سعدت بما قاله الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة وكانت المفاجأة عرضه الهاديء والواثق والمستنير عن مرض أنفلونزا الخنازير وما أثار دهشتي أن عرضه كان موضوعيا وبدون مبالغة أو تشنج وبأسلوب مطمئن أبعد الخوف والرعب الذي كان يملأ القلوب لأن كلامه كان «محسوبا» .. الرجل فاجأنا بمعلوماته الغزيرة عن الأوبئة وعن الأمصال واللقاحات وكان صريحا وأجاب علي كل التساؤلات بأمانة وباستقامة مما دفعني إلي سؤاله إذا لماذا الهوس الإعلامي الطبي الذي تبنته وزارة الصحة عن هذا المرض وكأن هناك حربا ضروس فلابد من المارشات الإعلامية الطبية المصاحبة للبيانات الصاخبة والمرعبة!! في اللقاء ألقي الدكتور «شاهين» بالملامة علي الإعلام فقلت له إن الملامة تقع علي مندوبي وزارة الصحة الذين بالغوا في الاخبار والموضوعات ولم يدركوا انها كانت هجمات وصفعات بل وأدخلت الرعب في النفوس وأصابوا مواطني مصر بالخوف والهلع مع أن فيروس انفلونزا الخنازير لم يحدث ولن يحدث إن شاء الله بأن يتحور لأن «مصر» سالمة وآمنة رغم ما نعرفه عن هذا المرض بأنه كان خطيرا وأكثر خطورة وكان كالوباء في عام 1918 ولكننا الآن في عام 2009 أي بعد 91عاما والحال الطبي الآن أحسن مليار مرة من الحال في أيام زمان .. في الندوة علمنا أن وزارة الصحة وربنا يدي لوزيرها الصحة تكبدت مشقة العثور علي المصابين حتي أنه تم استدعاء أحد المصابين في حلوان عن طريق «الشرطة» وأن هناك حالات محددة هي التي تعالج في المستشفيات وأن معدلات الاصابة ثابتة والحمد لله وأنه بامكان «عزل» المصاب ولو في غرفة في بيته علي أن يتعامل معه شخص واحد وعلي أن تكون جيدة التهوية.. وعلمنا أيضا أن موسم العمرة تم علي خير وبأن السعودية وضعت ضوابط وشروطا وأنه كانت هناك مفاجأة عندما بدأت مصر تتعاقد علي توريد هذا اللقاح وأننا في حاجة إلي 6 مليار جرعة رغم أن الطاقة الانتاجية لهذا اللقاح من 6 شهور لم تزد علي 900 مليون جرعة ولم يصل المستهدف إلي أكثر من 5،2 مليون جرعة! وهذا معناه أنه لا توجد دولة تستطيع توفير هذا اللقاح.. ولأن حكومتنا السنية عندها مسئولية فكان الصراع علي توفير هذا اللقاح رغم أن منظمة الصحة العالمية استطاعت أن توفر للدول النامية كمية بسيطة جدا لاتتجاوز 10% من انتاج المصل بالعالم فاعترضت مصر وتقدمت بشكوي رسمية للأمم المتحدة لأن توزيع المصل غير عادل! واستطعنا التعاقد علي توريد 5ملايين جرعة وهذا التوريد غير كاف ولكن ما باليد حيلة علي رأي الدكتور شاهين وستصل 80ألف جرعة الأولي يوم 20أكتوبر الجاري وهي التي سيتم تطعيم الحجاج بها..عموما لأن مصر محروسة فأوضاع انفلونزا الخنازير مدروسة فلا داعي للرعب والخوف رغم تصريحات التخويف التي سبق وصدعنا بها الدكتور الوزير وعفوا إذا قلت إنها تستحق التشطيف لأن الوزير هو وزير الصحة في وزارة الدكتور «نظيف»! والحمد لله أن موسم الحج لن يتم إلغاؤه كما سبق وردد الاشاوس الذين أشاعوا الأكاذيب والهلاوس.