا فحتي القنوات الخاصة لها سقف لاتتجاوزه. وهل حدثت محاولات في العالم العربي لكسر هذا الطوق الحكومي؟ - بالفعل كانت هناك محاولات في هذا السياق منذ فترة طويلة وتحديدا عندما تولي الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل وزارة الارشاد أو الإعلام في فترة حكم الرئيس عبدالناصر وحاول إحداث نوع من الاستقلال للإذاعة والتليفزيون واستحدث ماسمي وقتها وحتي الآن اتحاد الإذاعة والتليفزيون وكانت أولي خطواته في استقلال الإعلام ولكنه لم يمكث طويلا بالوزارة وبالتالي سارت الأمور في طريق سيطرة الدلة وحاول هيكل تطبيق النموذج الانجليزي في السياسة الإعلامية ولكن الظروف حالت دون ذلك. وماهو تقييمك لقناة الجزيرة وأخواتها؟ - الحقيقة أن الجزيرة أحدثت قفزة هائلة في مجال الإعلام العربي وقدمت نوعا جديدا من الإعلام المرئي وهناك بعض القنوات الأخري التي حققت نجاحا ملموسا ولكن ليس بحجم نجاح الجزيرة. نأتي إلي قضية أخري وهي افتقادنا المذيع الجاد والحقيقي وتحديدا في وسائل الإعلام المصرية قياسا لجيلكم.. جيل الرواد والزمن الجميل؟ - السبب الرئيسي هو المحسوبية والمجاملة في اختيار المذيعين حيث يتدخل هذان العاملان في ترشيح المذيع بصرف النظر عن كفاءته ولكن المهم العلاقات والتوصيات وخلافه وهذه آفة كبيرة بالاضافة إلي كثرة وضخامة الانتاج من البرامج وسرعة الانتاج، كل هذا يؤثر علي الجودة وحسن الأداء وبالتالي لم يعد هناك الوقت الكافي ولا المذيع الجيد أو اللامع، علي عكس أيامنا فكانت الاختبارات جادة والكفاءة هي المعيار فضلا عن اننا كنا نعتبر العمل الإذاعي فنا قبل أن يكون مهنة. وماهو تقييمك للمحطات الفضائية المصرية الخاصة؟ - القنوات الخاصة اللافتة للنظر في مصر هي قناة «دريم» خاصة في البرامج السياسية أما البرامج الأخري فهي متواضعة وبالنسبة لباقي القنوات الخاصة أنا لا أتابعها جيدا فربما يكون هناك الجيد منها. حدثت ضجة كبيرة في فترة من الفترات حول ماسمي وقتها ب«وثيقة الإعلام العربي» والتي صدرت عن وزراء الإعلام العرب للحد من حرية الفضائيات.. كيف تري هذه الوثيقة؟ - الحقيقة أنا لم أقرأ نصها أو موادها ولكن تابعت ماكتب عنها ولكن ما أقوله هنا إن أي محاولة بالرفض من جانبي أو من جانب غيري من الإعلاميين المؤمنين بالرسالة الحقيقية للإعلام لأن حرية الإعلام هي الأصل في أي عمل إعلامي. إذن ماهو المطلوب من الأجهزة الإعلامية في مصر والعالم العربي؟ - المطلوب الحرية ثم الحرية لأن أي إعلام في الدنيا يجب أن يتوافر له قدر من الحرية وكلما كان هذا القدر كبيرا كان الإعلام ناجحا ومؤثرا والآن بعدما انهارت كل الاسقف وسيطرت الفضائيات فمن الاحري بوسائل الاعلام الرسمية أن تفتح بابا للحرية المسئولة وليست المتهورة والإعلام الحر هو الذي يعطي المشاهد والمستمع الثقة في إعلام وطنه ويجعله يقبل عليه. وماهي أول مهمة إذاعية أسندت لك؟ - كانت أول مهمة هي خروجي لتغطية عيد الجهاد ضمن فقرات الإذاعة الخارجية وكانت أول مهمة رسمية وغطيت الاحتفال بشكل جيد ولاقي استحسان المسئولين بالإذاعة. هل صحيح أنك قدمت استقالتك بعد 7 سنوات فقط من العمل الإذاعي؟ - هذا صحيح، حيث التحقت بالإذاعة عام 1950 وقدمت الاستقالة عام 1957 والسبب هو ترشحي لانتخابات مجلس الأمة،