هل انتصار "باراك أوباما" سيعيد نظرة المجتمع الأمريكي إلي أصحاب البشرة السوداء أم أن المجتمع عندما تغيرت نظرته أفرز هذا التغيير في قمة الهرم السياسي؟! نعم المجتمع الأمريكي استطاع في غضون سنوات قليلة في عرف الزمن أن يقفز علي التباين العرقي والاثني واللوني.. إن أول هجرة للأفارقة إلي أمريكا بدأت عام 1619 أي أن الأمر لم يتجاوز 455 عاماً فقط.. ليتحول من كان ينظر إليهم كعبيد إلي سدة الحكم.. إن إرادة المجتمع في التغيير لا تستند فقط إلي ثورة مثل التي قام بها "مارتن لوثر كينج" مطالباً بالمساواة لكنه مجتمع مع تعدد أوانيه المستطرقة حدث له نوع لا أقول من التطور بقدر ما هو التطهر من شوائب العنصرية وعلي كل الأصعدة.. في العدد الأخير من مجلة "نيوزويك" الأمريكية أشارت إلي أن 80% من الأمريكيين لا يجدون غضاضة في أن يتزوج أو يرتبط عاطفياً المختلفون في الألوان والأعراق.. قبل عشر سنوات كانت النسبة 63% فقط وهذا يعني أن المجتمع يتجه بمعدل لاهث إلي طريق المساواة.. لو تتبعت المشاهير السود أمثار "أوبرا وينفري" أهم مذيعة الآن في العالم وأيضاً "ويل سميث" و "إيدي ميرفي" أصبحا الآن أهم نجمين أمريكيين يحققان أرقاما في شباك التذاكر تناطح "توم كروز" و "جونب ديب" و "برادبيت".. "هالي بيري" الآن واحدة من نجمات الشباك تناطح "نيكول كيدمان" و "انجلينا جولي".. منذ أن قدم النجم الأسمر "سيدني بواتيه" عام 1967 فيلمه "خمن من سيأتي للعشاء" الذي شاركه البطولة "سبنسر تراسي" و "كاترين هيبورن" وفضح الازدواجية في المجتمع الأمريكي الذي يعيش في أعماقه مشاعر عنصرية لا يفصح عنها بينما يعلن علي الملأ التسامح.. وكأن «بواتييه» يمهد لباراك علي شريط سينمائي وبترحيب ومبايعة من الجميع.. نعم إنه دور المجتمع في التسامي والذي نتمني أن نراه مجسداً أمامنا في مصر عندما ننسي أن ننظر إلي خانة الديانة!!