· هل يعقل أن مبارك بعد 28 عاماً من حكم البلاد مازال يأمر حكومته بحل مشكلة القمامة · مازال المصريون يشربون مياها ملوثة ويصابون بالتيفود.. أليس هذا دليلاً قاطعاً علي فشل هذا النظام الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية يتميز ويتمتع بغزارة العلم، وسهولة العرض، وبساطة الأداء، وسماحة الوجه.. وهو ابتغاء لوجه الله يقتحم المشكلات الاجتماعية المرتبطة بمعاناة الناس وقضاياهم لوضع الحلول العملية والمناسبة والمقنعة لها.. اقترب من الناس، فوثقوا به، وأحبوه والتفوا حوله.. وحصل علي شعبية وجماهيرية يفتقدها كثير من رموز السلطة وأهل الحكم في مصر المنحوسة بساستها.. لكن أن يتم توريط فضيلة المفتي المحبوب ونشر كلام علي لسانه لم يقله عن إصداره فتوي تبيح توريث الحكم في مصر، فهذا لايجب أن يمر مرور الكرام. يوم السبت 5 سبتمبر 2009 نشرت الزميلة «الجمهورية» علي صدر صفحتها الأخيرة تحت عنوان «مختصر ومفيد» أهم فتوي أصدرها المفتي د.علي جمعة وهذا هو كلام الجمهورية حول توريث الحكم وتعديل الدستور.. ونسب في الفتوي التي نشرتها الجمهورية كلام لم يرد في النص الأصلي للفتوي، مفاده أن فضيلة المفتي يجيز التوريث.. وحتي يطمئن الناس في مصر أضافت الجمهورية من عندها فقرة قالت فيها: «المعروف أن د.علي جمعة أكد أكثر من مرة أنه لايتعرض لأي ضغوط لإصدار فتوي لصالح الحاكم، وأن دار الافتاء طوال عمرها «150 عاماً» لم تصدر فتوي تشوبها موالاة الحاكم! والسقطة الخطيرة التي وقعت فيها الزميلة الجمهورية بخلاف تزوير الفتوي.. أن هذه الفتوي صدرت من دار الإفتاء يوم 26 يوليو 2008 أي منذ أكثر من عام ونشرتها الصحف في اليوم التالي تحت عنوان «دار الإفتاء: توريث الحكم في مصر غير جائز شرعاً».. فلماذا نشرتها جريدة الجمهورية السبت الماضي.. هذا أولاً.. وثانياً: لماذا تم نشر هذا الكلام في هذا التوقيت بالذات، ونسب الفتوي إلي فضيلة المفتي د.علي جمعة؟!.. وهذا الأمر يتطلب أيضا من فضيلة المفتي إصدار بيان حول ما نشرته جريدة الجمهورية يوم السبت الماضي ليوضح الأمر للناس.. ثالثا: جريدة الجمهورية التي تجاهلت تماماً نشر خبر واحد حول أحداث العنف الدامية في دولة الجابون بعد أن استولي ابن رئيس الجمهورية علي كرسي الرئاسة الأسبوع الحالي هي الآن تروج للوريث القادم للاستيلاء علي عرش مصر بزوير الفتاوي الدينية وتوريط المفتي في فتوي لتمرير التوريث.. لماذا؟!! ولحساب من؟.. ولمصلحة من؟
هل يعقل أن مبارك بعد 28 عاماً من حكم البلاد، مازال يأمر حكومته بحل مشكلة القمامة في العاصمة.. وهل بعد كل هذه السنوات ال28 مازال المصريون يشربون مياها ملوثة ويصابون بالتيفود.. أليس هذا دليلاً قاطعاً علي فشل هذا النظام.. أليس هذا دليلاً قاطعاً علي فساد الإدارة في ظل سيطرة الحزب الوطني الحاكم الذي يخطط لتوريث الحكم لجمال مبارك.. والله دي فضيحة.
الوقت يداهمنا.. باقي من الزمن عام أو ربما أقل حتي ينتهي المخطط الشيطاني لتوريث الحكم لجمال مبارك.. الصفوة في مصر أصابهم الخرس، بينما يصول ويجول جمال مبارك البلاد طولاً وعرضاً، يجرجر وراءه الوزراء، ولا أحد منهم يستطيع أن يقوله له «بم» حتي رئيس الوزراء لايملك أن يقول للوريث الذي هو مجرد أمين لجنة في الحزب الوطني إيه اللي بتعمله ده ومن ثم فإن الأمل في الشعب المصري.. الأمل في أن يخرج من بين الناس من يستطيع تنظيم الصفوف للخروج في مظاهرات سلمية تطالب مبارك بوقف سيناريو التوريث وإبعاد ابنه جمال عن السياسة، وضرورة تعيين نائب لرئيس الجمهورية.. فنحن لانريد أن يتكرر ما حدث في الجابون مطلع الاسبوع الماضي عندما استولي علي بونجو ابن الرئيس علي السلطة ووقعت هناك مصادمات دامية مازالت تعاني منها البلاد.. إن مصر حماها الله من كل سوء ليست الجابون لكي ننتظر الأيام والشهور لتحديد مصيرها بعد أن ضاعت كل الحقائق وغابت الرؤية عن المستقبل.